التنقيب الإسرائيلي الضخم عن النفط قرب رام الله سيدمر الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي

12/07/2012
بالتعاون مع مركز العمل التنموي معا وتلفزيون وطن
جورج كرزم

شرعت شركة "جفاعوت عولام" الإسرائيلية مؤخرا في إجراء حفريات التنقيب عن النفط، في منطقة راس العين قرب رام الله، بمحاذاة ما يسمى الخط الأخضر، وتحديدا في الحقول النفطية التي أطلق عليها "مجد 6"، "مجد 7"، و"مجد 8". ما يعني تدمير الاحتلال للرواق البيئي الطبيعي الغني والمميز الوحيد في وسط فلسطين، ومواصلة عملية استنزافه للموارد الطبيعية المحدودة والشحيحة في فلسطين ذات المساحة الجغرافية الصغيرة والمحدودة؛ دون أي اعتبار للقيم البيئية والإيكولوجية التي طالما داست عليها الحكومات الإسرائيلية لصالح رأس المال الكولونيالي. وكالعادة، فإن الشرائح الشعبية الفلسطينية، والطبيعة والنظام الإيكولوجي هم الضحية.

الجدير بالذكر أن شركة "جفاعوت عولام" قد شرعت منذ نحو عامين في تشغيل حقل نفط آخر كبير في ذات المنطقة واستخراج النفط والغاز منه وتسويقه؛ وقد أطلق على ذلك الحقل إسم "مجد 5" الذي يقع في منطقة رنتيس بمنطقة رام الله، بجوار ما يعرف بخط الهدنة عام 1948. ويقدر الاحتياطي النفطي في الحقل الأخير بنحو مليار ونصف المليار برميل. ويعتقد أن جزءا كبيرا من النفط يتواجد في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وبالطبع، فإن الهم الأول للاحتلال من التنقيب المنفلت وغير المنضبط عن النفط في الأرض الفلسطينية هو الأرباح الاقتصادية الهائلة المتوقعة، دون الأخذ بالاعتبار إطلاقا العواقب البيئية الناتجة عن هذا النشاط المدمر للبيئة الفلسطينية، وهي قد تكون عواقب دائمة غير قابلة للإصلاح؛ وتتمثل أساسا في تدمير الموارد الطبيعية المائية والمياه الجوفية وغيرها في المنطقة، وتفتيت وتخريب احتياطي ثروة الأراضي الخضراء الكبيرة في وسط فلسطين.

ومن المعروف أن هذه المنطقة التي تتواجد فيها حقول النفط، تصل جنوب فلسطين بشمالها وهي جزء من التواصل الجغرافي المميز للمناطق المفتوحة التي تتحرك فيها الحيوانات، بما في ذلك بعض الحيوانات النادرة في فلسطين. ونظرا لحساسيتها الإيكولوجية، فمن المتوقع أن تتضرر هذه المنطقة المفتوحة ضررا كبيرا، بسبب الحفريات المكثفة والضخمة، والضجيج والإضاءة وإنشاء الجدران.

ولو أضفنا إلى ما ورد الجدار العنصري القريب من تلك الحقول، فسنجد بأن تهديدا كبيرا وخطيرا متفاقما على التنوع الحيوي والحياة البرية في وسط فلسطين يلوح في الأفق؛ بسبب تدمير الاحتلال للأنظمة البيئية الفلسطينية وإعاقة الحركة الطبيعية للحيوانات البرية وقطع خطوط حركتها الداخلية، مما يعوق حصولها على الغذاء ويعيق عملية التكاثر؛ وبالتالي يهددها بالانقراض.

ويتوقع أن تصبح حركة الحيوانات الأرضية في منطقة رام الله وأريافها مقيدة وفي بعض الحالات مستحيلة.

ومع تناقص بعض الأنواع الحيوانية، وانقراض بعضها الآخر، سيتأثر التوازن البيئي أيضا، وستتناقص أو تنقرض بعض الأنواع النباتية، وسيزداد عدد الحشرات والأعشاب الضارة، فضلا عن إمكانية حدوث تغيرات جينية، الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على طبيعة وبنية الأراضي والتربة الزراعية، وبالتالي طبيعة المناخ السائد في المنطقة.