"الدار دارك" معرض تطوير المنتوج الحرفي بأيد وعقول فلسطينية

10/10/2016

رام الله- وطن للأنباء- مي زيادة: عُرِف عن الفلسطيني كرمه وحسن ضيافته، فما أن يحل عليه ضيف حتى يكرمه في بيته وأولى كلماته له: تفضل، الدار دارك.

استوحت مؤسسة "تصاميم من فلسطين" هذا الاسم وأطلقته على معرضها الجديد في مدينة رام الله، والذي افتتح قبل يومين ويستمر الى الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

فالزائر للمعرض يشعر وكأنه في بيته، فيجد التحف موزعة هنا وهناك، ومقاعدٌ في الصالون مرتدية التطريز الفلسطيني، وحقائب قماشية معلقة في المطبخ تحوي نعنع ومريمية لإعداد الشاي وشربه في كؤوس خزفية صنعت بأيد فلسطينية.

بدورها، قالت مي مرعي إحدى المشاركات والقائمات على المشروع لـ "وطن للأنباء، إن تسمية المعرض "الدار دارك"، مستوحاة من موضوع العودة، وهو ذاته الموضوع العام والرئيسي القائم عليه مهرجان قلنديا الدولي، حيث اقيم المعرض بالتزامن مع المهرجان وبالتعاون معه.

وأضافت أن فكرة المعرض ان "الدار دارك" عبارة نقولها للضيف وللفلسطيني العائد الى بيته، البيت الذي يحوي عدة أدوات وأمتعة من ملابس وادوات مطبخ وتحف ودفاتر وكلها تصاميم من فلسطين ومصنوعة بأيد فلسطينية.

ويهدف المشروع لإشراك الفنانيين والحرفيين، واعادة احياء الحرف الفلسطينية و تقدير الايدي العاملة في المجتمع الفلسطيني، فنحاول ان يكون كل شي مصنوع بأيد فلسطينية ومن منتجات فلسطينية أيضًا سواء خيوط او قماش او جلد اي مادة خام اخرى.

وأشارت أناليز دفيت مديرة برنامج الفنون للدراسات العليا في معهد ساندبيرغ بامستردام في حديثها لـ "وطن للأنباء"، إلى أن"تصاميم من فلسطين" هي مؤسسة غير ربحية تختص بتصميم منتجات تتميز بقيمتها المعنوية و الفنية والفكرية والمعنوية.

وتابعت القول: أن فكرة المؤسسة هي التشببيك بين فنانين في فلسطين وطلاب فن وفنانيين من الخارج، يجتمعون كل عام منذ حوالي خمس سنوات في ورشة عمل مكثفة، تشمل زيارات للحرفيين والمجتمع الفلسطيني وجولات سياحية ومسارات في الطبيعة، حتى يتعرف الاجنبي على فلسطين وثقافة اهلها، والمحلي ايضا يتعرف اكثر على بلده ومجتمعه.

واضافت أناليز أنه يطلب من المشاركين في الورشة ابداع  فكرة لمنتج معين، يجب أن يكون مستوحى من قصة فلسطينية، فكثير من المنتجات في معرض "الدار دارك" مستوحاة من فكرة الصراع مع الاحتلال ومن اضطرار الفلسطيني عبور الحواجز، ويعرض المنتج أيضًا تقليدًا او ذكرى تخص المجتمع الفلسطيني.

وذكرت أن المشاركين في المعرضهم  من الصين وهولندا والمانيا فرنسا وموزمبيق، بالاضافة الى فنانين محليين وطلاب فن في اكاديمية الفن الدولية.

وتقول زائرة الى المعرض عن بعض المنتجات التي تمت صناعتها: لفتني منتج لمصمم غزي ، حيث عمل على تصميم فستان مصنوع من شبكات صيد السمك، فالمصمم كان يشعر بالحزن لأن شباك الصيد ملقاة على الارض تحت أشعة الشمس دون استخدام، بعد أن منعت قوات الاحتلال الصيادين من الدخول لمايزيد عن 6 أميال في البحر للصيد.

وتتابع، أن المنتج الاخر الذي أعجبها يطلق عليه اسم "مابعد الانطباع الاول"، وهو عبارة عن صحن خزفي أبيض اللون وله غطاء، عندما تفتحه تجد زخارف بألوان مختلفة، وكأنه بفاجئك، وهو من تصميم المقدسية غدير دجاني، وهو يروي مايحصل لك عندما يكون لك انطباع عن شيء ما وتغيره فيما بعد، و التصميم يجسد فكرة ماجرى لها في احدى المرات عندما كانت تمشي في القدس، فهي تحفظ كل تفاصيل المدينة والبلدة القديمة، ولكن خلال ورشات كانت تشارك فيها بالقدس اكتشفت معبدًا صغيرًا في الحي اليهودي مسيّج ويمنع دخوله، فكانت اول مرة تراه فتفاجأت به وهي ابنة القدس.

يشار إلى أن المنتجات موجودة على الموقع الالكتروني للمؤسسة للشراء "اون لاين".

\