فرح.. نقلت صوت الحرب من غزة للعالم وتطمح بالدفاع عن شعبها قانونيًا

06/01/2015

غزة- وطن للأنباء- محمد شراب: اثرت فرح بكر ابنة الـ 16 عاما الوقوف على  شرفة منزلها خلف مستشفى الشفاء بمدينة غزة، لتنقل صورة العدوان الحربي الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على مدينتها إلى العالم، عبر هاتفها النقال من خلال موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي.
لم تنقل فرح صور الشهداء ولم تتحدث عن أعداد،  لكنها اختارت أن تغطي الحرب من زاويتها الخاصة, فكانت تكتب باللغة الإنجليزية يومياتها مع الحرب وما تشعر به بعد كل صاروخ أو سماع دوي انفجار.
خاطبت العالم بما يشعر به أهالي القطاع في خضم الحرب الشرسة, كواحدة ممن يعيشون في رعب وخوف شديدين من مجمل سكان غزة, إلى أن تصدرت قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم لعام 2014، وفق تصنيف مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، بعدما أصبحت متابعة من قبل 200 ألف مغرد على موقع "تويتر".
وتقول الطفلة فرح التي تقضي عامها الدراسي الأخير في الثانوية العامة، لــ وطن للأنباء: بعد الحرب استطعت تحديد مستقبلي، حيث أفكر جديًا بدراسة الحقوق حتى أتمكن من عمل تحقيقات في جرائم الحرب، بعد أن كان طموحي دراسة الطب.
وأضافت أنها لاحظت ان الغلبة للإعلام الإسرائيلي في العالم الغربي، لذا "قررت نشر ما يمكنه أن يقنعهم بقضيتنا وعدالتها والظلم الذي نتعرض له في غزة"، محاولة التركيز على الجانب الإنساني حتى يتضامن العالم مع الفلسطينيين وأستطيع تغيير الصورة النمطية التي شكلها الإعلام الإسرائيلي".
وتابعت فرح: كانت الفكرة السائدة لأغلب المتابعين أن حماس بدأت الحرب فكنت أجيبهم، كيف لبلد محاصر أن يبدأ الحرب على دولة تتلقى مليارات الدولارات سنويًا لتمويل جيشها؟ لذا يجب على إسرائيل أن توقف الحرب".
وقال إنها كانت تصور الأحداث إما من شرفة المنزل أو من نافذة غرفتها حسب زاوية الانفجار وتنقل مباشرة للعالم.
ووصفت فرح ليلة 28 تموز/ يوليو الماضي، أثناء الحرب، بقولها "كانت السماء مضاءة بالقنابل  في منظر مخيف وهي قنابل تلقيها المقاتلات الحربية لزيادة الإضاءة والتمكن من تحديد الهدف"، مردفةً: نقلت كل ما أشعر به من خوف في 10 كلمات، إذ أحسست أنني سأموت في لحظتها.. هذه منطقتي، لا أستطيع الكف عن البكاء، قد أموت الليلة.
وقالت إن ما رفع المتابعين من 800 إلى أكثر من 200 ألف, مضيفة "لم أتوقع ذلك. لكني سعيدة جدًا لأنني استطعت التأثير في العالم الغربي وتغيير المفاهيم التي يحملونها عن الفلسطينيين".
وبعد انقضاء الحرب، أصبحت فرح تنقل للعالم صور الصمود والتحدي كصورة عائلة تبني خيمة أمام منزلها المدمر وصورة عائلة تسعى لإعمار ما هدمته آلة الحرب.
وقالت "لا شيء في العالم يستطيع إيقافنا، فبعد أيام قليلة من انقضاء الحرب عدنا لمقاعدنا الدراسية وأكملنا حياتنا وسنظل نقاوم ولن نتهاون في حقوقنا".
من جهتها، قالت والدة فرح رجاء شرف لــ وطن للأنباء: كنت أخاف كثيرًا على فرح، خاصة بعد ازدياد متابعيها على موقع تويتر وتلقيها تهديدات بقتلها, فكثيرًا ما كنت أنقلها من غرفتها وقت النوم لمكان آمن داخل البيت خوفًا على حياتها.
وأضافت أنها مع ذلك، كانت ووالدها يقدمان لفرح كل الدعم والتشجيع لمساعدتها في فضح ممارسات العدو الصهيوني ضد قطاع غزة.