غزة.. حكايات عن الموت والصمود

11.07.2014 07:57 PM

وطن - وكالات:  يعكس استهداف منازل المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، انتقال الاحتلال إلى مرحلة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي أصبح يستهدف المدنيين الآمنين في ديارهم، وذلك في محاولة للضغط على الفصائل الفلسطينية لثنيها عن مواصلة إطلاق الصواريخ.

ويبدو أن العجز الإسرائيلي عن استهداف المقاومة مباشرة، جعله يوجه نيرانه نحو بيئتها، ما أدى إلى إغلاق أبواب معظم المحال التجارية في القطاع، باستثناء محال المواد الغذائية والخضار والصيدليات، نظراً إلى خطورة التحرك بين المدن وداخل شوارعها، مع استمرار تحليق الطيران الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة خصوصاً ممن يقطنون بالقرب من الأماكن الحدودية أو مواقع فصائل المقاومة، أو المواقع الأمنية والعسكرية.

وفي حديث إلى "السفير"، عبّرت المواطنة صفاء خليل عن خوفها وقلقها البالغ على أطفالها، خصوصاً أنها تسكن على مقربة من أحد مقار الأجهزة الأمنية في غزة، مشيرة إلى أنها تعيش "حالة رعب حقيقية وخوف على حياتنا وأبنائنا، فالقصف مستمر بشكل عنيف وفي كل مكان".

وأضافت: "إن حياتنا في خطر نعيش تحت الغارات وأصوات الانفجارات التي يُسمع دويها في كل مكان، لا نخلد إلى النوم أبداً، الظروف صعبة ونترقب ما يمكن أن يحدث وتؤول إليه الأمور". وتساءلت خليل (37 عاماً) عن "ذنب أطفالنا الذين يقتلون بدماء باردة، وبيوتنا التي تهدم على رؤوس ساكنيها؟".

أما الحاج الخمسيني سفيان ماضي، فاكتفى بالقول: "ماذا نفعل؟ لا نملك شيئاً إلا الصمود، هذا عدو غاشم وقلوبنا مع المقاومة".

في خان يونس، وبرغم مواراة عائلة كوارع لشهدائها السبعة الذين سقطوا في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلهم أمس الأول، إلا أن الحزن ما زال يخيم على العائلة كغيرها من العائلات الفلسطينية التي استهدف الاحتلال منازلها في مختلف مدن القطاع.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت عشرات المنازل بدعوى أنّ أصحابها يعملون في المقاومة الفلسطينية، إذ تبدأ عملية القصف من خلال اتصال هاتفي إسرائيلي بأحد أفراد العائلة يمهلهم مدة عشر دقائق للمغادرة، لتقصف طائرة استطلاع إسرائيلية المنزل بصاروخ يسمى بالـ"التحذيري" ثم تأتي طائرات حربية من طراز "F16" لاستكمال تدمير المنزل بشكل كامل.

وقال أحمد كوارع أحد أقرباء الشهداء الذين سقطوا في استهداف المنزل، إنهم لم يتوقعوا أن تقصف الطائرات منزلهم، حيث كان هو وأفراد عائلته يجلسون بداخله بشكل عادي، حتى تلقوا اتصالاً هاتفياً يخبرهم بضرورة إخلائه فوراً، وهو ما حدث فعلاً وتم قصف المنزل بعد دقائق".

وفي حديث إلى "السفير"، يقول كوارع "حاولنا النجاة من موت محقق، لكن صواريخ الغدر طالت عدداً من أفراد عائلتنا، وجيراننا الذين جاؤوا على الفور ليشكلوا درعاً بشرية للاحتلال كي لا يقصف، لكن الطائرات فعلتها وسقطوا شهداء".
وبرغم الحزن والأسى الذي يتملك الفلسطيني كوارع لفقدان أقاربه، إلا أنّه ما زال مصراً على دعم المقاومة الفلسطينية ويتحدث عن أنّ الصمود يجب أن يستمر لأن المرحلة صعبة.

وقال إنه "برغم كل ما يحدث لنا، سنبقى صامدين، هذه حياتنا وهذه أرضنا، وسنبقى نقدم الشهداء والجرحى والأسرى، وحتماً المقاومة ستنتصر".

نقلا عن "السفير" 

تصميم وتطوير