عبد الله الضامن صاحب اول قصر في الاغوار، النبيل الشهم

11/02/2017

رام الله – وطن للانباء : في بلدة الجفتلك الواقعة في الاغوار الشمالية، المحاطة بالسهول والبيارات والمزارع، لا يزال قصر الامير عبد الله الضامن، رغم جدرانه المتهدمة، ينبض بحكايات امير الاغوار، الذي عاش في المنطقة، في فترة حرجة مرت  على فلسطين.

باص سوشيال ميديا زار خلال جولته في الاغوار، بلدة الجفتلك، وانتقل الى قصر عبد الله الضامن، القريب من سجن الجفتلك، والذي يجسد حكم عائلة الضامن للاغوار التي يعود اصلها الى جدهم محمد ابو لفيته، امير قبيلة المساعيد.

ويتمتع الأميرعبد الله الضامن، شيخ عرب المساعيد بسمعة كبيرة في الاغوار، لدوره الوطني والاجتماعي، ووقوفه في وجه اليهود وهم يحاولون التسلل إلى الغور فقطع الطريق عليهم، ولخبرته في فصل الخصومات على الطرائق العشائرية .

قدت ثوبها واستعانت بالضامن الاكبر فبسط سيطرتة على الأغوار

الحكواتي حمزة العقرباوي، الذي رافق تجوال باص سوشيال ميديا، قال ان عائلة الضامن التي تعد احد ابرز العائلات التي عاشت في الاغوار، تعود الى جدها محمد بن لفيته الذي كان يعيش في شرق الاردن حسب الرواية الشعبية.

وتقول الرواية الشعبية، ان محمد بن لفيته كان يسكن شرق النهر (الاردن)، بينما كان يقطن في الاغوار ويحكمها شخص اسمه الجرمي، الذي كان له (ابنا شقيقه)، استولى على 10 جمال لهم، من اجل نقل الماء والطحين الى مضافته.

وحسب الرواية الشعبية، فأن بنت اخ الجرمي ذهبت اليه لكي تعيد الجمال لكنه رفض، ما دفعها الى ركوب جملها وتعليق جزء من ثوبها عليه بعد قده والتوجه الى الشيخ محمد ابو لفيته .

وبعد ان وصلت الفتاة الى الشيخ ابو لفيته، بجملها المقلد، والذي يشير الى ان صاحبها يحمل طلبا،  قامت بحل العقدة وربطها وسط خيمته. وبعد سماع قصتها ارسل مع احد رسله مكتوبا الى الشيخ الجرمي يطالبه باعادة الجمال الى بنت اخيه، فجن جنون الجرمي، وقام بقتل جمل الرسول في مكان لا زال يطلق عليه حتى اليوم "ألفاطر".

ولم يكن قتل جمل رسول ابو لفيته يمر مرور الكرام، الذي قرر اخذ الثأر حين علم بذلك، فحرك ربعه وجيشه وقطع نهر الاردن، لتندلع معركة قتل بها الجرمي، وليبدا حكم محمد بن لفيته الاغوار.

ولعب الشيخ عبد الله الضامن الذي اختلفت المراجع في تاريخ ميلاده بين (1862م و1869م) دور مهما في الحفاظ على الاغوار والتصدي للسيطرة الاسرائيلية عليها، اذ كانت الارض في الاغوار مملوكة للفلاحين، الذين طالبوا في اواخر العهد العثماني بنقل ملكيتها الى السلطان عبد الحميد الثاني بسبب الضرائب، فتحولت تلك الاراضي الى (جفتلك) التي تعني  الارض المدارة من قبل السلطان،  والمسجلة باسمه.

ومع بداية المشروع الصهيوني في فلسطين، اواخر العهد العثماني، كانت احدى الافكار المطروحة هي اقامة دولة يهودية  بين ضفتي نهر الاردن على غرار الدول الاوروبية، ولذلك كان هناك مشروع لشراء او استئجار الغور من الدولة العثمانية لمدة 99 عاما، لكن ذلك المشروع انتهى مع دخول تركيا الحرب العالمية الاولى.

الضامن "طوب" الاغوار باسم الفلاحين لمقاومة الوكالة اليهودية

ومع بدء الوكالة اليهودية  بشراء الاراضي واستملاكها، تنبه الامير عبد الله الضامن لذلك المشروع، فكلف محام لبناني بتطويب اراضي الجفتلك واعادة تدويرها على الفلاحين والعاملين بها، بكلفة 500 جنيه ذهب فلسطيني، ولذلك يعد من ابرز الذين حموا الغور وحافظوا عليه في وجه المشروع الصهيوني.

وكان عبد الله الضامن الذي توفي عام 1952 من وجهاء الاغوار وابرز ملاكه، اذ كانت خيمته تتكون من 7 اعمدة في دلالة على الوجاهة والزعامة، وكان يملك اكثر من 5 الاف رأس غنم، وهو اول من بنى قصرا في الاغوار.

واستمرت عائلة الضامن في لعب دور هام في الاغوار، وكذلك في الحركة الوطنية سواء في ثورة 1936، او في حرب 1948، واستقبال جنود جيش الانقاذ العربي، بحرارة  كما قال الشاعر : شوي نزلنا عالغور .... نحمي جميع الجسور، عملوا لنا العرب دور ... ابو شاكر يا اخو النشمية، في اشارة الى ابو شاكر الضامن، واستقبال جيش الانقاذ العربي.

توفي الأمير عبد الله الضامن سنة 1952 واستمر العزاء سبعة أيام حضرته ابرز الشخصيات السياسية ووجهاء القبائل في الاردن، وبعث القصر الملكي التعازي بوفاة الأمير عبد الله الضامن والذي خلفة من بعده أخيه الأمير علان الضامن إلى أن توفي في سنة 1974.