ميرفت أبو سنيده زحفت للحياة من جديد بعد موت محتم

11/12/2014

وطن للأنباء - محمد شراب:"هل يوجد أحد هنا؟"،سؤالأعاد الحياة للمواطنة ميرفت أبو سنيده (33 عاماً) بعد أن قضت 24 ساعة بين الإصابة والركام أثناء الحرب على غزة،إذ تم قصف منزل جيرانها الملاصق لمنزلهم الواقع بالقرب من مطار غزة شرق مدينة رفح، بعد عودتها له في الهدنة برفقة بناتها الثلاثة وجدتهم، ومع أول قذيفة أصيبت ميرفت بشظايا بالغة في الظهر وكانت دمائها تسيل بلا توقف.

ازدادت القذائف من كل صوب مما دعا حماتها(والدة زوجها) بالفرار من المنزل بصحبة بناتها الثلاثة، معتقدين أن الأم قد فارقت الحياة بعد أن لامست دمائها قدمي ابنتها (5 سنوات)، ظروف صعبة شلت تفكير الجدة وبقيت ميرفت عالقة في المنزل تنزف الدماء، لكن حياة جديدة كتبت لها مع اشتداد أصوات القصف عادت لوعيها لتجد نفسها وحيدة بين الركام والدماء.
سيارات الإسعاف لم تستطع الدخول الى المكان ولم ينجُ أحد سوى من كتبت له حياة جديدة بالمشي على الأقدام وفقاً لميرفت.

وتوضح ميرفت أن القذائف كانت تتوالى على المنازل والمارة في الشوارع والمواطنين يحاولون الفرار، منهم من استشهد في الطريق ومنهم من كتبت له الحياة ولاذ بالفرار، وبقيت ميرفت عالقة بين الركام حتى غابت الشمس، حيث كانت بالكاد هي الوحيدة في المنطقة ذاتها.

وتقول ميرفت لوطن للأنباء "وجدت نفسي عالقة بين الركام مضرجة بدمائي في تمام الساعة 12 ظهرا مما أفقدني قوتي وأضعفت جسدي المنهك من الإصابة، ولم أتوقع لو للحظة أنني سأنجو مما كنت فيه حيث لم أسمع سوى أصوات القذائف وبعض القطط التي اتخذت من بيتي ملجأً لها".

وتابعت "كنت كثيرا ما أفقد الوعي لساعات طويلة وأعود مرة أخرى على أصوات القذائف الشديدة وكنت في كل لحظة انتظر أن أفارق الحياة في ظل عدم وعي إلى أن سمعت صوت دراجة نارية، في ذلك الحين أحسست بالحياة تعود إلى جسدي من جديد وزحفت من مكاني بكامل قوتي المنهكة حتى استطعت تخطي بعض المترات والنداء بصوت عالي على صاحب الدراجة بعد مرور 24 ساعة في تمام الساعة 12 ظهرا".

ومع تقارب خطوات الرجل تقاربت الحياة لها من جديد، حيث سأل "هل يوجد لأحد هنا؟" وردت ميرفت بصوت منهك "نعم"،وتابعت قائلة "عند وصوله قال لي سأعتبرك أختي وسأقوم بحملك على دراجتي للمستشفى، وكان الاحتياط واجب فلم يكن التحرك بالدراجة بالأمر السهل وجلسنا قليلا حتى اطمأن أن أصوات الطائرات لم تعد قوية من ثم باشروا في الذهاب إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح".

ورغم حالتها الصحية الصعبة نتيجة الشظايا المنتشرة في ظهرها وبطنها بشكل عميق وكبير جدا، إلاأنها أصرت على العلاج للعودة إلى بناتها الثلاث، والآن تتمتع بحالة صحية أفضل إذ تماثلت للعلاج وتقوم بواجبتها المنزلية على أكمل وجه.

وتحمل ميرفت رسائل كتبتها طفلتها الصغيرة جاء فيها "يارب ترجعلنا ماما يارب" كتبتها ابنتها بكل براءة بعد خروجها مع جدتها وما أن التقت بها أهدتها تلك الرسالة الصغيرة وضلت تعانقها وتشكر الله على عودتها.