ماء وملح....بهــاء رحال

23.05.2014 01:44 PM

يخوض الاسرى اضراباً مفتوحاً عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الاداري التي تتبعها سلطات الاحتلال بحقهم وفق قوانين فاشية خاصة وضعتها ، بعضهم دخل مراحل الخطر الشديد بعد أكثر من 28 يوماً من الأضراب وبعضهم انضم منذ أيام والبعض سينضم تباعاً حتى تتحقق مطالب الأسرى بانهاء هذه السياسة الفاشية التي تمارس بحق الأسرى  في معتقلات الاحتلال ، وهنا حقائق كثيرة جديرة بالوقوف عندها من أهمها أن الأسرى اتخذوا قراراً لا رجعة فيه وهو اما تحقيق مطالبهم واما الاستمرار بالاضراب ولو كلفهم حياتهم ، فهم دخلوا معركة الامعاء الخاوية ومصممون على اما تحقيق مطالبهم الانسانية العادلة واما الشهادة .

الحياة القاسية المفروضة على الأسرى من قبل سلطات الاحتلال منافية لكل الأخلاق الإنسانية ولكل المواثيق الدولية ، هذه الإجراءات التي تزداد قسوتها يوماً وراء يوم والتي تمارسها سلطات الإحتلال بحق الأسرى وعائلاتهم وذويهم ومن الأمثلة على ذلك سياسات الاعتقال الإداري ومحاولات الإذلال المتعمد والقهر وإبتكار أدوات جديدة متجدده من التنكيل لها تأثيرها النفسي والجسدي والمعنوي على الأسير بالإضافة الى التهميش في التعامل مع الحالات الصحية والمرضية التي لا تجد أي نوع من العلاج ولا تلقى أي إهتمام إنساني الى جانب مجموعة الممارسات التي تقوم بها إدارات السجون عمداً بحق الأسرى بشكل يومي متكرر  .

وهنا ووسط هذا الاضراب الذي يخوضه الاسرى الابطال داخل المعتقلات لا أجد أي مبرر لهذا الضعف الذي اصابنا جميعاً في الالتفاف حول قضية الأسرى وفي التضامن معهم وان تبقى صورة المشاركة الجماهيرية بهذا الضعف وهذا الترهل الذي لم يعد مقبولاً ولا يحمل صورة ثورة شعبية حقيقية تضمن اكبر مشاركة جماهيرية من كل فئات المجتمع وفصائلة ومؤسساته وقواه لكي لا تقع قضية الأسرى في فخ النسيان وحتى تكون داعم هام واساسي لصمودهم وتبقى معنوياتهم في حضن الجماهير الذين هم منهم وفداهم .

إن قضية الأسرى ، قضية كل فلسطين ، لهذا لا يمكن ان تكون حركة التضامن مع تلك الكوكبة المتقدمة من الشعب بهذا المستوى الضعيف وبهذا الشكل المتواضع الذي لا يرقى لمستوى التضحيات الجسام التي قدموها على طريق الحرية والاستقلال ، هذه الطليعة التي حملت روحها على كفها وتقدمت الصفوف ودفعت من سنوات عمرها داخل المعتقلات فداء لحرية الوطن وكرامته ومسيرته النضالية التي كما تعمدت بدماء الشهداء تعمدت أيضاً ببطولات الأسرى وتضحياتهم وهنا المطلوب وقفة ذاتية ووقفة فصائلية ووقفة تجتاح كل القطاعات والمؤسسات والقوى وهذا أمل الأسرى بنا وهذا أقل واجب يمكن أن نقدمه لهم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير