"آية القتال" في خطاب الرئيس تثير جدلًا بين رواد "الفيسبوك"
وطن – رحمة حجة: شغل الرئيس محمود عباس، ليلة الثلاثاء، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تحديدًا "الفيسبوك"، الذي رصدنا فيه ردات الفعل، بخطابه أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقر الرئاسة (المقاطعة)، بمدينة رام الله.
وكان خطاب الرئيس الافتتاحي القصير نسبيًا، مشبعًا بالعبارات الحادة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قال فيه "آن الأوان ليرفع الجميع صوته عاليًا، وقوات الاحتلال تجاوزت كل الحدود وانتهكت كل القوانين وبمنتهى الوحشية، ربما لسنا بقوة طائرات ومدفعيات الاحتلال، لكننا نملك ما هو أقوى من ذلك، نحن نملك قوة الحق والعدل الذي لا تمحوه أي قوة وهو حق تاريخي".
كما قال الرئيس إن "نقطة دم طفل فلسطيني أغلى من كل العالم بالنسبة لنا"، وختم كلمته بالآية القرآنية المعروفة بــ"آية القتال": {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}.
وفيما رأى البعض، عبر منشوراته في موقع "الفيسبوك" أن ما جاء في الخطاب يؤشر على "تحول نوعي في مواقف القيادة"، رأى البعض الآخر أنه مجرد "تماش مع التيار الشعبي المناصر للمقاومة في معظمه، ولامتصاص غضبه منعًا لاندلاع انتفاضة ثالثة".
المعارضون للرئيس عباس وسياساته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقبوا بسخرية على الخطاب، وتوقعوا أنه "خدعة" سرعان ما تنكشف، ليسندوا وجهة نظرهم فيما بعد، بتطور الأحداث في مدينة الخليل، حين تصدّت عناصر الأجهزة الأمنية للشبان المتظاهرين نصرة غزة، بقذف القنابل المسيلة للدموع والاعتقال، لمنعهم من الوصول إلى نقطة التماس مع جيش الاحتلال في منطقة "باب الزاوية"، ورشق الشبان بدورهم الأمن بالحجارة.
وتلت الخطاب تعليقات ساخرة ربطت بين اقتباس الرئيس للآية التي يرددها عادة "أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام في غزة، كما جاء في بعضها أن "استخدامه لهذه الآية جاء بعد مجالسته قيادات في حركة حماس عبر جولاته الأخيرة".
بينما سخر البعض الآخر من الخطاب عبر القول إنه "ليس كلامه.. والله أعلم من كتبه ه، ربما ساعده الوزير السابق محمود الهباش".
ومن المعارضين عبر "الفيسبوك" للرئيس بشكل عام، قال أحدهم "نريد أفعالًا أيها الرئيس لا أقوالًا" وعلى ذات المعنى كتب آخر "أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب"، وقال ثالث "بداية دع المسيرات السلمية تستمر دون منعها ثم تعال وتكلم عن القتال".
ومن الأصوات المناوئة أيضًا، كان ما كتبه أحد النشطاء في "فيسبوك": خطاب الرئيس وكلامه عن نبذ الخلافات والمرحلة المصيرية لا يفهم إلا في سياق ارتعاده من ارتدادات انتصار المقاومة في غزة على سلطته المتصدعة في الضفة، التي أراد ترميمها عبر مصالحته مع دحلان تحت رعاية عبد الفتاح السيسي وبمبادرة خليجية مشروطة.
وكتب آخر "لا تغركم الخطابات حتى لو طلعوا بالبذات العسكرية وأشادوا بالمقاومة.. هي فقط لأنهم ينحنون للعاصفة حتى يخرجوا من بعدها ويعيدوا تسويق مشروعهم.. سقطتم فارحلوا".
ومن التعقيبات المساندة لخطاب الرئيس، كتب أحدهم "ربما جاء كلامه متأخرًا لكن أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي"، وقال آخر "كفاكم أيها المزاودون والمحرضون.. يا من فككتم ومزقتم الشعب الفلسطيني. واللي عندو كلمة خير بحق هالشعب يحكيها دون ما نزاود على بعض. لأن الهدف واحد هو تحرير فلسطين.. الله يقويك وينصرك يا سيادة الرئيس".
في ذات السياق الداعم، الذي يرد على معارضي الرئيس قال آخر ، إن "من يشتم الرئيس هو جالس بطبيعة الحال تحت التكييف، ولا يستطيع تحمّل ربع مسؤولياته".
وقال ناشط ثان في الفيسبوك "كل الشكر والتقدير والاحترام لفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذا الخطاب الناري الذي أشعل بداية انتفاضه ثالثة، وكتائب شهداء الأقصى الآن تضرب صواريخها من الخليل باتجاه المستوطنات واشتباكات مسلحة في نابلس ورام الله وقريبا في جنين القسام أسطوره المقاومة". وكتب آخر ثالث معقبًا على الخطاب "والله أثلجت صدورنا يا ابو مازن الله محييك اصيل". بينما قال رابع "كل الاحترام سيادة الرئيس.. نحن نحترم اداءك السياسي وحفاظك على الوحدة الوطنية، وإن خطاب خالد مشعل ورمضان شلح وتأكيدهم لدعمك لهم وللمقاومة وغزة وعلى دورك السياسي المتقن يسد أفواه الحاقدين".