معادلة "سلام" شقيق عهد التميمي يريد تغيير اسمه

22/01/2018

كتب: حمدي فراج

تمعن الدولة العبرية ، بلد الوصايا العشر ، بملاحقة أطفال فلسطين في حملات مكثفة وممنهجة من الاعتقال والتحقيق والتعذيب والمحاكمة طالت المئات منهم ، ما جعل مؤسسة ابداع ومعها عدد من المؤسسات الموازية فلسطينيا وعربيا ودوليا اطلاق "الحملة العالمية للدفاع عن الأسرى الاطفال في سجون الاحتلال" ، وهو عنوان يجدر تمحيصه جيدا طبقا للقانون الدولي ، من انه يحظر اعتقال الاطفال والزج بهم في السجون واعتمادهم أسرى ، ثم اطلاق حملات للدفاع عنهم بدلا من وقف اعتقالهم وتعذيبهم وترويعهم .

في مطلع ثمانينات القرن الماضي افتتحت دولة اسرائيل معتقل الفارعة الرهيب وخصصت جزءا منه لزج الاطفال فيه ، يومها قال رافئيل ايتان قائد اركان الجيش الذي أطلق عليه "رفول الصراصيري" لانه اعتبر الشعب الفلسطيني مجرد صراصير ، قال انه بهذا السجن لسوف يقضي على رجولة الفلسطينيين "إخصاؤهم" في طفولتهم ، ولم نعرف كيف سيكون له ذلك الا بعد مضي بعض الوقت ، حين يتم ترويعهم حتى يوافقوا على التعامل مع أجهزة مخابراته ، فهم مجرد اطفال ، واليوم اصبحوا راشدين والبعض منهم يحتل مناصب متقدمة .

قبل الاف السنين ، كانت الجيوش على وحشيتها ، تطلق سراح الاطفال وحين كانت تحتار في كيفية اعتمادهم ، كانت تقوم بفحص عانتهم ان كانت مشعرة ام لا ، لكن اسرائيل اليوم تتعمد اعتقالهم حينا  و إقعادهم "جعلهم مقعدين" احيانا اخرى ، ففي مخيم الدهيشة وحده هناك ما يزيد على سبعين مصابا آخرهم الطفل حسن مزهر الذي دمرت رصاصة نخاعه الشوكي وشلت قدرته عن المشي . في حين أن بعض من كتابها أشاد بالمقاومة الفلسطينية (حماس) التي ابقت على الاطفال أحياء اثناء تنفيذها بعض العمليات ، فماذا لو قامت باعتقالهم او خطفهم "أسرهم" ، هل كانت اسرائيل لتنام او لتجعل العالم كله لينام وهناك طفل واحد من أطفالها مخطوفا لدى "المخربين" ، وهل كانت لتقبل بإطلاق حملة للدفاع عن أسراها الأطفال ؟

إن الاطفال هم أحباب الله ، بغض النظر عن دينهم وجنسهم ولونهم ، الذين قال فيهم المسيح قبل ما يزيد على ألفي سنة : دعوا الاطفال يأتون إلي . إنهم كقطعة زجاج قابلة للكسر في كل لحظة ، انهم يخافون من أي شيء ، بما في ذلك انهم يصنعون خوفهم لأنفسهم بأنفسهم ، فما بالكم حين يكون ذلك من الجنود المدججين بالسلاح والهراوي والكلبشات وعتمة الزنازين وبعدهم عن امهاتهم . وعلى ذكر الهراوي ، فقد اعتمد اسحق رابين – شريكنا في سلام الشجعان - سياسة تكسير عظامهم عوضا عن اعتقالهم ، فبنى من اجل هذا الغرض مصنعين مركزيين لصناعة العصي .

قال والد الطفلة عهد التميمي القابعة مع امها في سجون الاحتلال منذ خمسة اسابيع ، ان شقيقها الاصغر "سلام" البالغ من العمر احدى عشرة سنة ، يلح عليه  بتغيير اسمه ، ولما سألته : لماذا لا يفعل ويلبي رغبته ، أجاب : هل أغيره الى "حرب" ؟