رفح – وطن للأنباء – رويدا عامر: يعاني قطاع غزة من زيادة الملوحة في المياه التي تصل إلى المواطنين بشكل دائم، حيث تزداد الملوحة بزيادة التأثيرات الخارجية عليها، كدخول مياه البحر أو قلة تحلية هذه المياه، كما وتعتبر مدينة رفح من مدن قطاع غزة التي تعاني من الملوحة بنسبة 70- 80 % في آبارها، وفق قول مدير مصلحة مياه بلدية الساحل في رفح، محمد الصبويني.
ويشتكي المواطن موسى أبو جزر من المياه التي تصل لمنزله، قائلًا "تأتي المياه كل خمسة أو ستة أيام مرة واحدة، بنسبة ملوحة عالية جدًا وملوثة بالتراب ومياه الصرف الصحي لهذا نعاني منها كثيرا".
ويقول المواطن موسى أبو طعيمة، لــوطن للأنباء: المياه التي تصلنا مالحة جدًا وتأتي كل أربعة أيام مرة واحدة، هذا بالإضافة لتلوثها ونسبة الكلور العالية فيها وأنا لدي ابن وأخ من ذوي الإعاقة، لا يتحملون هذه المياه السيئة.
على الرغم من معاناة مدينة رفح من ملوحة المياه الا أنهم تعرضوا لمشكلة جديدة وهي ضخ المياه على الحدود بين مصر ومدينة رفح، مما أصابهم الذعر من مصدر هذه المياه وأضرارها على كل من الأراضي والمياه الجوفية.
ويقول رئيس بلدية رفح، صبحي رضوان، لــوطن للأنباء: نعاني من ملوحة المياه في مدينة رفح بنسبة كبيرة جدًا، لكن القناة المائية التي فتحت مؤخرًا على حدود مدينة رفح تشكل خطرًا على الآبار الموجودة على الحدود، فالمياه التي تضخ هي مياه بحر ونسبة الكالسيوم فيها تتعدى الـ500 ألف جزء من المليون، هذا يعني أنها مالحة بدرجة كبيرة".
أما بالنسبة لضررها على الزراعة، يوضح: المناطق الشرقية في رفح لا يوجد فيها أراض للزراعة، ولكن يتم ضخ المياه من المناطق الشرقية إلى المناطق الغربية حيث يوجد هناك الأراضي الزراعية التي تحتاج للمياه، فنضخها إليها فإذا تسربت مياه القناة المائية للمزروعات يعني أننا فقدنا الزراعة أيضا.
ويوضح رضوان: بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل نجد مشكلة كبيرة في إيصال المياه إلى المواطنين حيث يتباين عدد أيام وصول المياه إليهم باختلاف فصلي الصيف والشتاء بشكل أساسي حيث تصل المياه في فصل الصيف كل ثلاثة أيام مرة أما بالشتاء مرة كل يومين.
ويبين: لدينا مشاريع لمحاولة تقليل مشكلة المياه حيث نعمل على خلط المياه لتخفيف حدة ملوحتها كما ونعمل على تجميع مياه الأمطار وما يحدث على الحدود من ضخ مياه يعطل لنا مشاريعنا.
بدوره، يقول مدير مصلحة مياه الساحل في مدينة رفح، محمد الصبويني، لــوطن للأنباء: المياه في مدينة رفح غاية في الملوحة ونحن نحاول قدر الإمكان تحلية هذه المياه ليستطيع المواطن استخدامها للشرب، على الرغم من وجود 21 بئرًا في مدينة رفح، لكنها لا تطابق مواصفات الصحة العالمية للشرب سوى بئر واحد.
ويؤكد، قائلًا: هناك مخاوف على المدى البعيد جدا لتأثير القناة المائية المصرية على شبكة المياه للآبار حينما يحدث تخلخل للتربة وانهيارات متزايدة فيها، وما يحدث الآن مجرد تجارب فقط لم تحدث ضررًا حتى اللحظة بل تبقى المخاوف قائمة كونها مياه بحر ونسبة درجة ملوحتها مرتفعة جدًا.
ويتابع: المقدار القياسي من الماء للمستهلك هو 120 – 150 لترًا يوميًا، ولكن في رفح لا يحصل المستهلك إلا على 50- 70 لترًا من الماء يوميا صالحة للاستعمال، وعندما نجري فحوصات على المياه لنقيس نسبة الملوحة نجدها عالية جدا وهي أيضا في تزايد وبشكل سريع.
وحول وجود محطات تحلية للمياه في مدينة رفح، يقول الصبويني: يوجد ثلاث محطات لتحلية المياه والتي تم إنشائها بتمويل تركي منذ خمس سنوات، ونحاول قدر الإمكان إيصال مياه صالحة للشرب للمواطنين، كما ويوجد خطة لإنشاء محطتين تحلية مياه بحجم متوسط لتخدم محافظتي رفح وخان يونس، ولكن يوجد معيقات عديدة في وجه هذا المشروع أهمها الكهرباء والتي تقلل من أيام وصول المياه للمواطنين بسبب انقطاعها بشكل متكرر.
[video]0_6pnc777f[/video]