الطفلة زهرة زايد .. تروي واقع العدوان بالشعر

19/10/2015

غزة – وطن للأنباء – رزان السعافين: بين الجد واللعب والكلام والدراسة تتداول كلماتها المعتادة التي ورثتها من أجواء الحرب، لتقول تارة: "بحكي شعر حتى العالم يشوفنا كم احنا مساكين" ، وتارة أخرى: "أنا بدي أحرر القدس وأروح عليها" !

إنها الطفلة التي تبلغ من العمر سبعة سنوات "زهرة زايد" التي تقطن في بلدة بيت لاهيا بين أسرتها المكونة من أم وأب وأربعة أشقاء من الأولاد.
تقول زهرة لـ وطن للأنباء: "هربنا من بيتنا وعشنا في المدارس "مراكز اللجوء" طيلة فترة الحرب على غزة، وأصبت بعدد من الأمراض المنتشرة أنا وأخي الأصغر".
وتتابع أنهما عاشا أيضاَ برفقة أمهما في مشفى الأطفال حوالي خمسة أيام لتلقي العلاج بسبب الأوبئة المنتشرة في مراكز الإيواء.
وبناء عليه كانت منطقة بيت لاهيا من أكثر المناطق خطورة براَ وبحراَ وجواَ فترة العدوان لقربها من المنطقة الحدودية.
وتبين والدة زهرة أنه لا سلاح أو وسيلة لنقل صورة العدوان للعالم لطلب النجدة والتفريغ عما يحدث أقوى من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنهم في أوقات وأيام إعلان الهدنة بين المقاومة وجيش الاحتلال كانوا يعودون للبيت لتفقده إن تضرر من آثار الحرب أم لا، واستخدام الإنترنت للتواصل مع الأصدقاء والأقارب والمتابعين.
و كانت زهرة تردد اناشيد وقصائد عن الحرب تحفظها من الراديو والتلفاز، فارتأت أمها ومحبيها لتصويرها بكاميرات الهاتف المحمول ونشرها على موقعي الفيسبوك واليوتيوب حيث تفاعل معها  آلاف المتابعين والمتضامنين من مختلف دول العالم.
وتوضح والدة زهرة أن الحساب الشخصي لابنتها على الفيسبوك يحوي كثيرا من المتابعين الذين عرفوا ما يجري في غزة من معاناة وألم من خلال موهبة وإبداع طفلتها.
وفي سؤال وجهته وطن للأنباء لـ زهرة عما تحب وتفضل من ألوان الموهبة ونوع المواضيع فقالت: "أحب الوطنية منها لأنها تحكي حالنا الذي نعيشه وتوضح الحقيقة التي يعانيها أطفال فلسطين". مضيفة أن موهبتها من اجل غزة وليس من أجل شيء آخر.
وعن مفاهيمٍ تبدو كبيرة ويسمعها الأطفال تجيب زهرة عن مفهومها للأسرى قائلة: "هم الذين يمسكهم الجندي ويربطهم ويضعهم في قفص"، وعن القدس تقول: "هي التي يحاول المحتل تدميرها".
وفي سياق آخر تبين والدتها أن زهرة لم تتعلم مهارات الإلقاء في أي مؤسسة بل هي جهود أفراد الأسرة لتفرد طفلتهم وتفاعلها بعفوية مع مجريات الأحداث الساخنة وتطور موهبتها باستخدام مواضيع من واقع المعاناة.
وفي موقف آخر، تلاحظ الأم أن زهرة حينما ترسم تركز رسوماتها البريئة على مشاهد "طائرة، وصاروخ، وبيت مهدوم، وأطفال يبكون، وشهداء وجرحى".
واصبح الالاف يتابعون زهرة وطريقة القائها للشعر حتى كسبت حب الاف المعجبين بأسلوبها الذي يؤثر فيهم.