كلمة ورَد غَطاها.. بقلم: فراس نصار
يحسَب البعض طريق الوصول الى النجاح بنظرات العيون الجاحظة تارة والمُذَبلة تارة اخرى وبعضاً من النفاق والكذب والكثير من التملق لإقتناص دور البطولة في اي مشهد تُجمِعُ الآراء السوداوية اللون على عرضه للمشاهدين بعناية فائقة .. !
(الحرامي ) تجده أكثر الناس دعوةً لمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، والسياسي المائلُ وضعه للتلف والتراجع تجده يرتمي بأحضان الدول وهيئاتها مستعطفاً إياها إن تستخدمه ليَثِبَ الى مناصب عُليا تُستحدث على مقاس إنغماسه بتلك الأحضان، والتاجر ذو البطن المنتفخة الغني منذ حين لا يزل جائعاً !!؟ فيَمنع كل من تسوِّل له نفسه بالاقتراب او حتى التفكير بمنافسته ليبقى مُحتكراً الأموال والطهارة والنزاهة التي يروج لها في ظهوره المُصوَّر لخطوات التبرع عند بناء غرفة إضافية لمسجدٍ في بادئ الأمر !! لكنه يحرق عُروق كل من يتجرأ على منافسته دونما صورة ولا خبر، والشاعر صاحب الموهبة الضئيلة والسطحية تجده يُجيَّش الى جانبه شِلة من زعران الحي يُلقون على مسامع الناس عُنوة أبياتاً من تأليفه بينها وبين الشعر فجوةً كتلك المسافة الزمنية والدلالية التي تفصل بين مُعلقة امرؤ القيس في قوله " قِفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ...." وبين من قال " بوس الواوا ... " !!؟ أيضاً ذاك (المقاول) الذي لا ترى سوى اسمه على كل ما يتم تشييده او هدمه أو ترميمه في البلد وبخط عريض .... لكنك تفتقد آثاره حينما تحتاج المدرسة للتبرع بصف جديد .. وغيرهم الكثير.
هم قد يشبهون الى حد بعيد تلك المغنية الراقصة التي تطلق العَنان لصوتها - عفواً أقصد لصراخها - وخصائل شعرها، وتُأرجح أجزاء جسدها بجباله وأوديته والذي لا يُرى عليه أثراً لأجناس النبات من الأشجار أو حتى من الحشائش ... فتتلوى على شاشة التلفاز لترى أفواه الرجال حتى الوقورين منهم أمام حركاتها فاغرة !
وليدُب في المشاهدين حماس الذكورة فَيشرَعون بالصهيل والزئير في آن واحد .... وقد تحولت كُتلهُم كلها الى عيونٍ عملاقة بحجم المكان والحدث فلا تكد تأتي برمشةٍ واحدةٍ ولو أدخَلتَ فيها السِهام، فتتجمع حواسهم الخمس مُركَزةً نقية في حاسة النظر، وينامون مغناطيسياً فإذا ما إستفاقوا يوماً بعدها عادت - الفنانة – الموهوبة من جديد (داهنةً) خصائل شعرها بلون رومانسيٍ أنيق مقتطعةً جزءً من ثيابها القديمة السابقة فهي في مشاكل دائمة مع الثياب الثقيلة !! لترفع بذلك من عيار التاثير المغناطيسي على مشاهديها، فتنطلق فيهم من جديد أصوات جري الخيول والأسود هائمين هبوطاً وصعوداً ما بين الأودية السحيقة مرة وما بين الجبال العالية مرة أخرى .... وليرافق تحولاتهم الى عيون كبيرة التعب أو العناء في مشهد أقل ما يقال عنه انه فني يجمع الرقص بالغناء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء