وطن للأنباء-خالد كراجة: لم يكن تطوير المنهاج الفلسطيني، مطلبا وليد اللحظة، بل طالب به الأكاديميون الباحثون والكتاب، واولياء الأمور الذين كانوا دائما يتذمرون من المنهاج وطبيعته وصعوبته أحيانا، وبعد سنوات من المطالبة والصراخ جاء المنهاج محملا بالاخطاء من ناحية ، مواجها عاصفة من الانتقادات من ناحية اخرى.
لم يتوقع مطالبو تطوير المنهاج أن تكون نتيجته تغيير موقع بيت لحم وغزة على خارطة فلسطين، ولم تتوقع الام الفلسطينية ان تدرس ابنها وتقول له انها "مشعوذة" أو أنها "شيطان"، او أن يتعلم ابن الصف الثاني الاساسي أن المجتمع نصفين الاول مسلم، والثاني كافر.
لم يكن هذا الجهد المضني الذي بذله القائمون على تطوير المنهاج ، ليخرج بمنهاج ابسط ما يقال عنه انه ترسيخ لمفاهيم مجتمعية سائدة وتأكيد عليها، بدلا من ان يكون محاولة لاحداث ولو خلخلة بسيطة في بعض المفاهيم المجتمعية والتفسيرات الخاطئة للدين والثقافة وبعض العادات .
أخطاء في التصميم:
حمل "وطن " تساؤلات وانتقادات المواطنين الى مدير عام المنهاج في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد الذي قال بان اللغط الذي دار حول الاخطاء الواردة في المنهاج الجديد كان اكبر من حجم الخطأ، وان هذه الاخطاء تحدث حتى في مناهج الدول العربية والاجنبية وغيرها.
واضاف ان الاخطاء في المنهاج كانت من نوعين، الاولى اخطاء في التصميم، وهذا ما ينطبق على المثال الذي يتعلق بموقع بيت لحم وغزة على الخارطة، وسبب ذلك أن الكتاب تم تصميمه من خلال اثنين من المصممين وعندما تم دمج الجزأين على جهاز الكمبيوتر تغير مكان الأسهم، والدليل على ذلك ان هذا الخطأ لم يتكرر في الصفحات التالية .
وعن اكتشاف هذا الخطأ قال زيد أنه تم مراجعة الكتاب بعد دمجه بشكل سريع ولم يتم الانتباه للخطأ وتم ارساله الى المطبعة لضيق الوقت.
واجاب زيد عن سؤال اذا ما كان تم اكتشاف الخطأ أثناء الطباعة وبالتالي وقف الطباعة أو الغاء النسخ المطبوعة، أوضح زيد أنه تم اكتشاف ذلك ولكن عندما طلب وقف الطباعة كان هناك عدد كبير من النسخ قد أنجز، لذلك في النسخ اللاحقة والتي سيتم ارسالها الى قطاع غزة لا يوجد هذا الخطأ، ولم يكن لدينا الوقت الكافي للتعديل.
واكد زيد على انه تم توجيه رسالة الى جميع المدارس مرفق فيها صفحة معدلة لاعتمادها مكان الصفحة التي احتوت على الخطأ، وهذا ينطبق على جميع الأخطاء في التصميم التي تم اكتشافها.
أخطاء في المفاهيم:
أما بالنسبة للأخطاء المفاهيمية، فهذه يمكن نقاشها، وخاصة ان الموضوع يتعلق بثقافة المجتمع، وعن ورود صورة المرأة على أنها "مشعوذة" وفي صفحة اخرى "شيطان" قال زيد أنه عندما تم الرجوع من قبل المؤلفين الى الكتب الاسلامية والى ابن كثير والبخاري، وجدوا ان هناك ميل الى التفسير بان المقصود هي المرأة، وكأنه في تلك الفترة كانت الاناث يتعاملن بالسحر اكثر من الذكور.
وأضاف زيد أن هذا الوصف اشارة الى سوء الانسان وانه غير محترم بغض النظر ان كان أنثى او ذكرا، والهدف منه توصيل المعلومة للطلاب.
وأشار زيد أن كتب الدين الاسلامي والدين المسيحي والمفاهيم الدينة أمر حساس جدا ويدخلك في اشتباك ديني مع المجتمع باستمرار، بسبب اختلاف وجهات النظر حول هذه المفاهيم.
واوضح زيد ،لم يكن الهدف من تغيير المنهاج هو تغيير المفاهيم وانما تطوير أدوات العرض واساليب التعليم وطريقة توصيل المعلومة للطلاب، والانتقال من مرحلة التلقين الى مرحلة المشاركة والتفاعل في داخل الصف "الصف النشط".
أما بالنسبة لمدينة رام الله وتحديد الاتجاهات الأربعة، قال زيد "أن هذا له علاقة بموقع مدينة رام الله بالنسبة للمدن الاخرى حيث انها تقع في المركز، ولا تخلو مادة من المواد في المنهاج الجديد من ذكر ان القدس عاصمة دولة فلسطين، وهناك بعض العناوين التي تتحدث عن القدس"
جودة الطباعة والتصميم:
قال ثروت زيد ، أن الخبرة الفلسطينية ليست عالية في تصميم الكتب وخاصة فيما يتعلق بكيفيه اخراج شكل الكتاب، وعدد الصفحات وغيره".
وعن جودة الورق المستخدم في الطباعة قال زيد، "أن الورق المستخدم يختلف من مطبعة الى أخرى، فعلى سبيل المثال هناك مطبعة، تحفظ على ذكر اسمها، استخدمت ورق جرائد لطباعة الكتب، ومطابع أخرى استخدمت ورقا أفضل قليلا وهكذا".
و في اجابته عن سؤال اذا ما كان هناك عطاء وفيه شروط محددة وواضحة تلزم المطابع بمواصفات معينة، أوضح زيد، نعم ، "كان في عطاء وشروط ولكن كنا مقيدين بعامل الوقت لاخراج الكتب مع بداية العام الدراسي، وبكل الحالات نريد كتابا، ونحن بحاجة الى نسخة تجريبة".
وأضاف زيد ، "من 1/8 وحتى بداية شهر 9 كان يجب ان نكون قادرين على تصميم الكتب و قادرين على طباعتها لكي تصل الى الطلاب وكان كل كتاب يصمم يتم توريده مباشرة للمطبعة"
واوضح "أنه تم اتخاذ قرار من مجلس الوزارء بالشراء المباشر للخدمة أي ان معظم المطابع في الضفة وغزة وحتى القدس اشتغلت في عملية الطباعة لكسب الوقت".
تمويل تطوير المنهاج:
قال ثروت زيد، انه تم تمويل تطوير المنهاج من زارة المالية الفلسطينية، ونفى ان يكون قد تم تمويله من مؤسسة جايكا اليابانية.
وأشار زيد، ان مؤسسة جايكا ومنذ عامين قررت، تنفيذ مشروع تطوير مادتي العلوم والرياضيات وليس كل المنهاج، ومنذ ذلك الحين وحتى اللحظة وهم يفكرون كيف يقومون بتدريب المؤلفين للقيام بذلك، وحتى الىن لم يتم التدريب.
سيف الوقت:
وقال زيد أنه منذ عام 2005 ونحن نسعى لتطوير المنهاج ولكن كنا نصطدم دائما بأخذ القرار، ولكن في بداية شهر تشرين الثاني من عام 2015 تم اخذ القرار بضرورة البدء بتطوير المنهاج وتشكيل اللجان لهذا الغرض.
وأضاف زيد ان اللجان قامت بصياغة الاطار العام ومراجعة سريعة للمنهاج السابق، واستمرت هذه العملية حتى تاريخ 1/5/2016.
واشار زيد، من بداية شهر أيار حتى نهاية شهر تموز تم انجاز المسودات، وكان مطلوب خلال شهر من 1/8 وحتى 1/9 مراجعة وتدقيق وتصميم وطباعة لهذه المسودات.
"ولا تزال المتابعة مستمرة من "وطن" للوقوف على تفاصيل اعداد المنهاج الجديد وتطويره، وتدارك الوزارة لجملة الاخطاء التي وقع فيها القائمون على تطوير المنهاج".