إطلاق المحطة الفلسطينية الأكبر للطاقة الشمسية من أدنى بقاع الأرض

11/06/2019

وطن للأنباء- تقرير: حسناء الرنتيسي: كان لا بد يوما ما من أن ينطلق ركب الطاقة الشمسية من أخفض بقاع الأرض، محطة "نور أريحا" المحطة الأكبر للطاقة الشمسية في فلسطين، تستثمر السماء، وتحصد شمسها لتنير مؤسسات فلسطين.

تسطعُ الشمس في مدينة أريحا لأكثر من 8 ساعات يوميا، ما دفع أبناءها لتوظيف هذه الطاقة في المسعى الفلسطيني نحو الاستقلال والتحرر من التبعية للاحتلال، حيث تستورد فلسطين معظم طاقتها من الكهرباء من إسرائيل، ما يساعد الأخيرة على إحكام قبضتها على عنصر حيوي كالكهرباء.


محطة "نور أريحا" يتم العمل بها منذ 6 أشهر ونصف على أرض "النويعمة" في مدينة أريحا، تعلو رمال هذا المكان ألواح شمسية تعيد تحويل خيوط الشمس لكهرباء، المستفيد النهائي منها ثلاثة أماكن حتى الآن، وهي مستشفى الاستشاري في رام الله، وشركة بيرزيت للأدوية والبنك الوطني كما أوضح د. محمد مصطفى رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني في المؤتمر الصحفي، الذي عقد أثناء جولة صحفية في المنطقة.


فائدة "نور أريحا"
الفائدة الاقتصادية لمحطة "نور أريحا" تتمثل في إنتاج كميات من الكهرباء تكفي لتغطية استهلاك حوالي 3600 منزل، حسب معدل الاستهلاك السنوي من الكهرباء للمنازل في فلسطين.


إضافة إلى تقليل مشتريات الكهرباء من الخارج سنوياً بقيمة 4.5 مليون شيكل سنوياً، وحوالي 112 مليون شيكل، خلال فترة عمل المحطة المتوقعة وهي 25 سنة.


يشير أيمن الكالوتي -من شركة ريكي سولار- إلى أن عدد الألواح الشمسية في المحطة 20 ألف لوح طاقة شمسية، و4 محولات راكبة بالمحطة، وألواح تنتج الطاقة عن طريق الشمس وتحولها لطاقة كهرباء مترددة، مشبوكة بشبكة كهرباء محافظة القدس.
وقال أن هناك إتفاقية بين الصندوق وشركة كهرباء القدس، لشراء الكهرباء الناتجة عن المحطة، ومن المتوقع الانتهاء من الأعمال بالمحطة خلال شهر حزيران القادم.


فلسفة المكان
وعن سبب اختيار المكان يقول مصطفى أن الأراضي التي أقيم عليها المشروع بعيدة جدا، لكن يجب أن تكون قريبة من شبكات النقل، وهذا هو السبب الرئيس في اختيار المكان. وتعتبر شركة كهرباء القدس شريكة في المشروع، وقد سهلت الإمكانيات للعمل به.


أما الجهة المنفذة للمشروع فهي شركة "مصادر" التابعة لصندوق الاستثمار الفلسطيني، حيث كان الهدف منه تطوير المصادر الطبيعية والبنية التحتية في فلسطين من خلال الاستثمار وقيادة المشاريع الإستراتيجية.
وتقود شركة مصادر استثمارات الصندوق في قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة، وعلى رأسها برنامج "نور فلسطين" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.


استثمار بالملايين
وتقع محطة "نور أريحا" للطاقة الشمسية على مساحة 100 دونم، بحجم استثماري قدر بنحو 10 ملايين دولار.
أما القدرة الإنتاجية للمحطة فهي7.5  ميغاوط وبمعدل إنتاج سنوي يصل إلى 12 مليون (كيلو واط ساعة).


وقد تم توقيع اتفاقية لربط المحطة بشبكة شركة كهرباء محافظة القدس لتوزيع الكهرباء، من خلال الشبكة التابعة لشركة الكهرباء، على أن يكون المستفيدون النهائيون منها منشآت تجارية وخدماتية عامة في مناطق امتياز الشركة، كما أوضح عازم بشارة – المدير التنفيذي لشركة مصادر.


"نور فلسطن" على مراحل ثلاث
المشروع الأم "نور فلسطين" والذي يأتي "نور أريحا" كجزء منه، فهناك محطتان أيضا ستقامان في الضفة، وهما محطة "نور طوباس"، والتي ستكون بقدرة إنتاجية أكبر، ومحطة "نور جنين".


ويصل الحجم الاستثماري لـ "200 مليون دولار" والهدف منه إنتاج 200 ميجاواط من الكهرباء من الطاقة الشمسية على مدار 8 سنوات، وهو ما يعادل 17٪ من احتياجات الطاقة في الضفة والقطاع.


وأوضح عازم بشارة -المدير التنفيذي لشركة مصادر- أن المشروع "نور فلسطين" سيتم من خلال 3 محطات، المحطة الأولى 7.5 ميجاواط في أريحا، والمحطة الثانية ستكون في طوباس بقدرة 9 ميجاواط، وأخرى في جنين بقدرة 5 ميجا واط.
ويضم المشروع أيضا تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على أسطح 500 مدرسة حكومية (كمرحلة أولى)، لتوليد 35 ميجاواط من الكهرباء، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.


وتابع قائلا "هذه المشاريع مجتمعة تعد جزءا من مشاريع نور فلسطين، التي ينفذها صندوق الاستثمار من خلال شركة مصادر بحجم 200 ميجاواط ينفذ خلال 8 سنوات".


وأشار بشارة إلى أن المحطة الأولى مبنية على أساس صافي القياس، أي تبنى المحطة ويتم تمليك جزء من المستهلكين الكبار للطاقة الكهربائية، ويتم نقل إنتاجيتها بالعبور على شبكة توزيع كهرباء القدس لاستهلاكها في الأماكن المتعددة.


الأهمية الاقتصادية
وقال د. مصطفى أن المشروع "نور فلسطين" مهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاستيراد وتطوير الاعتماد على الذات، حيث نستورد من إسرائيل حوالي ألف ميجاواط للضفة الغربية وحدها، بتكلفة 700 مليون دولار تقريبا في السنة.
وأعرب مصطفى عن أمله أن تقود المشاريع هذه لتخفيف الاعتماد على إسرائيل في قطاع الكهرباء.


كما بيّن أن سعر الكهرباء يشمل سعر النقل، فالعملية تكاملية والأسعار يتم تحديدها بشكل تكاملي، بينما المستفيد الأخير بالنهاية سيجد السعر عليه أقل من السعر للكهرباء من إسرائيل، فالمحطة تعطي أسعارا منافسة لمحطات إسرائيل رغم صغر حجمها، مقارنة بمحطات مقامة منذ عشرات السنين فيها.

 

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية