لن يقف الحد عند قرار البوندستاغ

19/05/2019

كتب: محمد أبو مهادي

قرار البوندستاغ الالماني باعتبار حركة المقاطعة لإسرائيل B.D.S معادية للسامية لم يكن يمر لو وجدت ديبلوماسية فلسطينية نشطة وخطاب فلسطيني واضح الملامح في العلاقة مع الإحتلال الإسرائيلي.

السفارات الفلسطينية في اوروبا وغيرها عبارة عن هيكل بيروقراطي هشّ غير فاعل ينشط في افساد وتشتيت الحالة الفلسطينية، ولم يقم بواجباته مع  الفلسطينيين الذين تعرضوا للملاحقات القضائية على خلفية نشاطهم الذي يدعو لمقاطعة اسرائيل.

قبل اسابيع فقط كان ثلاثة نشطاء من حركة المقاطعة يتعرضون للمحاكمة ولم تكلف السفارة الفلسطينية في ألمانيا نفسها عناء تكليف محام للدفاع عنهم او تنظيم حملة احتجاج معنوية تساعدهم على الصمود، كذلك في بلجيكا وغيرها من دول اوروبا، لحظتها كان دائرة المغتربين التي يرأسها نبيل شعت تحكيك مؤامرة الفك والتركيب للجاليات الفلسطينية وجلّ اهتمامها الحرب على اصلاحي فتح بزعامة النائب محمد دحلان الذي ينشط في عدة بلدان اوروبية ويقيم صلات حيّة مع آلاف الفلسطينيين الوافدين في السنوات الأخيرة، لهذا كان مؤتمر روما الذي عقد باسم اتحاد الجاليات الفلسطينية بترتيب من شعت والمخابرات والسفارات اعادة لإنتاج الفشل ومتابعة لمعركة داخلية فتحها رئيس السلطة محمود عباس ولا احد يعلم كيف او متى ستنتهي؟

الدرس بدأ في البرلمان الألماني اكثر قسوة واكثر انحيازا للإحتلال ولكنه لن يقف عند بوابة البوندستاغ، ماكرون في فرنسا يتحين الفرصة لقرارات مشابهة، ودول اوروبية اخرى ستسير في فلك باريس وبرلين في عملية تحول هي الأخطر والتي ستنعكس نتائجها على نشطاء وشخصيات واحزاب اوروبية قبل ان تطال الفلسطينيين.

مشكلة الفلسطيني في اوروبا لم تكن في يوم من الأيام تكمن في قوّة اللوبي الصهيوني الذي ينشط ويؤثر ويناور، لكنها اكثر في غياب الفعل الحقيقي للقيادة السياسية الفلسطينية الرسمية المنشغلة من قمة رأسها حتّى اخمص قدميها في افتعال الأزمات الداخلية واضعاف صمود الفلسطينيين على مختلف الجبهات، في الداخل والشتات، ولا تقوم بجهد يذكر مع الاحزاب والبرلمانيين وصنّاع القرار الاوروبي واللاتيني وغيرهما من مناطق العالم، فالمجتمعات لم تعد تفهم ماذا يريد الشعب الفلسطيني؟

لقد كانت محاولة واشنطن قبل اشهر تجنيد المجتمع الدولي في الجمعية العامة للامم المتحدة ضد مقاومة الشعب الفلسطيني لوسم النضال الفلسطيني بالإرهاب بمثابة جرس انذار للسلطة والفصائل الفلسطينية، جميعهم شاهدوا التحولات الكبيرة في المواقف الدولية واستمروا بنفس الأداء الردئ الذي يجنّد خصوم جدد ويضعف مواقف الحلفاء!

اساس المواقف العربية والدولية هو الموقف الرسمي الفلسطيني، وحدة النظام السياسي خلف رسالة سياسية جديدة وقاعدة شعبية فلسطينية صلبة تتبنى نفس الرسالة هو المنطلق الأوّل لاعادة تعديل المواقف العالمية اتجاه الشعب الفلسطيني، يعيد تذكير العالم شعوب وحكومات، من هم الفلسطينيين وماذا يريدون.