بسام زكارنه يكتب لوطن: بين رقابة المحتل .. ورقابة الثورة

20/05/2019

 الشعب الفلسطيني بكل اطيافه ضحية الاحتلال الاسرائيلي، عانى ولا يزال يعاني من القتل والأسر والتهجير وتدمير البنى التحتية في القرى والمدن وهدم المنازل علاوة على تزوير  تراثهم وحضارتهم، فالبرامج الممنهجة  للمس بالعادات والتقاليد والقيم والاخلاق والتاريخ هي من ضمن مخططاتة لطمس الهوية الوطنية و تفكيك الارث التاريخي للشعب الفلسطيني -

في السابق كان الرقيب العسكري للاحتلال يطلب من الصحافة الورقية  تسليمه  المواد المراد نشرها  لتخضع مجبرة  الى مقصه الذي كان حاضرا لمنع نشر الحقائق ، الرقيب الذي كان  يتقن اللغة العربية بكل تفاصيلها ،  كان  يقف عاجزا امام من حملوا الامانة الصحفيىة الوطنية لبحثهم عن مصطلحات ومرادفات للكلمة الواحدة  لتكون بديلا معبراً عن كلمات او نصوص  بترها مقصه  ، لقد كان كل من يحمل  قلم  ثائر  يجري اعتقاله  وملاحقته واقلها الاقامة الجبرية . 

رقيب الاحتلال كان  يطلب استخدام مصطلح بلدية القدس لكن الصحف الفلسطينية ترفض ذلك  وتعتبر  من يكتبها كما يطلب  خيانة وتكتب  بدلا من ذلك بلدية تيدي كولك او بلدية أولمرت ، رقيب الاحتلال كان يطلب ان تكتب الصحف انه تم هدم منزل بسبب عدم الترخيص الا ان الصحف كانت تغير كلمة "بسبب " وتضع مكانها كلمة " بحجة" عدم الترخيص  لتوضح للعالم ان الاحتلال لديه مخطط تهجير السكان الأصليين من وطنهم.

للاسف قبل ايام  شاهدت  على احدى الفضائيات الفلسطينية خبر " ان الاحتلال يطرد المعتكفين  في المسجد الاقصى "  وكأن  المسجد الاقصى لهم فلماذا لم يقل يعتدي او يُنكل او يُجبِر المصلين – وهذا جهل لغوي واصطلاحي  ليظهر فية  المعتدي وكانة صاحب  المكان ، ان الكلمات والمصطلحات جزء من معركتنا وحجتنا امام العالم و امام شعبنا ، حتى كلمة دولة اسرائيل لا يجوز استخدامها من الصحفين والمثقفين والكُتاب فهي دولة الاحتلال.

ما نؤكد عليه اننا بحاجة لرقابة وطنية ثورية تواجه الحملة المنظمة من الاحتلال لترسيخ قيم  مستحدثة وضرب عاداتنا وتقاليدنا المتجذرة في ثقافتنا الوطنية الفلسطينية ، فلا بد والحال كذلك من  متابعة ما ينشر ويكتب في صحفنا وعبر شاشات الفضائيات بمعنى كل الصحافة المرأية والمسموعة والمقرؤة ، حتى نحقق مبدأ متفق عليه ان حرية الرأي  والتعبير هي العبودية المطلقة  لخدمة الوطن وقضيته وتراثة وتاريخه  الموثق  منذ الاف السنين وللعادات والتقاليد والقيم التي تمثل حضارتنا  وتخدم الشعب مع كامل الانفتاح على العالم متسلحين بقيم راسخة ووعي يؤثر ولا يتاثر ،  ولا نترك للمحتل الذي ليس لديه تاريخ او حضارة بل هو مجموعات  من الصهاينة تم تجميعهم من إقصاء العالم يحاولوا سرقة تاريخنا وتراثنا وحضارتنا ويزوروا حتى اسماء المدن والقرى ويطلقونها على اسماء مغتصابتهم .
الى وزارة الثقافة الى الكتاب الى الصحفين والمثقفين والسياسين خذوا دوركم الوطني بتوعية اجيالنا ومواجهة ما يحاك لنا ولا تتركوا بعض الجهلة يتحدثوا او يكتبوا دون رقيب او حسيب ، تابعوا بعض الجهلة ممن يتحدثوا او يكتبوا مسلسلات او برامج تابعوا المدارس والمناهج ، اين جامعاتنا الوطنية ومدارسنا  التي عليها واجب التعليم والرقابة من المختصين لديها ، اين مساجدنا وكنائسنا ؟؟ اين رجال الدين ؟؟ اين الشعراء ؟ اين مدرسي الجغرافيا ؟؟؟ وهل تتابعوا ما يقدم من خرائط لفلسطين!!!! ؟؟ اين شركات الإنتاج الفني ؟؟؟  اين الأحزاب والفصائل ؟؟؟ اين مجال الطلبة والنقابات ؟؟ استيقظوا ... ان التاريخ لن يرحم المقصرين  .