أصوات جديدة وسياسة قديمة ..بقلم: افيعاد كلاينبرغ/ يدعوت

02/08/2011

إن جزءا من قوة الانتظام الاجتماعي الجديد هو في اغماض وسائله خاصة. لا يوجد للاحتجاج حتى الان قيادة حقيقية ولا رسائل واضحة ايضا. وهو يعبر عن عدم ارتياح لطريقة ادارة الامور لدينا. وكل واحد يضايقه شيء مختلف؛ والجميع يضايقهم شره أصحاب الرأي، ووقاحة اصحاب المائة، والاستهانة الطويلة بالاكثرية. والان يستطيع الجميع ان يجدوا مواقعهم في حركة الاحتجاج هذه. فمن يمشِ في جادة روتشيلد يتبين له مكان يشعر فيه الجميع بانهم في البيت. فثمّ سكان تل أبيب غير المستعدين للابتعاد عن المدينة بحثا عن شقة وحلقة مدن التطوير، والاشتراكيون واصحاب الايفونات، ونشطاء "دعوا الحيوانات تحيا" واتباع برسليف (الذين لا يستمتعون بأموال التقسيم).

        قيادة الحركة غامضة ايضا. فالمتحدثون يرون بلا مصلحة شخصية. ونحن نغفر لهم البلبلة وعدم الفصاحة والتناقضات الداخلية. ونحن لا نصدق الساسة ونصدقهم. ان جادة روتشيلد هي الان المركز الرمزي للمجتمع في اسرائيل. وهي تمكن من حوار واصغاء بين معسكرات ومصالح منعت منهما سنو عدم اصغاء.

        في سني عبادة البقرة الذهب الامنية تعلمنا كيف يعرف بعضنا بعضا سريعا بحسب شعارات التعريف الاسرائيلية (الاحتلال أم عدمه؟ والاستيطان أم عدمه؟ المناطق أم عدمها؟). والان ربما لاننا اقتنعنا بان السلام لا ينتظر وراء الزاوية – نستكشف من جديد المشترك، وسلطة الاكثرية المهملة التي ساعدت اجزاء كبيرة من نخبتها السياسية على اهمالها.

        في حين كان عدد كبير من الناس في هذه الدولة يسمعون انشودتهم اليسارية – اليمينية العفنة، فانهم عملوا لمصلحة بيوتهم. ودفعت الطبقة الوسطى العلمانية الاسرائيلية الثمن. والان استيقظت هذه الطبقة، وهي غير راضية. كانت سنين من محاولات التنويم. واعطاء قليل من الخبز وكثير من التسلية، والقليل من الاجوبة والكثير من الشعارات الجوفاء وقد انقضت. عندما تستيقظ الطبقة الوسطى – وهي القوة الثورية الحقيقية في المجتمع الغربي منذ القرن الثاني عشر، يجب أن يخاف الساسة على كراسيهم.

        وهم في الحقيقة خائفون. لكن الحيل القديمة لم تهمل. ففي الوقت الذي تبلغ فيه وسائل الاعلام عن كل مظاهرة وتبث مقاطع عن الجو والالوان من الجادة، تظل تحدث أمور في المكان الذي يقررون فيه ترتيب أفضلياتنا.

        اريد أن اصرف انتباهكم الى نبأين دفعا الى الهوامش. النبأ الاول الذي نشر امس هو أن وزير الدفاع ايهود باراك يطلب زيادة ميزانية بـ 5 الى 7 مليار شيكل زيادة على الميزانية المضخمة جدا لجهاز الامن. يوجد شيء ما لا يكترث بالواقع في الطلب والطالب. فميزانية الامن تكبر في كل سنة. في كل سنة تطلب زيادات فوق الميزانية المجازة. فقد أصبحت هذه عادة. فمن الحسن دائما الحصول على مال آخر. فماذا عن حاجات المجتمع في اسرائيل الاخرى؟ هذه مشكلتكم.

        والنبأ الثاني هو أن أكثر أعضاء "كديما" غابوا عن التصويت على قانون الزواج المدني في يوم الاربعاء. وسقط التصويت. اذا كنتم تريدون مساواة للنساء؛ واذا كنتم تريدون اضعاف الجهاز العفن والسياسي تماما الذي نشأ في المحاكم الدينية اليهودية فعليكم أن تضمنوا للاسرائيلي الحق في أن يتزوج ويدفن بحسب تصوره. تسارع رئيسة المعارضة تسيبي لفني الى أن تلتقط لها الصور في الشوارع وهي تحمل زجاجة ماء وتلبس قميصا قصير الكمين وتطلق شعارات غامضة عن العدل. غير أن الغموض هو حق الجمهور لا حق مندوبي الجمهور. فحينما يُحتاج الى المخاطرة والى التعبير عن موقف من عمل شيء ما يفضي الى التغيير حقا لا يكون كديما هناك ولا توافق حلقة المزرعة. ولا يكون باراك ايضا هناك بالطبع. فكلاهما مشغول بحسابات الفائدة من النوع الذي افضى بنا الى الهاوية، بحيل، وبعمل من اجل بيتهما السياسي.

        ليس الاحتجاج ثورة بل هو دعوة الى الثورة. والثورات في دولة ديمقراطية تحدث في مجالس الشعب. في الانتخابات القريبة يجب أن يدخل في الكنيست ناس مختلفون، ناس مستعدون للعمل من أجل البيت المشترك. فربما تأتي الثورة آنذاك.