هم النبلاء ونحن الاشقياء ..رياض سيف

25.05.2014 01:52 PM

كثير من الفضائح والتجاوزات المقترنة بالدلائل والصور تتناقلها وسائل الاعلام  عن مسئولين كبار..يغيبون ردحا من الزمن ويعودون من جديد فى مناصب جديده , وكأنهم يكافأون على فعل اقترفوه من اثام بالاحترام والتقدير ..

اقول هذا وانا استذكر حادثة صرح بي احدهم ..وكان فى مرتبة وكيل لاحدى الوزارات ..حيت دب بينه وبين وزيره خلاف وصل الى حد اللارجعة .. مما استدعاه ان يقدم استقالته الى صاحب الامر وكان مقربا منه الى حد قدر معه انه سيلقى تعاطفا لرفض الاستقاله ,بل والى التحقيق بأمر الخلاف ومجازاة الوزير على تجاوزاته التى ضمنها صاحبنا فى ملف يطيح بوزيره ..بل ويحاكم عليها فى ظل عدالة تضمن حقوق الشعب قبل ان تضمن حق صاحبنا .

المفاجأة غير المتوقعه وبمجرد تقديمه الاستقالة الى صاحب الامر ..لم يُسأل عن سبب الاستقاله ..ولا عن سر الخلاف , بل امسك صاحب الامر بقلمه ليذيل كتاب الاستقاله بكلمات مقتبضه ( تقبل الاستقاله ) , مما استدعى صاحبنا ان يرفع بصوته محتجا , نظر صاحب الامر اليه موبخا اياه لرفع صوته امامه .فتدارك صاحبنا الامر محاولا الخروج من هذا المأزق بتبرير موقفه بأنه ما كان قاصدا بل كان متأملا من اب ان ينظر فى امر ابناءه.

طلب صاحب الامر من صاحبنا ان يجلس ويهدأ قليلا ..حتى اذا ما اطمأن صاحبنا ان الجو يسمح بالتحدث .. سأل السؤال الذي يفترض ان يسأله من هو فى مثل حاله ..لماذا وافقت على الاستقاله قبل ان تسألني عن السبب الذي من اجله اضطررت لتقديم استقالتى ..
وكان الجواب حاضرا ومختصرا بسؤال صغير : هل تستطيع ان تقوم بالمهام الوسخه ؟
اجابه صاحبنا على الفور : مستحيل فأنا ربيب الثورة ..والثائر مثالي  لايخون امانته ..
ابتسم صاحب الامر قائلا : لهذا من الافضل ان تبتعد عن منصبك ..ودع من يستطيعون ان يقوموا بالاعمال التى تأنفها يؤدون دورهم المقرر لهم ...
الى هنا تنتهي حكاية صاحبنا ..وتبدأ حكاية من يكافأون على فضائحهم وفسادهم ..ولعل شعبنا يعرفهم بالاسم ..وهناك الكثير منهم من لم يكشف حتى هذه اللحظه ..كونه ادرك كيف يصل الى مبتغاه بالسر مدعيا الحرص على مقدرات الشعب ويظهر بوجه الغيور المتفاني . ولعله اسوأ بكثير مما نعرفهم بأسمائهم .وهم غير بعيدين عن انظارنا .
.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير