ذوو الاحتياجات الخاصة هدف للعدوان الاسرائيلي رغم اعاقتهم

09/12/2014

غزة – وطن للأنباء – عمر فروانة

:"كنا نتسحر في رمضان، انا وزميلتي علا والمربية، فتم قصفنا" بهذه الكلمات البسيطة بدأت مي حمادة (30 عاما) وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، حديثها لوطن للأنباء، بعد نجاتها من قصف الاحتلال بطائراته الحربية المقاتلة، لمقر جمعية مبرة فلسطين للمعاقين شمال غزة، خلال العدوان الإسرائيلي . جمعية مبرة فلسطين للمعاقين هي مؤسسة ايوائية للأشخاص الذين يعانون من اعاقات عقلية شديدة، وظروف اجتماعية صعبة.

وتضيف مي :" تعرضث للإصابة بالشظايا والحروق التي طالت  رأسي ووجهي وساقي، متسائلة: عن الذنب الذي ارتكبوه لكي يتم استهدافهم؟.

وتمنت مي ان تنهض المؤسسة من جديد ويتم اعمارها، لكي تستمر في اكمال مسيرة حياتها التعليمية، والترفيهية.

واستشهد في قصف الجمعية اثنتان من ذوي الاعاقة هن، علا وشاحي (30عاما)، وسهى أبو سعدة (39عاما)، وأصيبت مي بالشظايا والحروق مع آخرين من ذوي الاعاقة هم سالي صقر (20 عاما)، بالإضافة الى المربية المشرفة عليهم سلوى ابو القمصان(53 عاما).وأحمد الاعور (25 عاما)، الذي كان يجلس على كرسي متحرك وسقط عليه احدى الجدران، بفعل شدة الصاروخ، وعلى اثرها أصيب بكسر  بالجمجمة وحروق في انحاء جسده المنهك من الاعاقة.

من جهتها اوضحت شقيقة الشهيدة سهى ابو سعدة، سهيلة : انه تم انتشال جثمان شقيقتها من تحت انقاض الركام بعد عدة ساعات من البحث المتواصل عليها،وكانت  اشلاء مقطعة،وقد تم توثيق تلك الجريمة  بحضور بعض الصحفيين.
وقالت سهى لوطن للانباء :" تلقيت اتصالاً من الجمعية بعد قصفها لكي احضر واتعرف على جثة شقيقتي، ومن كثرة الحروق والاشلاء كان صعبا علي التعرف عليها.

وأضافت: "كنا نعتقد أن المكان الذي تتواجد به شقيقتي أأمن من بيتي"، مشيرة الى ان ابنتها طلبت منها اللجوء الى الجمعية لكي يحتموا بها بجانب سهى، الا انهم تفاجئوا بقصفها، واستشهادها.

وتابعت:" كانت شقيقتي تحضر جميع ايام الاجازات في بيتي"، مشيرة الى انها تفاجات من مكوثها في الجمعية وعدم احضارها الى منزلها كما العدوان السابق.

واشارت إلى أن سهى تقيم في الجمعية منذ (18) عاما، وتدفع لها قيمة لجوئها 100 دينار شهريا، مشيرة الى انها كانت تعاني من تخلف عقلي. واوضحت أنها فقدت والدها في عمر الخامسة، وهي اصغر شقيقاتها الثلاثة، واجبرتها الظروف الاجتماعية على اللجوء لتلك الجمعية بعد زواج والدتها.

بدورها قالت مديرة جمعية مبرة فلسطين للمعاقين جميلة عليوة" انه لم يدر بحسبان أي انسان عاقل أن يتم قصف مؤسسة لذوي الاعاقات العقلية"، متسائلة : عن الخطر الذي يشكلونه على الاحتلال لكي يتم استهدافهم".
واشارت عليوة إلى أن المصابات نقلت احداهن إلى مصر والأخرى الى تركيا لتلقي العلاج، موضحة انهن مازلن يعانون من حروق الدرجة الثالثة في معظم انحاء اجسادهن.
وأوضحت عليوة ان المؤسسة لاعلاقة لها بالاحداث وقت العدوان، فالضحايا هم ابرياء لا ذنب لهن لكي يقطعوا اشلاء.
و تساءلت عن الخطر الذي يشكلونه تلك الفئة ليتم قصفهم، محملة الاحتلال مسؤولية تلك الجريمة البشعة التي ارتكبت بحقهم.
واشارت الى رفع عدة شكاوي من قبل مؤسسات حقوقية تدافع عن تلك الفئة للامم المتحدة، مشيرة الى أن لجنة تحقيق شكلت لمعرفة التداعيات لقصف الجمعية، موضحة ان اللجنة تفاجأت من الجريمة التي راح ضحيتها أشخاص أبرياء، لا يشكلون أي خطر على الاحتلال.
وحملت المجتمع الدولي مسؤولية الصمت اتجاه تلك الجريمة، مشيرة الى انها ستستمر في رفع دعوى ضد الاحتلال حتى يرجع الحق لهؤلاء الضحايا.

وتحتوي المؤسسة التي بدأت عملها عام 1994 على عدة أسرة للنوم ومكتبة لتعليم القراءة، وغرف اخرى للرعاية الصحية وغيرها، حيث تحتضن اكثر من 150شخصا من ذوي الاعاقات العقلية الصعبة، وممن يعانون من ظروف اجتماعية قاسية.
ويشار الى ان الاحتلال لم يقصف جمعية المعاقين فحسب، بل استهدف بقذائفه الحارقة ثلاثة عشر مستشفى خلال العدوان الأخير، منها الوفاء لرعاية المسنين، والمستشفى الأوروبي، ومستشفى كمال عدوان.