شعور "الكيمياء" بين الأشخاص ليس وهماً.. هل تعرف كيف ينشأ؟

10/11/2017

وطن للأنباء: لعلك سمعت يوماً أحد الأشخاص يتحدث عن وجود كيمياء بينه وبين شخصٍ آخر، ولعل كلامه هذا ترك انطباعاً لديك بوجود تفاهم بين هذين الشخصين. وهذا صحيح، إذ تُوجِد الكيمياء بين الأشخاص نوعاً من الراحة والتوافق في التعامل بينهم. نتناول في هذا التقرير ذلك النوع من الكيمياء، وكيف يُفسرها العلم.

ما هي الكيمياء بين الأفراد؟

الكيمياء شعور قوي بالانجذاب تجاه شخص معين، يخلق الرغبة في مشاركة الحياة مع هذا الشخص على كل من المستوى النفسي والعاطفي والجسدي. وتتألف الكيمياء من بعض المشاعر المركبة، مثل الحب والرغبة والوله والإحساس بالحاجة إلى أن تكون بجوار ذلك الشخص.

وبالرغم من أن الكيمياء بين الأفراد ظاهرة حقيقية إلا أنها نادرة، ومع ذلك يظل الناس يطلقون لفظ "الكيمياء" مجازاً على أشياء عديدة في حياتهم اليومية، مثل التعبير عن الإعجاب بعطر جميل، في حين أن البعض يحصرون الشعور بالكيمياء في الرغبات الجنسية.

علامات وجود الكيمياء بين الشركاء

توجد العديد من العلامات التي تُبيّن الشعور بالكيمياء، لكنها تختلف من شخصية إلى أخرى، وإذا ما وجدت في نفسك واحدة أو أكثر من العلامات التالية تجاه شخص معين، فربما توجد كيمياء بينكما بالفعل:

الاهتمامات المشتركة: على الرغم من أن قانون الجذب يؤكد حقيقة أن الأجسام المتضادة تتجاذب، إلا أنه حين يتعلق الأمر بالكيمياء بين الأفراد، فإن الاهتمامات المشتركة تُعد علامة جيدة.

ملاحظة التفاصيل الصغيرة: لدى كل شخص تفاصيل صغيرة لا يلاحظها جميع من حوله في الغالب، لكن حين تكون هناك كيمياء بين شخصين، فسيلحظان حتماً أدق هذه التفاصيل.

السكوت مصدر للراحة: يُعد السكوت في العادة مزعجاً، ربما لأنه قد يدل أحياناً على عدم الاهتمام، لكن في حالة وجود كيمياء بين الأشخاص يكون السكوت مُرادفاً للراحة، فإذا شعرت بالراحة في لحظة هدوء مع شخصٍ آخر ولم تنزعج من سكوته، فمن المحتمل وجود كيمياء بينكما.

مرور الوقت سريعاً: لا يشعر الإنسان بمرور الوقت في اللحظات السعيدة، كذلك حين يكون في حالة "كيمياء" مع شخصٍ آخر، يمضي الوقت سريعاً دون الشعور بالملل، والرغبة في إنهاء اللقاء.

كيف ينشأ شعور الكيمياء

يصف العلماء كل شيء في الحياة بالحركة المستمرة التي تُسبب الذبذبات، حتى الأفكار تُعد من أقوى وأسرع الموجات أو الذبذبات التي يُمكن قياسها. وحين يشعر شخص تجاه آخر بالكيمياء، غالباً ما يُكِن له الشخص الآخر نفس الشعور. ويعمل قانون الجذب الكوني على أجسادنا، التي تتكون في الحقيقة من مواد كيميائية، فيحدث هذا الانجذاب بين الطرفين الذي يُسمى بالكيمياء.

تأثير الشعور بالكيمياء على الأفراد

يظهر تأثير الكيمياء بين الأفراد في عدة مستويات تشمل:

نفسياً: تؤثر الكيمياء على الحالة النفسية للشخص، إذ تجعله يشعر بالاشتياق للطرف الآخر، ويترقب اللقاء التالي في توتر، وربما يبتسم دون شعور عندما يُفكر به.

جسدياً: تؤثر الكيمياء على الحالة الفيزيائية للجسم، فغالباً ما تؤدي إلى ارتفاع طفيف في ضغط الدم مع تسارع في ضربات القلب، وتورُّد الوجه وتسارع الأنفاس، وربما تؤدي أيضاً إلى الشعور بضعف بسيط في الركبتين.

عاطفياً: تُولد الكيمياء شعوراً بالراحة والصفاء في حضور الشخص الآخر، كذلك تُولد شعوراً بالرغبة في إسعاده والمكوث معه لوقتٍ أطول.

هل الكيمياء بين الأفراد شيء جيد دائماً

تُساعد الكيمياء غالباً في إضفاء شعور بالسعادة على الطرفين، خلال قضائهم أوقاتاً مرحة معاً، والمشاركة في العديد من التجارب الممتعة. وقد تظهر خلالها عيوب كل طرف، إلا أنهم يقبلونها بشكلٍ جيد دون تبادل اتهامات أو إصدار أحكام على بعضهما.

غير أن بعض الأشخاص يرون الكيمياء أمراً سيئاً، بل يتحفّظون تجاه الأشخاص الذين يمكن أن ينجذبوا إليهم؛ وذلك لاعتقادهم أن هؤلاء الأشخاص سوف يتسببون في إظهار المشكلات التي يُعانون منها والجوانب الضعيفة في شخصياتهم. علاوةً على أن كل مشاعر "الأنا Ego feelings" تظهر حين تشعر بالكيمياء تجاه شخص معين، مشاعر مثل الخوف والغيرة والشك، الأمر الذي يرونه مُزعجاً.

لكن إذا ما نظرنا للأمر من زاوية مختلفة، فسوف نجد أنه من الجيد للمرء إظهار تلك الجوانب الضعيفة والمشاعر المضطربة؛ من أجل العمل على تحسينها والتغلب عليها بمساعدة الطرف الآخر.

(هاف بوست عربي)