طولكرم – وطن للأنباء – همسه التايه: استطاع الشاب شريف الخطيب، (26 عاما)، مدير جمعية عتيل التعاونية للتطوير الزراعي، وبوقت قصير للغاية، بذل كل ما في وسعه من أجل الاستفادة من الدراسات والتطبيقات العملية التي قام بها المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية لتعريفهم بـ"السيلاج" ومكوناته وطرق تخزينه، ليثبت قدرته على إدارة وحدة تصنيع "الأعلاف البديلة" والتي تضمن الحصول على أعلاف بديلة بأثمان مخفضة ومعقولة بالإضافة إلى زيادة كمية الإنتاج.
وجراء مثابرته المتواصلة وسعيه لخدمة المزارعين في بلدته عتيل شمال طولكرم، حصل الشاب الخطيب على مشروع وحدة تصنيع "الأعلاف البديلة" من وزارة الزراعة، وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، حيث حقق نجاجا لجمعيته جراء إقبال المزارعين على "السيلاج"، والذي يتم من خلاله حفظ بقايا المحاصيل الحقلية اللينة والخضراء بمعزل عن الهواء بنسبة رطوبة من 65-70%، ولمدة طويلة بحيث تتحول المادة السكرية الموجودة داخل النباتات لحمض "اللاكتيك".
وعن المشروع والتحديات والصعوبات التي وقفت عائقا أمامه منذ بداياته، يقول الخطيب لـ"وطن للأنباء": عدم وجود جرار زراعي لجلب المخلفات الزراعية من المزارع لموقع العمل كانت تشكل حجر عثرة أمام عملنا، بالإضافة إلى أن الماكينة التي وفرتها وزارة الزراعة كان جزءا منها يعمل على الكهرباء، والجزء الآخر يعمل على الجرار زراعي، مما أوجد صعوبات ومشاكل كثيرة في بداية العمل.
ويؤكد الشاب الخطيب على أن من أهم ميزات "السيلاج" أنه يزيد من الإنتاج، ويوفر على المزارعين ثمن شراء العلف المستورد والمعروف بأسعاره الباهظة.
وحول آلية العمل، يتابع "يتم تقطيع المواد الزراعية التي تم جلبها من المزارع بعد وضعها في ماكينة تصنيع "السيلاج"، حيث يتم وضعه في براميل بلاستيكية وبواسطة مكبس "هيدروليكي" يتم ضغط المنتج وإغلاقه بإحكام بعد إضافة 1% سكر، لمنع دخول الهواء وتعفن المنتج، وبعد الإنتهاء يكتب على البرميل وفي المكان المخصص، متى تم إنتاجه، حيث يتم حفظه في مكان مخصص لذلك وبعد فترة 30 – 35 يومًا، يكون المنتج جاهزا لاستخدامه للمواشي.
ويعرف "السيلاج" بأنه المنتج الناتج من حفظ محاصيل الأعلاف الخضراء ذات المحتوى الرطوبي العالي وذلك بالتخمر تحت الظروف اللاهوائية للحفاظ على قيمتها الغذائية دون التعرض للفساد، ويتم ذلك عن طزيق تخمير السكريات لإنتاج أحماض تزيد من حموضة العلف بدرجة توقف وتثبط عوامل فساده.
ويشيد الشاب الخطيب بالجهود المبذولة من قبل وزارة "الزراعة" و"الفاو" وغيرها من المؤسسات الداعمة، وحرصها على تقديم التوعية الإرشادية الخاصة بوحدة تصنيع "السيلاج".
ويطالب المؤسسات والوزارات والجمعيات المعنية بخدمة المزارعين العمل بشكل جاد على تحويل وحدة تصنيع "السيلاج" لمصنع وإقامة البناء على قطعة أرض متوفرة لهذا الغرض، وذلك من أجل تأمين الماكينات الخاصة بالمصنع حرصا على سلامة العاملين بها.
ويتابع: لأن الماكينات الحالية هي ملك للزراعة وقد تقوم بسحبها نتيجة احتياجها في أي وقت ممكن، ناهيك عن التمكن من تصنيع الأعلاف البديلة ومواصلة العمل في فصل الصيف والشتاء، خاصة وأن الوحدة لا تستطيع العمل في ظل موسم الأمطار بسبب صعوبة ذلك في الوقت الحالي. قائلا: وحدة تصنيع "السيلاج" تحتاج إلى جرار زراعي للعمل وهذا أمر ضروري.
من جهته، يشير المزارع عبد الرحمن محمد إلى أن الجمعية وفرت الكثير على المزارعين، ففي السابق كان المزارع يدفع ما قيمته 2100 شيقلًا سعر طن العلف المستورد، بينما سعر "السيلاج" 900 شيقلًا من قبل جمعية عتيل، مؤكدًا أن الأعلاف البديلة تخدم المزارعين كافة بشكل كبير، مطالبا الجمعيات والمؤسسات لوقوف إلى جانب جمعية "عتيل" ودعمها وتطوير وحدة تصنيع "السيلاج" وإقامة المصنع.
بدوره، يؤكد مدير وزارة الزراعة في طولكرم المهندس محمد فطاير على أن الوزارة تقوم بدعم المزارع الفلسطيني وتحسين مستوى الدخل لديه ومساعدته في زيادة إنتاجيته، ولأجل ذلك حرصت الوزارة على الاهتمام بمشروع "السيلاج" ودعمه كون ذلك يساهم في توفير الأعلاف البديلة بأسعار مخفضة ومقبولة لجميع المزارعين، مؤكدًا على نجاح وحدة تصنيع "السيلاج" في عتيل والتي تعتبر الأولى التي تم تطبيقها على مستوى المحافظة.
ويشير المهندس فطاير إلى الجولات الإرشادية والمتابعات الحثيثة التي تقوم بها وزارة الزراعة لضمان استمرار المشروع، متأملا أن يتم تطوير المشروع مستقبلا وتوسعته بشكل يلبي احتياجات المزارعين في المناطق والبلدات كافة، خاصة في ظل الإقبال الشديد على "السيلاج".
جدير بالذكر، أن جمعية عتيل التعاونية للتطوير الزراعي تأسست في العام 2010 ويبلغ عدد أعضاءها 26 عضوًا، وقامت بالعديد من المشاريع الزراعية ومنها تأهيل البيوت البلاستيكية والزراعة العضوية ومشاريع نباتية، واستطاعت الحصول على عضويتها في التعاونيات للتصدير وتسويق المحاصيل الزراعية في جنين، وعقدت الكثير من الدورات والجولات الزراعية للمزارعين في مناطق وبلدات مختلفة.
[video]0_mptijsp0[/video]