فادي حمد وزفاف مؤجل برهن الاعتقال الإداري ..بقلم فؤاد الخفش
لطالما هدم وحطم الاعتقال الإداري أحلام وأماني شباب فلسطين الذي قرر أن يعمل من أجل وطنه المحتل وأن يمارس حياته الطبيعية في أن يحب ويخطب ويتزوج وينجب ويقاوم ويطارد ويعتقل ويخرج ليعود لحياته في رسالة أن الفلسطيني مصرّ على البقاء والحياة والحب والمقاومة .
فادي حمد الشاب الفلسطيني الواعد من بلدة بيرزيت طالب جامعي وناشط نقابي عمل بكل حب وصدق وانتماء لفلسطين فاعتقل مرات ومرات في محاولة من قبل الاحتلال لمنعه من إنهاء تعليمه ، فشل الاحتلال واستطاع فادي بعد سنوات طويلة من الدراسة انتزاع شهادة البكالوريوس .
ترأس الطالب النجيب والفلسطيني المحب لوطنه مجلس طلبة أهم جامعات فلسطين بيرزيت فكان رئيساً لمجلس طلبتها وأحد نقابييها البارزين ، فأحبه الطلبة لدماثة خلقه وتفانيه في خدمة إخوانه الطلبة ولأخلاقه العالية التي تميز بها هذا النوع من الرجال .
ثماني سنوات تلك التي أمضاها الطالب في مرحلة البكالوريوس لأنه تنقل خلالها من اعتقال لآخر ومن سجن لمعتقل ومع كل ذلك أصر الطالب النجيب أن ينتزع من بين براثن الاحتلال شهادة البكالوريوس بعد ثماني سنوات وهي مدة كفيلة بنيل شهادة الدكتوراة في دول أخرى لا احتلال فيها .
مع كل ما عاناه خلال المرحلة الجامعية ولأن الفلسطيني يعشق العلم والتعلم قرر الالتحاق في برنامج الدراسات العليا تخصص علاقات دولية ولكن الاحتلال عاد ليعتقله مرة أخرى ويحوله للاعتقال الإداري .
فادي المحب للحياة قرر أن يقتنص فرصة وفرحة فقرر الزواج وارتبط بفتاة لطالما حلم بها أن تكون شريكة حياته يبني معها بيت المستقبل فارتبط بالفاضلة سيما متولي وبدأت حياته تنحى منحى آخر به فرح وسرور وأجواء جميلة .
من حق الفلسطيني أن يحلم بحياة الاستقرار وبفتح بيتاً يملأ جنبات مكانه بمشاعر تنسيه ألم القيد والبعد عن الأهل ولكن كل هذا ليس في زمن الاحتلال قاتل البسمة وسارق الفرحة ومدمر الحياة الاجتماعية .
قرر الاحتلال أن يقتل فرحة فادي وسيما بعد ثلاثة شهور من الخطبة وهما في أوج حبهما وفي ذروة الشعور بالاستقرار والقرب من الوصول لحلم كل شاب وفتاة في بيت تسكنه المودة والرحمة فاعتقل فادي في ليلة مظلمة واستيقظت سيما على خبر أدى لقبض قلبها وذرف دموع عينيها .
توكلت على الله واستودعته لمن لا تضيع عنده الودائع وقررت أن تصبر وتثبت وأن تتوجه لله أن لا يطيل هذا البعد والفراق، وانضمت لجيش طويل من نساء فلسطينيات منهن من تنتظر زوجاً ومنهن من تنتظر خطيباً ومنهن من تنتظر ابناً .
مرحلة جديدة دخلت لها سيما الصابرة وهي مرحلة إضراب فادي حمد ضد الاعتقال الإداري وتجربة لم تكن تتوقع أن تصل لها ولكنها الحرية التي من أجلها أضرب فادي دفاعاً عن حبه الذي لا يريد له الاحتلال الاستمرار وها هي تعد الأيام والساعات وتترقب كل خبر لعله يحمل في طياته لها خبراً عن إنهاء إضراب فادي ورفاقه بتحقيق مطالبهم وانتزاع حريتهم .
ساعات وأيام وليالي سيما ومعها جيش من النساء ليست كساعات وأيام وليالي غيرهن من نساء العالم فهنّ ما بين الدعاء بالحرية والسلامة والاعتصام بخيم الاعتصام ورفع صور الخطيب الذي غاب والحبيب الذي قرر الإضراب من أجل حريته .
لفادي الحبيب ولأختي سيما لليلهم زوال لأنه احتلال والاحتلال لا يدوم ، ولفجركم القادم الباسم بداية ستشرق عما قريب وسيعود منصوراً فادي باسماً كما عرفته يفتح ذارعيه لاستقبال المهنئين وستزغرد أمه مع نساء فلسطين وستزفين إليه بحول الله ولن يعكر صفو حياتكم دخيل وما ذلك على الله بعزيز .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء