خاص لـ "وطن": بالفيديو.. الخليل: عامل في مخبز يحارب برواياته "ثقافة العيب" وينصف المرأة

08/12/2015

الخليل – وطن للأنباء: "تجربتي في المخبز جعلتني على بعد خطوة من الناس لأنك تقابل جميع فئات المجتمع باختلاف تفكيرها" بهذه الكلمات بدأ الشاب أحمد الحرباوي (23 عامًا) حديثه، وهو الماهر في سرعة تعاطيه وقدرته في الولوج إلى عالم الكتابة والأدب، بالرغم من عمله البسيط في مخبز، إلا أنه تسلق منزلة موفقة في الرواية، بعد إصداره رواية "في كانون يموت الحب"، واستعداده لإصدار الأخرى "خيانة مقدسة".

يقول الروائي الحرباوي، الذي يدرس الماجستير في "علم الجريمة" بجامعة "القدس": اكتشفت نفسي في مجال كتابة الرواية بعد أن كنت أكتب الخواطر الشعرية والنصوص النثرية، وقررت كتابة رواية لوجود قضايا مجتمعية لا يمكن تناولها من خلال قصيدة أو نص نثري.

ويوضح الحرباوي لــوطن للأنباء: أصدرت روايتي الأولى (في كانون يموت الحب حياً) بداية عام 2015، والثانية (خيانة مقدسة) ستكون في المكتبات بداية العام القادم 2016.

ويتناول في راويته الأولى "ثقافة العيب في مجتمع محافظة الخليل"، ويوضح: كرجل أحببت أن أكتب عما تعاني منه المرأة لأنها أهم تراكيب المجتمع وضياع حقوقها يساهم في ضياع مجتمع كامل.

كما تحدث في روايته عن قصة حب من طرف واحد، وعن حياة الفتاة في الخليل، ودمج فيها الجانب السياسي وسرقة الآثار في فلسطين، وما يميز روايته أنها كتبت على لسان فتاة محاولاً إيصال معاناتها.

ويضيف الحرباوي: اطلعت على تعاليم الدين الإسلامي ولم يحد من دور المرأة، كما هو في مجتمعي.
وينوّه الحرباوي إلى تأثره الكبير بمؤلفات بأقلام الكاتبات، وما كان له من الدور الأكبر في مساعدته بالكتابة عن هموم المرأة ومشاكلها، فهو مطلع على موروث غاده السمان كاملاً ويرى أن الأنثى تملك إحساسًا أكبر بالكتابة.

وعن ردة الفعل التي تلقاها بعد نشر الرواية فكانت من المتابعين له في الخارج أفضل ممن حوله، فعائلته والمقربون منه قابلوه بنظرة استهجان، مبررين ذلك بالقول "خالف الرأي السائد عندهم" أما ردة الفعل الخارجية من قرائه في الجزائر والأردن ومصر وسوريا فقد دعموه ولربما السبب أنهم من بيئة اجتماعية مختلفة نوعا ما، وفق قوله.

ويقول والده، عمر الحرباوي: أنا فخور بما وصل إليه أحمد اليوم، ولكن أتمنى أن يغير قليلا من أفكاره لأنها لا تناسب المحيطين به".

ويبين أحمد الحرباوي أن الشاعر الجزائري عصام بن شلال قرأ روايته الأولى التي بدأ بكتابتها بعد إنهائه الثانوية العامة، قبل الانتهاء من كتابتها عندما سافر إلى الجزائر، فنالت إعجابه وشجعه على نشرها، فعاد إلى فلسطين واستغرق شهرين لإتمام فصولها.

بعد ذلك توجه إلى الشاعر الفلسطيني أحمد بصيلة في رابطة الجامعيين بالخليل، فقرأ روايته، وعلق قائلًا: هذه ليست المحاولة الأولى للكاتب فالتجربة كاملة وناضجة"، وتم طباعتها على حسابه الخاص، وتوزيعها في كل أنحاء الوطن العربي، وفق الحرباوي.

ويوضح الحرباوي "أفكر بتأليف كتاب يتحدث عن الإسرائيليات في الدين الإسلامي"، مشيرًا إلى أنه أنهى قراءة التوراة والإنجيل ويدرس حاليا علم مقارنة الأديان.

ويبين أن لأصدقائه دورا كبيرا في حياته العملية والأدبية، وهم أول من دعموه وشجعوه على الاستمرار وهذا ما دفعه إلى أن تكون روايته الثانية "خيانة مقدسة" تحمل أسماء أصدقائه وشخصياتهم.

ولا يطمح الحرباوي بأن يكون كاتباً أو مؤلفاً كبيراً ولكن أن يكون قادراً على إنصاف مجتمعه ونقل مشاكله من خلال قلمه في سبيل خلق واقع أفضل، وفق تعبيره.

[video]0_rp06x1gf[/video]