خذوا المناصب والمكاسب بس…خلولنا الوطن ..روان فرحات

اذا سلمنا بأن التصعيد الاسرائلي وهو فعلا كذلك، مخطط له ومدروس، فإنه يتم تنفيذه بدقة متكاملة لتحقيق ما حدد من اهداف، هذا التصعيد الذي بدأ بمسرحية المستوطنين الثلاثة الذين تم اختفائهم ليتم العثور عليهم  قتلى بعد مضى اسابيع عصيبة على الفلسطيني الذي قتل اطفالخ واسر ابناؤه وهدم بيته، ومنع من السفر والتنقل والحركة، واهين كآنه ليس من البشر، وهنا نؤكد حقيقة مفادها أنه لا يوجد اي من الدلائل التي تثبت مسؤولية اي من الفلسطينيين عن هذا العمل، والذي ان كان فهو لا يخرج عن دائرة ممارسة الفلسطيني لحقه في المقاومة والدفاع عن النفس بكافة الوسائل والطرق وفقا لما تكفله القوانين والمواثيق الدولية كافة.

وهنا نبرق جملة من الرسائل والتساؤلات:
على المستوى الدولي:
لا بد من التحرك سريعا باستخدام كافة الوسائل والطرق لنقل ما يحدث على الارض للعالم بلغة قوية، فنحن من يجثم الاحتلال الاسرائيلي على صدورنا لاكثر من 66 عاما، ومن نقتل ونشرد ونؤسر وتهدم بيوتنا، ومن يحرم اطفالنا من ابسط حقوقهم  "الحق في الحياة الكريمة"، نحن من نواجه قطعان المستوطنين بصدورنا العارية وهم بغتصبون ارضنا ويقطعون شجر الزيتون فيها ويمنعون اصحابها بالقوة من الوصول اليها، هم من خطفو الفتى المقدسي من اما منزله ليحرقوه حيا، وهم معروفين ومعلومين لدى القاصي والداني ومقرين بفعلتهم، يهود المستوطنات

يبنونها فوق اراضينا، فوق ارض اصحابها ليسو مقفدوين ولا في عداد الموتى، هم من تجدهم في مخيمات البؤس الان يقنلون للمرة الالف في لبنان وسوريا ويدفوع ضريبة تشردهم في اليرموك
على العالم ان يدرك اننا اصحاب الحق والقضية تتم ابادتنا جماعيا على مسمع ومرآى من العالم،
لماذا يقتل الاطفال ولماذا تهدم البيوت، اليس من حقنا العيش  بسلام، السنا بشرا تحميهم مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان؟ام ان ضمير العالم قد قرر ان نكون كفلسطينيين خارج نطاق الانسانية؟

على المستوى الداخلي:
على القيادة الحالية البالية في افكارها ومنهجها ولن اقول مبادئها لانها بلا قيم ولا مبادئ، قيادة لا فكر لديها ولا منهج ولا تفكير، انتم تجعلوننا نكفر بكل شيئ، نكفر بهاذا الوطن الذي نحب ومن اجله نموت، اوصلتمونا حد القرف من التعاطي الايجابي مع وجودنا على هذه الارض، فكل ما تصنعونه من اجلنا انك تجعلون كل ما على هذه الارض  يستحق الرحيل عنها…
اي سياسة شعبيوية تنتهجها يا سيادة الرئيس لتحمينا؟ من قال لك باننا لا نملك حقا قويا يناطح مخرزهم حتى قيام الساعة، لسنا بحاجة للسياسة ولا لقمائتها عندما يتساوى الدم بالدم، يكفينا ان نقول ما عانيناه وما زلنا على ايدي هؤلاء النازيين، قلها بجرؤة ولا تكتفي بالتلميح…
يا سيادة الرئيس
يكفيك ان تقول بان هناك مخيمات للفلسطينيين اللاجئين في كل بقاع العالم، وعلى اراضيهم تقام مستوطنات للنازيين  الجدد، وهذه حقيقة لا نقاش فيها…
يا سيادة الرئيس:
انت لا تملك حق القرار وحدك، فان كنت تؤمن بالتفاوض الى ما لا نهاية وكآنه هروين يسري في دم القيادة، فلدينا حل: نتفق معكم على مساحة من الآرض تعتقدون انها كل فلسطين تشبعونها تفاوضا بلا نتيجة حد موتكم (يعني زي ما فلسطين 67عندكم هي كل فلسطين ممكن تصير فلسطين خربة ابو فلاح مثلا)، واتركونا
نقاتل من اجل فلسطين كل فلسطين، من اجل بحر يافا وسور عكا وناصرة المسيح ومهده ومسرى محمد، اركونا نعيش بكرامة ونموت بعزة
اتركوا لنا دمنا نسترخصه من اجل وطن يعيش فينا  ومن اجله نموت
ولكم المناصب وكل المكاسب
فاتركوا لنا هذا الوطن

اتركوا لنا حق المقاومة في كل المدن ، فلنعلنها هبة شعبية لا تقف عند حاجز ولا عند مدينة او مخيم، فلتكن مشروعنا الحقيقي "انتفاضة جماهيرية" لا تقف عند قرار سياسي ولا عند هدنة ولا سلام، فلنكن اصحاب المبادرة هذه المرة وليكن لنا مشروع وهدف "تحرير فلسطين" فلنعمل ونتعلم ونقاوم ونغني ونرقص ونحب ونقاتل، كله معا،
فلا يجب ان تدفع غزة  وحدها الثمن كل مرة، غزة المحاصرة بصمتنا وبعجز قيادتنا المتخلية عن كل شيئ الا التفاوض، وبسعي من هناك للمناصب والكراسي، غير ابهين بالدمار الذي يفتك باهل غزة بالبشر هناك وبالشجر وبالحجر…
فلسطين ليست غزة فقط، والقضية ليست غزة فقط
انها  فلسطين كل فلسطين، مقاومتنا لا يجب ان تنحصر في مكان دون اخر، ولا يجب ان يدفع ثمنها البسطاء والفقراء فقط، ليكون المقابل منحة شهيد او اسير لهم من اصحاب الكروش المنتفخة.
هذه مرحلة عصيبة ان بقيت بلا تخطيط ولا قيادة حكيمة، فالنتائج لن تحمد عقباها، وستحدث شقا يصدع عمق القضية وعمق الانتماء فينا، وعندها لن يرآبه شيئ…
هذا وقت النضال والمقاومة فليكن خطنا جميعا للتصدي لاحتلال غاصب بجيشه وقطعان مستوطنيه، فلنوحد هدفنا ودمنا ولنتساوى بفلسطينيتنا
وليرحل عنا من لا بطيق لهذا حملا…

خذوا المناصب والمكاسب بس…خلولنا الوطن