أحلام "أزهار".. بين أنقاض المدرسة والبيت المدمّر من يرويها؟

05/11/2015

غزة- وطن للأنباء- عمر فروانة ومحمد شراب : "بتذكر بابا وهو بدرسني دروسي اللي ماكنت فاهماها من المعلمة"، تلك الكلمات تسردها الطفلة أزهار جندية 10 اعوام،  من مكان استشهاد والدها بالعدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014.
تجلس أزهار التي تدرس بالصف الخامس الابتدائي على مقعدها الدراسي في مدرستها المدمرة، فتقول لـوطن للأنباء:"أشعر بالوحدة والألم بسبب فقدان أبي،  وأزداد حزناً حين أتذكر ما حققه آباء زميلاتي، من تلبية احتياجاتهن ومساعدتهن في الدراسة".
وبنبرة حزينة تضيف قائلة:" بابا كان يشتري لنا ملابس وأغراض في البيت، ولكن الآن نحن لسنا بحاجة لشيء، فقط لوجوده بيننا".
وتتجول أزهار في فصلها الدراسي المدمر نتيجة القصف في العام الماضي الذي استهدف مدرسة الشجاعية الأساسية للبنات، وتستذكر بألم يعتصر قلبها، زميلتها غادة التي استشهدت مع عائلتها بعد نزوحها من منزلهم المدمر، ولجوئهم للمدرسة بنفس مكان دراستها.
كما تعاني أزهار من انقطاع التيار الكهربائي عن منزلها لعدة ساعات، حالها حال باقي سكان القطاع، لمدة تتجاوز الثماني ساعات يومياً، نتيجة لتدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع من قبل طائرات الاحتلال منذ تسع سنوات. فتتوجه أزهار لمنزل زميلتها هدى عبيد للمذاكرة معا، بعد أن كان والدها يساعدها على الدراسة،  ويقف إلى جانبها.
وتحلم أزهار أن تصبح طبيبة في المستقبل، محققة بذلك أمنية والدها الشهيد، والتي حرم من رؤيتها بعد أن فاضت روحه إلى بارئها.
وفي ظل المعاناة التي يعيشها الطلبة في القطاع، تشكو المعلمة هبة حجاج من اكتظاظ عدد الطالبات في الفصل الذي يتجاوز عددهن 50 طالبة، في حين يتواجدون في غرفة غير ملائمة للدراسة ومقسومة لنصفين، قسم يستخدم كمخزن،  وآخر للدراسة.
تقول حجاج لـوطن للأنباء:"نعاني ظروفا صعبة، جراء وضع الطلبة بجوار مخزن، وهو مكان غير صحي وغير ملائم للدراسة".
وتضيف:"هناك ضعف في التحصيل الدراسي لدى الطالبات، بسبب وجودهن بجوار مخزن، مما أثر سلباً على مستوى الرؤية والوضوح لديهن،  في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتكرر".
بدورها، توضح مديرة مدرسة الشجاعية الأساسية للبنات، سيرين أبو عيشة لـوطن للأنباء:" لا يوجد عدد غرف وفصول كافية داخل المدرسة"، مشيرة الى أنه تم تدمير مبنى الإدارة بالكامل أثناء العدوان الأخير، مما أدى إلى وجود غرفة واحدة فقط للإدارة والمعلمات في الفترتين الصباحية والمسائية،  يتم فيها التناوب بينهن".
وأشارت إلى أن المدرسة هي رائدة ومتميزة بنشاطاتها وتحصيلها الأكاديمي حيث كانت تحصل على المراكز الأولى في التحصيل العلمي على مستوى المدارس الأخرى، موضحة أن العدوان أثر سلبا على نفسية الطالبات وسلوكهن، كالتدني العلمي في التحصيل لديهن، والعدوانية، بسبب الظروف التي مررن بها،  كفقدان أقارب لهن في العدوان أو تدمير بيوتهن.
وبينت الدور الكبير الذي تلعبه المدرسة من خلال المعلمات والمرشدة التربوية، في بذل اقصى جهودهن للتخفيف من الكبت النفسي لدى الطالبات.
وأضافت قائلة: "رغم كل المعيقات التي واجهتها المدرسة، الا أننا سنستمر في التعليم، والتفوق في التحصيل العلمي على مستوى المدارس الأخرى".
ووفقاً لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة، فإن العدوان الأخير الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع العام الماضي، أدى إلى تضرر 244 مدرسة، منها 70 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، و174 مدرسة حكومية، وتدمير 26 مدرسة منها بشكل شبه كلي.