فتح تؤجل المؤتمر السابع حتى إشعار آخر..

15/11/2015

وطن للأنباء - رأي اليوم: بشكل نهائي صادقت اللجنة المركزية لحركة فتح على توصيات رفعها أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع للحركة، تقضي بتأجيل المؤتمر إلى أجل غير مسمى، وهو قرار اعتمده الرئيس محمود عباس “أبو مازن”، وسيعمم قريبا على كل مواقع الحركة التنظيمية سواء داخل المناطق الفلسطينية أو في أقاليم الخارج.

ومن المقرر أن تصدر حركة فتح بيانا رسميا يعلن قرار التأجيل، مترافقا مع تعميم داخلي على قيادات الحركة.
واطلعت “رأي اليوم” على أسباب تأجيل المؤتمر للمرة الرابعة، ومن بينها مذكرات وكتب رسمية للجنة التحضيرية رفعت للجنة المركزية، تشير إلى صعوبة عقد المؤتمر في موعده المقرر نهايات الشهر الجاري، بسبب ما تشهده المناطق من أحداث مواجهات، خاصة وأن المؤتمر سيعقد في مقر قاعة أنشئت حديثا بمقر المقاطعة بمدينة رام الله.
ويرتكز هذا السبب إلى عدم المقدرة على استضافة رام الله هذا العدد من كوادر الحركة من كل المناطق في الضفة وغزة والخارج، وعدم القدرة على إصدار تصاريح دخول لكثير من قادة الخارج في هذا التوقيت.

وكان من بين الأسباب التي رفعتها اللجنة أيضا والتي استند إليها في قرار التأجيل، عدم انجاز غالبية الأقاليم المؤسسات التنظيمية انتخاباتها الداخلية لفرز قيادة جديدة تشارك في الانتخابات، وهناك قدمت ورقة شرح مفصلة تشير إلى أن هناك العديد من أقاليم الداخل في الضفة لم تنجز عملية الانتخابات الداخلية، مع العلم أن قطاع غزة يحتاج لإجراء انتخابات في ثلاث أقاليم حركية فقط.
ولم تكن هذه الأسباب مقنعة للعديد من كوادر حركة فتح، خاصة أن اللجنة التحضيرية أعلنت مرارا أنها أنجزت جميع المهام اللازمة لعقد المؤتمر في موعده نهايات شهر نوفمبر الجاري.

لذلك اطلعت “رأي اليوم” وبشكل أوسع على الأسباب الأخرى غير المعلنة والتي دفعت قيادة فتح العليا وعلى رأسها أبو مازن، لاتخاذ قرار التأجيل، فكان سبب “الخلافات الداخلية وسوء التحضير” أكثرها قوة، حسب ما قال قيادي بارز في حركة فتح.

هذا المسؤول قال ان حسابات اللجنة التحضيرية، واللجنة التي كلفها أبو مازن وتعمل بعيدا عن الأضواء، لمراقبة ومتابعة الانتخابات الداخلية ونتائجها، لم تكن صحيحة في إخراج أعضاء مؤتمر منتخبين مؤيدين للرئيس، وأن كثيرا ما فازوا بمؤتمرات الأقاليم من القيادات المناوئة لأبو مازن ومنهم من في غزة من المناصرين للنائب محمد دحلان.

فالانتخابات التي جرت بإقليم وسط خانيونس كما يقول القيادي أخرجت قيادات غالبيتها من المؤيدة لدحلان، إلى جانب الكثير من المؤيدين في إقليم وسط قطاع غزة، وقبلها في إقليم مدينة غزة “غرب”.
ويتحدث قيادات من حركة فتح في مجالس خاصة أنه رغم التضييق الكبير على أنصار دحلان في الضفة، إلا أن هذا التيار سجل مؤخرا بعض الحضور في الانتخابات.

وهنا برزت الخشية من  اتساع تيار دحلان في المؤتمر السابع، بخروج تمثيل واسع لأنصار الرجل الذي دخل في خلاف قوي مع أبو مازن أدى إلى إقصاءه من حركة فتح بفرار فصل من اللجنة المركزية.

ولا زال هناك خلاف كبير بين أعضاء اللجنة المركزية واللجنة التحضيرية الساعين للفوز من جديد بعضوية المركزية حول نسبة الكفاءات والأسماء التي يجب أن تمثل، فهؤلاء يرون أن الكفاءات هذه تستطيع حسم معركة الفوز لغالبيتهم، خاصة وأن هؤلاء الأعضاء من المركزية الذين يعتمدون على إجراء اتصالات مباشرة بالقاعدة التنظيمية بدون المرور بالمسالك الرسمية الحركية، يوصف وضعهم بـ”المتأرجح” فهم حتى اللحظة لم يتمكنوا من توفير نصاب كبير من الأعضاء المؤكد عضويتهم في المؤتمر للتصويت لهم في الانتخابات.

وبشأن التأجيل قال فهمي الزعارير الناطق باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر قال في تصريحات صحفية أن المؤتمر السابع لن يتم عقده في موعده المحدد، والموعد المحدد للمؤتمر هو التاسع والعشرون من الشهر الجاري، ورد الأمر إلى الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى وقف الكثير من التحضيرات، إضافة إلى عدم استكمال التجهيزات المتعلقة بالمؤتمر العام.

وكانت فتح عقدت آخر مؤتمر لها في العام 2009، وكان من المفترض أن يعقد المؤتمر السابع في صيف 2014، غير أنه أجل وقتها بسبب الحرب على غزة، وتكرر التأجيل أكثر من مرة.
يذكر أن المدة بين المؤتمر الخامس والسادس الأخير لفتح دامت 20 عاما.