كايد ميعاري يكتب لـ"وطن": امريكا لإسرائيل.. والدك أدرى بمصلحتك

05/01/2017

في المكالمة التي أجراها الرئيس الأمريكي القادم ترامب مع الرئيس السيسي وطلب فيها تأجيل التصويت على قرار ادانة الاستيطان في مجلس الأمن، ولبى فيها الاخير الطلب مؤشرٌ هامٌ من ضمن عدة مؤشرات موضوعية اخرى حول المسار الذي سوف يتخذه ترامب تجاه القضية الفلسطينية.

هذه المكالمة بغض النظر عما تبعها من ردود فعل تدل بصورة او بأخرى على نظرة ترامب تجاه الصراع في الشرق الأوسط، نظرة اقليمية اكثر منها فلسطينية – اسرائيلية، ومرتبطة ارتباطا وثيقا بكل الازمات بالمنطقة، والتسويات المستقبلية الممكنة التي يمكن توسعتها لتشمل فلسطين.

قد يكون من المبكر الحكم على سلوك ترامب الذي تخلو سيرته من أي عمل سياسي مباشر، لكن ليس امام القيادة السياسية الفلسطينية سوى وضع السيناريو الأسوء، والخروج من سكرة الصفعة التي وجهتها ادارة الرئيس اوباما لنتنياهو ووضعها في سياق  لطمة الأب لطفله الذي تجاوز في سلوكه طاقة احتمال الأب فوجب حمايته من نفسه، وانقاذ مشروع حل الدولتين من الدمار المحقق، وهو مشروع تعود ملكيته الفكرية بالاساس الى الغرب جملة وتفصيلا.

واسوء هذه السيناريوهات يتمثل بإنهاء حل الدولتين المصان على الورق، والمنتهي حسب الواقع، ليس لصالح دولة ثنائية القومية، بل لمشروع " اسرائيل الكبرى" وهو ما حذر منه المفكر الأمريكي ناعوم تشوميسكي قبل اشهر في ندوة نظمها مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية، من خلال سياسات حكومة الاحتلال في ضم مزيدٍ من اراضي الضفة الغربية المصنفة " ج"، وتعزيز عملية التهجير الطوعي للفلسطينيين الساكنين في هذه التجمعات بلا حول ولا قوة نحو مراكز المدن والتجمعات السكانية الفلسطينية الكبيرة. وتكفي الإشارة هنا إلى أن نسبة  المواطنين الفلسطينيين في اراضي " ج" اقل من نصف عدد المستوطنين الإسرائيليين فيها.

لن يفيد القيادة الفلسطينية الركون الى قوة مؤسسة الدولة الأمريكية في لجم ترامب، فالدولة الامريكية تعتبر اسرائيل حجر الزاوية في سياساتها بالشرق الأوسط والمنطقة بشكل عام، ولم  تكف يوما عن دعم مشروع دولة اسرائيل  لا في زمن الديمقراطيين ولا الجمهوريين الذين حكموا امريكا مناصفة تقريبا منذ 50 عاما.

وحتى يكون الفلسطينيون جاهزون للسيناريو الأسوء او الأقل سوءًا بفرض تسوية اقليمية شاملة يجب انهاء حالة الانقسام المخزية بين رام الله وغزة من خلال عقد مؤتمرٍ وطنيٍ شاملٍ يناقش البرامج لا الشخوص، ويجدد شرعية مؤسسة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، .ويمنح الشعب بمختلف مكوناته فرصة المشاركة الفاعلة في عملية الدفاع عما تبقى من الحلم. بما يخلق التوازن المفقود ما بين الاشتباك النخبوي مع الاحتلال الذي تقوده القيادة على الصعيدين القانوني والدولي،  ونضال الشعب لأجل تقرير مصيره.