صحافيو غزة يقهرون الكبت النفسي بالرعاية الذاتية

27/10/2015

غزة – وطن للأنباء – عمر فروانة: ثلاثة ايام متتالية كانت منعزلة عن العمل الصحفي, عاشها عشرات من الصحفيين الفلسطينيين العاملين في الحقل الاعلامي, كانت بالنسبة لهم راحة نفسية ابعدتهم عن اجواء القلق والمشاهد الدامية التي عاشوها اثناء العدوان الاخير على قطاع غزة.
بداخل احدى قاعات منتجع بلوبيتش على شاطئ بحر مدينة غزة, يتلقى بعض الصحفيين, تدريبات الدعم الذاتي, الذي تنفذه مؤسسة فلسطينيات برعاية من منظمةIMS  الدنماركية.
فؤاد جرادة مراسل فضائية فلسطين, هو احد الاعلاميين الذين عاشوا اوضاعا صعبة جراء العدوان الاخير على القطاع, يقول لوطن للأنباء:" نحن الصحفيين بحاجة ماسة للتفريغ عن ما بداخل مكوناتنا النفسية", موضحا انها المرة الاولى التي يمر عليه برنامج خاص بالرعاية الذاتية لتلك الفئة الهامة وفق تعبيره.
واشار الى ان الدورة كانت لها الاثر الايجابي الكبير على نفسيته, مما اتاح له ولزملائه التعرف على وسائل واساليب التخلص من الضغط والكبت النفسي.
ويمارس الصحافيين جوانب حركية, واخرى نفسية, تعود بالنفع والفائدة عليهم, في حين كانوا يبتعدون عن أي شيء يتعلق بعملهم, بمافيه استخدام الحاسوب او الهاتف النقال, وهو احد الشروط التي وضعها القائمون على البرنامج.
من جانبه اشاد الصحفي سعيد الطويل بالتدريب الذي يلعب دورا كبيرا في تخفيف الضغط النفسي الذي عاشه, موضحا انه رفع الروح المعنوية له.
وقال لوطن للأنباء :" يعتقد البعض ان مثل هذه الدورات لا اهمية لها, وقد يستهتر بها الاخرون, الا انني لامست جوانبا ايجابية اثرت على راحتي النفسية منذ الوهلة الاولى.
وفي نفس السياق اوضحت منى خضر منسقة مؤسسة فلسطينيات, ان البرنامج جاء عقب العدوان الاخير, كاستجابة لاحتياج الصحافيين, مشيرة الى انه تم تحديد تلك الاحتياجات بعد مناقشتها مع اخصائيين نفسيين, ونتج عنها عمل استمارة وزعت على المؤسسات الاعلامية التي مارست عملها اثناء فترة العدوان.

وبينت خضر انه بعد جمع تلك الاستمارات وتعبئتها من قبل الصحفيين, خلصت النتائج الى تحديد مايقارب 110 صحفي وصحفية, هم بحاجة الى الرعاية الذاتية.
واشارت الى انه تم عمل جلستين للصحفيات, واربع جلسات اخرى للصحفيين, موضحة انه عقب الانتهاء منها, ستكون المرحلة الاخيرة, هي تدخل فردي, يتم بموجبها التعامل بسرية تامة مع اشخاص تحددهم المدربة, ويكونون بحاجة الى رعاية خاصة مع اخصائيين نفسيين.
وشددت خضر على ان هذا البرنامج لا يعد كمرض نفسي كما يفهمه البعض, بل هو للرعاية الذاتية التي يحتاجها الجميع سواء.
وتمنت خضر ان يتم تعميم تلك البرنامج واتباعه من قبل جميع المؤسسات الصحفية, موضحة انه اثبت مدى احتياج الصحفي لتلك البرامج الخاصة بالرعاية.
وشددت على ضرورة الاهتمام باحتياجات الصحفيين, وتوفير الراحة النفسية لهم.
بدورها اوضحت المدربة الهندية مهنور يارخان, ان البعض من الصحافيين كانوا لديهم القدرة على الافصاح عن المشاكل التي مروا بها, في المقابل كان البعض يتحفظ على الادلاء بمشاكله بسبب الضغط النفسي الذي عاشه اثناء العدوان.
واوضحت مهنور انها المرة الاولى التي تعمل بها مع الصحافيين, مشيرة الى اكتسابها خبرة جديدة في التعامل مع تلك الفئة الهامة بالمجتمع, والتي تحتاج لرعاية ذاتية بشكل مستمر, بسبب الاوضاع الصعبة التي يعانون منها خلال الحروب الثلاثة الماضية.