انعطافة امريكية نحو الاخوان المسلمين..بقلم: تسيفي بارئيل/ هارتس

02/07/2011

انعطافة هامة في سياسة الادارة الامريكية نحو مصر. وكالة الانباء "رويترز" نقلت عن مسؤول امريكي رفيع قوله بان واشنطن ستسمح لممثليها الرسميين بالالتقاء مع كل اعضاء حركة الاخوان المسلمين. في وقت لاحق اوضحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بانه "على ضوء تغير المشهد السياسي في مصر، يعتبر ذلك مصلحة أمريكية تتمثل في البقاء على تواصل مع كل الاحزاب الملتزمة باللاعنف". ستترتب على هذا التغير في الموقف الامريكي امور ذات صلة بالموقف من حماس أيضا.

            الثورة المصرية تصل إذن الى البيت الابيض ايضا، الذي بات يدرك ان لا جدوى من مواصلة مقاطعة الاخوان المسلمين بعد أن تبنى الجمهور المصري هذه الحركة كجزء من الثورة. ولكن تبني الحركة لا يقف عند الجمهور فقط: النظام المصري الجديد سمح بقرار تاريخي للاخوان باقامة احزاب سياسية والسماح بخوض أحد قادتهم عبدالمنعم ابو الفتوح للانتخابات الرئاسية القادمة.

            قبل عامين بالضبط عندما القى الرئيس الامريكي براك اوباما خطابه الموجه للعالم الاسلامي من جامعة القاهرة أصر على أن يكون ممثلون عن الاخوان المسلمين حاضرين في ذلك اللقاء. مبارك حاول الاعتراض ولكنه خضع في آخر المطاف للضغوط الامريكية. هذه كانت أول اشارة من قبل اندلاع الثورة المصرية على أن واشنطن تقدر قوة الاخوان السياسية وتعارض ملاحقتهم.

            قيادة الاخوان المسلمين بحثت في الماضي عن قنوات حوار مع الامريكيين. والان هي التي يمكنها ان تمنح الادارة "شهادة حلال" باعتبار الولايات المتحدة مستعدة للتعامل باحترام مع الحركة وقادرة على أن تكون ضيفا مرغوبا به في مصر ما بعد الثورة.

            فهل سيؤدي الاعتراف بالاخوان المسلمين الى اعتراف امريكا بحماس؟ الادارة متمسكة في الوقت الحالي بالموقف القائل ان لا مفاوضات مع حماس طالما لم تعترف باسرائيل وتتنصل من الارهاب. ولكن إثر المصالحة بين فتح وحماس التي اعتبرها اوباما عقبة في طريق السلام قد توظف الادارة الامريكية العلاقة الجديدة مع الاخوان حتى تؤثر على مواقف حماس.

            التقارير الواردة من مصر حول وعد الاخوان المسلمين لاوباما بالاعتراف باسرائيل، نفيت من قبل الناطقين باسم الحركة في الوقت الحالي. مع ذلك تملص قائد الحركة ابو الفتوح في مقابلة مع صحيفة "الشروق" المصرية من التطرق الى هذه المسألة بصورة مباشرة.