المحلل العكسري واصف عريقات لـوطن: "كرسي الحكم" هو معيار نتنياهو لشن عدوان واسع على غزة

26/03/2019

رام الله- وطن للأنباء: قال المحلل العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، الثلاثاء، إن هناك حسابات من جميع الأطراف وباب الاحتمالات مفتوح أمام التصعيد الاسرائيلي على غزة، مضيفاً ان الجهود المصرية باستطاعتها الضغط على الاحتلال لوقف التصعيد، خاصة أن نتنياهو لا يزال في الولايات المتحدة، ولم يقطع زيارته، وهذا يعني أنه لن يكون هناك عدوان واسع، وربما سيكون متقطعا أو سيزداد بعض الشيء.

واعتبر عريقات أن المعركة لا تزال في بدايتها، ونحن على مفترق طرق، واذا ما شعر نتنياهو بأنه لن يعود لكرسي الحكم، سيذهب إلى ما يطلبه خصومه الجنرالات خصوصاً غانتس، الذين يتهمونه بأن قوة الجيش وقوة الردع تآكلت في زمنه .. وهذا الاستفزاز مقبول في المعركة الانتخابية، لكن اذا ما شعر نتنياهو بأن الكفة سترجح لخصومه السياسيين وسيخسر الانتخابات، سيذهب إلى عدوان واسع وحرب بالمعنى العسكري، وبالتالي تأجيل الانتخابات".

وأشار عريقات خلال حديثه لـ برنامج "شد حيلك يا وطن" إلى أن نتنياهو والقيادة السياسية والعكسرية تريد تطويع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته عبر طائرته ومدفعيته وقصفه، وجيش الاحتلال بدأ اعتداءه بقصف المدنيين والمؤسسات المدنية، وهذا يدل على نية الاحتلال بإيقاع خسائر في الجانب الفلسطيني، لكن حذر الشعب والمقاومة حال دون وقوع هذه الخسائر.

وقال "إن طائرات الاحتلال ومدفعيته ستواصل اعتداءها لأننا نعيش في مرحلة حرجة، خاصة أن هناك انتخابات اسرائيلية ونشوة اسرائيلية خاصة بعد اعتراف الرئيس الامريكي ترامب أمس بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، وهذا انتصار كبير لنتنياهو وهو يريد المحافظة عليه، وكسر ارادة الفلسطينيين عبر التسلح بالموقف الأمريكي".

وحول رد المقاومة على القصف الاسرائيلي علق عريقات بأن "العمليات العسكرية محدودة حتى الآن ومسيطر عليها، لكن اذا ما أسفر القصف عن وقوع خسائر فلسطينية، بتقديري فأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وهو ما صرحت به (ان زدتم زدنا)، المقاومة لا تريد جر غزة إلى ما يريده نتنياهو وخصومه، وحتى الآن القصف الفلسطيني مسيطر عليه ومحكوم بنضح عال".

وقال عريقات "اسرائيل تخوض حرباً شاملة في غزة والضفة والقدس، والولايات المتحدة تدعم نتنياهو في اعتدائه، وهذا يتوافق مع تصريحات ترامب لنتنياهو ان من حقه الدفاع عن نفسه".

وتعليقاً على عدم تبني أي فصيل فلسطيني الصاروخ الذي أطلق على تل أبيب وأصاب منزلا، قال عريقات "هذا تكتيك عسكري وجزء من خطة اعتمدتها المقاومة، حتى لا تعطي اسرائيل ذرائع".

وأشار عريقات إلى أن هناك تغييباً واضحاً للقضية الفلسطينية في جميع المحافل في المعركة الانتخابية، وهناك تكريس لواقع الاحتلال والعقاب الجماعي في غزة والضفة والقدس، دون وجود من يحرك ساكناً.

هذا ومن المقرر أن يجتمع المجلس المصغر "الكابينت" ظهر اليوم، وأوضح عريقات أن المجلس سيناقش آخر التطورات، وسيشهد الاجتماع مزيدات انتخابية، وفي الميدان مزيدات عسكرية، خاصة أنه تم قصف تل أبيب وهي تعتبر موضعا استراتيجيا وخطا أحمر، ووفق الحسابات الاسرائيلية اذا قصف هدف فمقابله مئة هدف، واصابة 7 اسرائيلين مقابله 70 فلسطينيا.

وأضاف عريقات قائلاً "سيزاود الجنرالات الذين ارتكبوا كل جرائم الحرب ضد الفلسطينيين على بعضهم، وهناك اتهامات في الضفة بأن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية اخفقت في معلوماتها عن الشهداء الذين استشهدوا، وحول معرفة اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وهذه الأجهزة تريد أن تثأر لنفسها".

ولفت عريقات لخطورة تصريحات نتنياهو في الولايات المتحدة بـ"أنه لن يسمح باستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة"، وهو ما يعني أنه إذا وافقت واشنطن على ذلك ودعمته، يعني أنه يجب السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ، وفي حال أخفق في تحقيق الأصوات في الانتخابات سيذهب نتنياهو إلى تحقيق ذلك الشعار".

وحول جهود التهدئة، قال عريقات "إن ذلك يعتمد على ما يريده نتنياهو لأنه في الولايات المتحدة منبع القرار"، مضيفاً ان "اسرائيل" صرحت بأن العدوان سيتسمر ليومين أو الثلاثة قبل الوصول للتهدئة، والالتزام الفلسطيني وارد، لكن الاسرائيلي غير وارد كما اعتدنا عدم التزامه بهذه الاتفاقيات".

وأشار عريقات إلى انه في حال نفذت "اسرائيل" اغتيالات، فذلك سيجر الأمور إلى حرب متدحرجة.