خاص لـ"وطن": بالفيديو.. "تربية الأسماك" في قلقيلية.. تجربة تأمل العودة

27/01/2016

قلقيلية – وطن للأنباء – ميساء عمر: قبل ثلاثة أعوام، خاض المواطنون في قلقيلية تجربة مشروع إنشاء أربع برك لتربية الأسماك بتمويل من الحكومة البرازيلية، من شأنه تخفيض تكلفة سعر الأسماك في الأسواق، وتناول المستهلك أكلًا صحيًا طازجًا، بعيدًا عن تلك التي تُشترى مجمدة، بعد أن مضى عليها وقت كبير في الثلاجات.

وتم توقيع اتفاقية إنشاء برك لتربية الأسماك عام 2011، بتمويل من الحكومة البرازيلية، وبدأ الشروع في التجهيزات والإعداد عام 2012، وخلال عامي 2013 و2014 تم تربية وإنشاء 4 برك للأسماك.

فيما لم يسجل عام 2015 أي تربية للأسماك في قلقيلية، وأُغلقت البرك، محولة الآمال إلى خيبة، كما يصف المواطن عبد الله الوجيه، قائلًا: خاب ظني بهم.

وبلغت تكلفة المشروع ما بين (20 – 22 ألف دولار)، وشارك المزارعون بـ20% من التكلفة، أي ما مجمله 3600 دولار، وفق وزارة الزراعة.

ويقول المواطن يوسف جعيدي: لا أعرف هل السبب من وزارة الزراعة أم المواطن، مضيفًا: تأملنا أن نملك ثروة حيوانية.

وعن فشل المشروع، يتساءل المواطن باسل عوده: يوجد لدينا مقومات لإنشاء هذه المشاريع التي تساهم بتخفيض تكلفة السلعة على المواطن، ونريد معرفة سبب الفشل.

وعن الأسباب التي أدت بالمزارعين أصحاب المشروع إلى إغلاق البرك، يقول المزارع جمال قبعة لـوطن للأنباء: نقص المعدات ومنها الغطاء على بركة السباحة للحماية من الشتاء.

ويضيف قبعة "غير الغطى، لم يتم عمل فلترة للمياه من قبل الوزارة، مما اضطرنا لتبديلها يوميًا، فالبركة فيها حوالي 110-120 كوبًا من الماء"، مشيرًا إلى "أن البيت البلاستيكي الذي أنشأته الوزارة طار وتحطم سريعًا بفعل الرياح".

"سوء الإدارة هي إحدى الأسباب التي أخفقت بهذا المشروع"، يقول المشرف على المشروع المهندس تيسير بصيلات.

ويتابع: وتأخر الإنشاء، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى التي ذكرها المزارعون، كفلترة المياه، التي تقوم بإخراج المياه من المزرعة، والدفيئات لم تكن ضمن المواصفات الصحيحة، وبالرغم من ذلك كانت الفكرة البدء بالعمل.

ويرجع المزارع رامي الجدع سبب إغلاق بركة السمك لديه إلى التسويق، ويوضح: يكلفني كيلو السمك 15 – 16 شيقلًا، وعند بيعها كان يعرضون علي مبلغ 12 شيقل للكيلو.

وعن تكلفة الإنتاج، يقول بصيلات: كون هذه الأسماك تتغذى على الغذاء الطبيعي والصناعي ولا تعتمد فقط على العلف، فهي من الأسماك الناجحة والمرغوبة في الأسواق.

ويضيف: خفض تكلفة الأسماك القادمة من الأسواق الإسرائيلية يكون نتيجة قيام المزارع الإسرائيلية بتربية الأسماك في مزارع مفتوحة مع توفير الكثير من المياه.

ويتابع بصيلات:أصبح المزارعون يعانون لرغبتهم في بيع منتجاتهم، ولتهسيل عملية التسويق ارتأت وزارة الزراعة أن تقوم بإيجاد من يسوق للأسماك ويحصل على نسبة من المزارع، لكن للأسف لم تنجح الفكرة، فموضوع التسويق بحاجة لأمور أخرى، فالمزارع يحتاج لوسيلة نقل للتسويق إلى خارج المحافظة، ولوحدة تصنيع قوالب ثلج لوضعها في الماء عند تسويقها حية.

ويشير إلى أن بنقص المعدات، فإن المزارع سينتظر المواطنين الحضور إلى  البركة لبيعهم طن من السمك، وهو أمر غير مجد.
واشتكى المزارع إبراهيم عبد الرحمن من نقص الخبرة في تربية الأسماك. مشيرًا لضرورة أن يكون هناك تدريبات لمعرفة كيفية التعامل في حال واجهوا أي مشاكل.

وفي ذات السياق، يقول بصيلات: لم يكن هناك مجال للتدريب ولم يكونوا مؤهلين 100%، وبالرغم من متابعتنا الحثيثة، إلا أنهم بحاجة لتدريب مكثف، فليس هناك مجال لكسب خبرة من مزارعين بجواره.

بدوره، يبيّن مدير مديرية الزراعة في قلقيلية، المهندس أحمد عيد، أن: توقف البرك الأربعة، يعود لعدم الخبرة الكافية بكيفية التعامل مع الأصناف وغيرها.

ويشير عيد إلى أنها كانت التجربة الأولى في دراسة مدى نجاح هذا المشروع.

ويتابع عيد: أتمنى أن يعيد مزارعو الثروة السمكية التجربة والاستمرار بها، خاصة بعدما أن عقدنا لقاءات بهذا الصدد، فمشروع بهذا الحجم مطلب لتطوير أكثر على أساس أنه يأخد من وقتهم أكثر،  ويعتمدون على المشروع أكثر من ناحية تنموية.

ويطالب عيد بضرورة إقبال المستهلكين على هذه المزارع، فمن الناحية الصحية هو السمك الأفضل، بالإضافة لدعمه للمشاريع الوطنية.

[video]0_48i42s5p[/video]