برهان وحيدا يجاهد لحماية ماشيته من الشتاء والاحتلال

06/01/2018

وطن للأنباء- مي زيادة: كان المزارعون ينتظرون المنخض الجديد ليأتيهم بالخير، فانه كان وبالا عليه فقد فاضت حظائره بالمياه ونفقت خرافه بردا ومرضا

المواطن برهان بشارات من خلة مكحول في الأغوار الشمالية، لايواسيه اي شيء الان في مصابه الجلل، فخسر منذ امس 113 رأس غنم، من اصل 350، وباقي لديه 20 رأسا مصابة  بمرض "طاعون المجترات الصغيرة".

و "طاعون المجترات الصغيرة" مرض فيروسي خطير سريع الإنتشار يصيب أساساً المجترات الصغيرة الأهلية( يصيب الماعز بصفه أساسيه وبدرجه اقل الأغنام و بعض المجترات البرية )و يتشابه إكلينيكياً مع الطاعون البقر.

جحيم المنخفض

تحدثنا في "وطن" الى المزارع بشارات، فقال: "الوضع مأساوي، الموت في الخراف زاد، المياه فاضت الى البركسات، كنا مستعدين للمنخفض ولكن لم نتوقعه بهذه الشدة، الحمدلله، جاء اقوى من توقعاتنا، وكان وضعي متضعضع اساسا، فمع النمتنخفض زاد الطين بلة".

واضاف، "البركسات طار سقف احدها، ومال اخر مقام منذ 5 سنوات تقريبا بشكل كبير جدا، بحيث لايمكن اصلاحه او ترميمه الان".
"وتابع الحديث: لدي 350 راس غنم وخراف في الاساس، منذ امس فقط فقدت 113 راس غنم، متبقي لدي 20 رأس مصاب بالمرض، رغم أني اعطيتها التطعيم اللازم مرتين، لكن الاطباء قالو لي المصاب لايمكن علاجه ولكن المواليد الجدد يجب عزلها، لكن المشكلة والطامة الكبرى انه من غير المسموح البناء في المنطقة، وهذا بأمر احتلالي"، مضبفًا، " يمنع البناء بقرار من سلطات الاحتلال، وخلة مكحول مهددة بالهدم في اي وقت، رغم ذلك بنيت بركس ليلة امس وسط الاجواء العاصفة وفي النهاية انهيت بناءه، وقد فادتني هذه الاجواء وكانت لصالحي لان الجيش ان رآني منعني من البناء".

خلة مكحول المحاطة بالجنود والمستوطنين

وعن اقتحامات الجيش والهدم، يوضح بشارات، أن الجيش يقتحم الخلة المحاطة بمعسكرات للجيش ومستوطنات من الجهات الاربعة ،باستمرار، تعرضنا لعملية هدم شرسة في عام 2013، و تمكنا من الحصول على امر احترازي بعدم الهدم حتى 1 اكتوبر/تشرين اول 2017، الان نحن على اعصابنا، لا قرار احترازي رسمي يمنع الهدم بين ايدينا، ومعرضين في اي لحظة للاقتحام والهدم والمصادرة، يوميا من الساعة الرابعة صباحًا يستيقظ اهالي الخلة يراقبون الشارع، ان اقتحم الجيش ام لا، وعلى هذ المنوال يوميا".

وذكر بشارات أن خمس عائلات تسكن الخلة، "كنا 10 عائلات قبل عام 2013، ولكن بسبب سياسة الاحتلال والتشريد، لم يبقَ في خلة مكحول احد، ولادعم رسمي للمزارع ليصمد في خلة مكحول.

سمعنا عن تعويضات من الحكومة ولم يصلنا شيء

واكد انه من واجب السلطة ان تعزز صمود المزارع والمواطن وهذا واجب عليها، "لااريد راتب شهري ، ولكن مقابل البركس الذي يصادر او يهدم بركس اخر، او تعويض مالي، حالي حال كل اهل خلة مكحول والاغوار".

ولبشارات 8 فتيات واحمد اخر العنقود، 3 منهن يدرسن في الجامعة، وخمسة في المدرسة، "يدرسن مما اكسبه من بيع الخراف والاغنام، ولكن هذا الشهر لم ابع اي شيء ولا فرصة للبيع لان اي مزارع لن يقبل بشراء اغنام ذاع خبر مرضها بالطاعون، لا اعرف كيف سأؤمن اقساطهن الجامعية الان".