حركة التحرر.. وقتل النساء

25.05.2014 02:11 PM

كتب: محمد السمهوري
اسئلة كثيرة تفرض نفسها على واقع المرأة العربية ومنها الفلسطينية، المرأة اساس كل تغيير وثورة، وهي الضحية الاولى للاحتلال ومدعي التحرير او التحرر من الاحتلال واشكاله ومفرزاته، كيف وصل حال الشعب الفلسطيني ونخبه وقياداته الى هذا الحضيض، قد يكون هذا جواب مختصر على سماعنا لقتل امرأة هنا او هناك.

قتل النساء في مجتمعنا بات بحاجة لوقفة قوية وتصدي متواصل للقتلة .. وللقتلة المفترضين، كيف لنا ان نطمئن لانفسنا ونحن تحت كل انواع الاحتلال لسلامة نساءنا من القتل والاغتصاب والتحرش والاقصاء، كيف يمكن لحركة تحرر شعبي بقيادة نخبها ان تضمن حق اساسي من حقوق الحرية والعدالة لاكثر من نصف المجتمع واهمه واكثره عطاءا، اسئلة عديدة على مدعي التحرر من الاحتلال الاجابة عليها.

لا يمر يوم او اسبوع الا ونسمع ونعيش ارتكاب جريمة ما يسمى "بالشرف" وهنا الشرف كلمة فضفاضة لا نعرف لها معنى محدد، كيف لي ان اختصر انا شخصيا شرفي بسلوك شقيقتي او بجسدها، لا اعرف ولا يعرف مرتكب الجريمة ذلك، وهنا يرجعنا هذا التساؤل عن معنى "الشرف" وتفسيره، وبالتالي على المجتمع ان يعرف الشرف، في الوقت الذي يبلع فيه الاحتلال الارض والانسان، ويحول حياة الشعب الى جحيم لا نعرف متى سينتهي.

والان مطلوب من نخب المجتمع السياسية والدينية والفكرية والثقافية والمهنية ان تعرف لنا ما هو "الشرف" الذي يتطلب منا قتل النساء، وتعريف حركة التحرر الفلسطينية، ففي الوقت الذي فيه نحن تحت الاحتلال نقتل صانعات الحياة بحجة الشرف وعلى بعد مسافات بسيطة يقف جندي الاحتلال مع زميلته جندية الاحتلال ليفتشوا ليس في هوياتنا فقط بل في وجداننا وحقنا في حياة كريمة بدون وجودهما بيننا.

هل المطلوب فقط سن قوانين لمواجهة هذه الظاهرة ام عودة الى كينونتنا، وظرفنا السياسي لننظر فيما وصلت حالنا من ضياع بوصلة، ومن خروجنا من جلدنا ومن انسانيتنا لنقتل امهات وشقيقات وزوجات وحبيبات، هن اساس لحركة تحررنا واستقلالنا وديمومتنا وسمعتنا التي مسها عار بسبب ما يسمى جرائم "الشرف"، هل الحركات النسوية عليها عاتق مواجهة هذه الظاهرة الاجرامية لوحدها. دون الاخرين واقصد النخب المتحابة او المتصالحة او المتخالفة او المتخلفة.

اذا كان الدين الاسلامي والمسيحي في بلادنا جزء من هذه الممارسة اين رجال الدين ليمارسوا عظاتهم على المؤمنين، واذا لم تكن مسؤولية الدين ورجاله، فلماذا تتسرب هذه الظاهرة دون مواجهتها عبر منابرهم، او ليس حق ان تفرد هذه المنابر خطابات للحديث عن عدم جواز هذه الظاهرة وانها مخالفة لقيم التسامح الديني، بدل الحديث عن معارك وقصص وامثال وقرائن لا تمت للواقع بصلة.

وهذا يجري ايضا على السياسيين المتنازعين على المناصب وتقاسم كعكات الحضور في المفاوضات والمقاومات والمصالحات وعدمها، اليس الشعب الذي يقف في الشارع وحيدا واعزل هو الاجدر بالاهتمام، بدل تركته يقتل بعضه البعض، ورجاله يقتلون نساءه بحجة ما يسمى "الشرف".

واذا كان لا بد من تعريف للشرف، اين الحلول السياسية والقانونية وحقوق الانسان والمرأة والطفل والشاب والعجوز والارض والشجر والجغرافية من كل ما تفعله الطبقة الحاكمة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير