يبنون فوق بيغن..بقلم: ارال سيغال/ معاريف

02/07/2011

            (المضمون: بلدية القدس تتوانى عن وضع حد لتجاوزات الفلسطينيين الذين يبنون مسجدا غير قانوني معتدين على قبر المرحوم مناحيم بيغن وزوجته عليزا ).

في يوم الاثنين اتصل بي آريه كينغ شريف (أي الضابط المسؤول) شرقي القدس، "قل لي بحياتك: ماذا كان سيحدث لو أن باروخ مارزيل قام ببناء كنيس غير قانوني على مسافة 15 متر من قبر اسحق رابين في جبل هرتسل؟"، البلاد كانت ستهتز، أجبته وأردفت بان عمليات استجواب كانت ستحدث في الكنيست وان الشرطيين بالاسود والبلدوزرات كانت سترسل للمكان.

"جميل"، قال كينغ، "فلتأتي إذن لجبل الزيتون فورا".

            ولان الامر يتعلق بكينغ بجلالته وقدره فقد استجبت للطلب رغم الانسدادات المرورية امام كنيسة الجثمانية. المقابر مليئة باناس يتبدلون وهناك حكايات جيدة ايضا. خصوصا ان تعلق الامر بجبل الزيتون. رولز رويز المقابر اليهودية. هنا سيحدث انبعاث الموتى وهنا يعفى الاموات من عذاب القبر الذي ينزله الملائكة بالميت ان استحقه. ما من شك ان مقابر المسيحيين اجمل من مقابرنا. فهي منظمة باشكال متوازية تحت قبور فاخرة. جبل الزيتون حافل بالفوضى مثل المصير اليهودي. انا اصعد لقبر مناحيم بيغن وزوجته عليزا واطرح فوقه حجرا وفق التقاليد. بيغن طلب في وصيته ان يدفن بجوار مئير فاينشتن وموشيه برزاني المقاتلين في صفوف حركة "الايتسل" و "الليحي" اللذان انتحرا في الزنزانة قبيل اعدامهما على يد المحتل البريطاني.

            والان ماذا؟ أقارب الذين نفذوا عملية الاعدام يسخرون من المقتولين. بجانب قطعة الارض التي كانت حتى قبل حين مليئة باشجار الزيتون التي لا يوجد لها صاحب يبني العرب بدون ترخيص امتدادا للمسجد الازرق الذي ينتصب منذ سنوات بجوار المقبرة، يسخرون من أمر تجميد البناء ويتأهبون لبناء سقف وادخال الناس للمكان. مستهزئين بلا مبالاة بالسيادة المهتزة.

            بسبب مزيج من البيروقراطية والوهن سلمت أوامر ايقاف العمل في المكان قبل اسبوع فقط. كان في بلدية القدس من اتهم الشرطة بالتأخير، الا ان الشرطة نفت ذلك قطعيا. ارسلت استفسارا للبلدية فردت عليّ: "كل مخالفة بناء تعالج وفق القانون. وعندما يتعلق الامر بمبنى ديني من كل الديانات يهودية أو مسيحية أو اسلامية تتعامل البلدية بحساسية كما يتوجب وفقا لتوصيات المستشار القضائي للحكومة. لقد تم استصدار امر لايقاف البناء في المكان، وقد ارسل الملف للمستشار القضائي للبلدية لتدارس امكانيات التحرك والعلاج موجود الان في القسم القانوني للبلدية".

            قيد العلاج؟ مرة اخرى يضيعون المسألة ويحولون هذه القضية الساخنة الى بوابة المستشار القضائي للحكومة. وفوق رأس هذا المستشار يجلس اوباما والاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوق الانسان للعرب واليهود. وفي هذه الاثناء سيضع الاسماعيليون سقف هذا البناء ويدخلوا للمبنى وتتعقد المسألة بلا نهاية ان لم يتم وضع حد لها حاليا. ومن الواضح لي أنه لو تعلق الامر بقبر رابين وكنيس مبني بجواره لكانت المعالجة سريعة وجذرية. بالمناسبة إبان الحكم الاردني الذي نهب شواهد القبور في جبل الزيتون كان هناك استثناء واحد. الملك حسين منع الاوقاف من اقامة مأذنة عالية بجوار القبة الخضراء في هذا المسجد. بعد حرب حزيران فقط صادق موشيه ديان على بناء المأذنة العالية. رمزا شاهقا ينتصب بجوار المكان الاكثر تراجيدية في جبل الزيتون وليس صدفة ان هذا المسجد يدعى "مسجد موشيه ديان".