الذكرى الـ29 لمجزرة "عيون قارة"

19/05/2019

رام الله- وطن للأنباء: تصادف غداً الذكرى 29 لمجزرة "عيون قارة" التي ارتكبها الجندي الاسرائيلي الفاشي "عامي بوبر" بحق عدد من العمال من قطاع غزة، ففي حدود الساعة السادسة والربع من صباح يوم الأحد الموافق 20-5-1990 وصل إلى موقف العمال بمنطقة عيون قارة "ريشون لتسيون" قرب تل أبيب مفترق الورود حوالي عشرين عاملاً فلسطينياً وجميعهم من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وقفوا في انتظار وصول أصحاب العمل الإسرائيليين، لنقلهم إلى أماكن عملهم حينما اقترب من العمال أحد جنود الاحتلال (عامي بوبر وهو إرهابي متطرف وكان يرتدي الزي العسكري ويحمل بندقية من طراز أم 16)، وطلب منهم البطاقات الشخصية وحينما تأكد من أنهم عرب، قام بإطلاق النيران تجاههم بدون تمييز وعلى الفور قتل سبعة منهم وأصيب عشرة عمال بجراح مختلفة.

واستقل الإرهابي المجرم السيارة وهرب من مكان الجريمة وبعدها قامت قوات شرطة الاحتلال بملاحقة العمال الفلسطينيين الموجودين في المكان والاعتداء عليهم وإخراجهم من المكان والشهداء هم : عبد الرحيم محمد سالم بركة ( 23 عام ) من خانيونس  و زياد موسى محمد سويد ( 22 عام ) رفح، وزايد زيدان عبد الحميد العمور ( 23 عام ) خانيونس و سليمان عبد الرازق أبو عنزة ( 22 عام ) خانيونس
عمر حمدان أحمد دهليس ( 27 عام ) خان يونس وزكي محمد محمدان قديح ( 35 عام ) خانيونس، ويوسف منصور إبراهيم أبو دقة خانيونس.

وعلى الفور اندلعت المظاهرات العارمة والغاضبة وكانت ردة فعل الجماهير عمال وفلاحين وطالبة نساء ورجال  قوية وواسعة و قامت سلطات الاحتلال بفرض حظر التجول على معظم المحافظات  واندلعت المواجهات العنيفة ما بين المواطنين الفلسطينيين وقوات جيش الاحتلال، مما أدى إلى سقوط 6 شهداء آخرين .
وفي اليوم التالي 21 مايو 1990، ارتفع عدد الشهداء حينما سقط ثلاثة آخرين.
وفي اليوم الثالث 22 مايو 1990، توفى شاب فلسطيني متأثراً بجراحه واستشهد آخر.
وفي اليوم السابع 27 مايو 1990، استشهد شاب فلسطيني آخر، لتبلغ حصيلة المجزرة 19 شهيداً ومئات الجرحى واستمر حظر التجول المفروض على المدن والقرى الفلسطينية في معظم المحافظات لاكثر من  ثمانية أيام.

ولم تكن هذه المجزرة الاولى فقد سبقها العديد من المجازر منها على سبيل المثال دير ياسين ، قبيا ، صبرا وشاتيلا ، الحرم الابراهيمي ، الاقصى ، رفح ، خانيونس ، قلقيلية ، كفر قاسم ، الطنطورة وغيرها الكثير الكثير والتي كان آخرها يوم أمس في ذكرة النكبة 66 باستشهاد نديم نوارة ومحمد أبو ظاهر.

لقد كانت ردود الفعل من قبل الجماهير قوية عنيفة شاملة وممتدة من رفح الى جنين شملت كافة قوى وقطاعات الشعب الفلسطيني من عمال وفلاحين وطلبة ومعلمين نساء ورجال شيوخ وشباب كما حدث في انتفاضة الحجارة 1987 والتي كانت شرارتها استشهاد أربعة عمال من جباليا على يد سائق اسرائيلي عنصري حاقد.
ولكن ردود الفعل الرسمية الفلسطينية والعربية لم تكن ترقى الى رد الفعل الجماهيري فلا زال البعض رغم المجازر والاستيطان وتهويد القدس واستمرار الحصار  بالدعم العسكري والمادي والسياسي والدبلوماسي من الإدارة  الأمريكية  التي تحاول فرض ما يسمى  صفقة القرن بعد أن اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وبعد وقف كافة أشكال المساعدات  لوكالة  الغوث  وللشعب الفلسطيني  ولكن القيادة الفلسطينية والشعب  الفلسطيني  في كافة أماكن تواجده يرفض  هذه الصفقة  وكل  المؤامرات  التي  تحاك  ضد  شعبنا  الفلسطيني  البطل  وقضيته  العادلة وحقوقه  المشروعة  في العودة والحرية والاستقلال  وإقامة الدولة الفلسطينية  المستقلة  ذات السيادة  الكاملة  وعاصمتها القدس  وفي  هذه الذكرى  الأليمة  على شعبنا وعمالنا.

وفي هذه الذكرى الأليمة، طال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) بسرعة إنهاء الانقسام  البغيض  وتجسيد  الوحدة الوطنية  التي تتحطم عليها  كافة  المؤامرات  التي تحاك  ضد شعبنا الفلسطيني  ونطالب  الأنظمة  العربية  بالإلتزام  بقرارات  القمم  العربية  ووقف  التطبيع  مع الإحتلال  الإسرائيلي  الغاصب  كما ونطالب  الشعوب  العربية  وتكرار العالم  بدعم الشعب  الفلسطيني  وتمكينه  من  هزيمة  المؤامرات  التي  تعدها الإمبريالية  الأمريكية  والصهيونية  العالمية بتواطؤ مع الأنظمة  الرجعية العربية آن الاوان لفك الارتباط مع الاحتلال الاسرائيلي وكل حلفائه والعودة الى معسكر الحلفاء في روسيا والصين وجنوب افريقيا وغيرها الكثير الكثير من الدول وحركات التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقال " آن الاوان لانهاء الانقسام البغيض وتجسيد الوحدة الوطنية في الميدان على أرض الوطن وفي كافة أماكن تواجد الشعب الفسطيني".

وأضاف: إن دماء شهداء عيون قارة وكل شهداء عمالنا تستصرخ النقابيين وجماهير العمال بالتوحد على برنامج وطني نقابي للوفاء لذكراهم ومواصلة النضال من أجل الاهداف التي استشهد من أجلها شهداء شعبا ( العودة ، الحرية ، الاستقلال ، وبناء دولة فلسطين كاملة السيادة على الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس ) دولة تسودها العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص.
لقد آن الاوان لتطوير قوانين وتشريعات العمل بما ينسجم مع اتفاقيات العمل العربية والدولية والاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعي وتمشيا مع وثيقة اعلان الاستقلال 1988 وخاصة قانون العمل والحد الادنى للاجور ، واقرار قانون للضمان الاجتماعي.