أوسلو جديد أم مصالحة؟ - بقلم: عادل غريب

18.05.2014 07:31 PM

لاشك ان الذي حدث في غزة مؤخرا والتقاء الفرقاء من ابناء شعبنا والذين اعلنو ان نهاية الانقسام قد حانت ان لهم منا كل تقدير واحترام رغم ان بعضهم كانو ابطال الانقسام وحطبه الذي يؤكد المراقبون ان ضغوط الظروف على كلا الطرفين من اهم اسباب التقائهم, وحديثهم بهذه الروح المتفائلة ولا ضير في ذلك فالناس يريدون عنبا ومصالحة ولا يريدون مقاتلة الناطور ففي النهاية ما حدث امر هام ويستحق التوقف عنده والثناء عليه مع عدم الافراط في الثناء والتفاؤل .

فمن الجيد فمن الجيد ان نلتقي في الوقت الذي يفترق فيه الغير ونتفق في عهد الاختلاف والخلاف الذي يفتك باقطارنا العربية .
فتحقيق المصالحة امر في غاية الاهمية لان حالة الانفصال كادت ان تصبح امرا عاديا في اذهان ابناء شعبنا فما في غزة لغزة وما في الضفة للضفة وكلاهما تحت الاحتلال وارادته .

ومع هذا الترحيب الذي رافق عملية الاعلان عن نهاية الانقسام تظل اليد على القلب ولا بد من ايراد هذه الملاحظات على ما لمسته في الشارع في الفترة الاخيرة عقب السماح للريات الصفراء والخضراء بالامتزاج الجميل بينهما حيث شائت الظروف ان تكون حملة التضامن مع الاسرى الاداريين الذين يخضون اضرابا تاريخيا لاسقاط فكرة الحكم الاداري من الاذهان الاسرائيلية وخروج مسيرات الدعم والاسناد التي كانت كحالة اختبار للمشاركة الفصائلية ومدى تقبل الاخر في هذا الشارع او ذاك وكان ان لاحظ المراقبون ان هناك حالة من المنافسة الشرسة على لون الشارع في كل مسيرة تخرح هنا او هناك او حتى للصلاة كما حدث في الخليل حيث كانت الصلاة تحت ظلال الرايات الحزبية في ظل حضور خجول للعلم الذي يوحدنا جميعا مع عدم اسقاط نجاح فكرة احياء ذكرى النكبة بتوحيد رفع علم الدولة.

وكان من الملاحظ ايضا ان هناك سجالات الكترونية عبر موقع التواصل اللا اجتماعي حسب رايي تتحدث بلهجة الانقسام من خلال اسماء وهمية ومعروفة تظهر مدى الفجوة واتساعها بين المصالحة الرمسية والمجتمعية الشعبية، فهي كما يبدو لم تصل بعد الى الشارع الفلسطيني وربما تحتاج الى جهود مضاعفة جدا لايصالها، وتحتاج اكثر ما تحتاج اليه ايضا زرع بذور الثقة الغير ملاحظ وجودها في الخطابات الفردية اللا علنية وربما يصل الامر الى استمرار عمليات المسائلة السياسية البينية التي قد تعيد قلب الطاولة من جديد اذا ما تعدت حدودها فلا يعقل ان يكون الحديث عن اقتراب تشكيل حكومة التوافق في ظل عدم ملامسة الشارع لوجود هذه المصالحة في الشارع .

وحتى لا تكون المصالحة شبيه باوسلو علينا ان نتفق على انهاء كافة مظاهر الانقسام حتى في النقاشات الفردية وان لا تكون فقط على الورق فاوسلو كان ولا زال على الورق يحكم طبيعة العلاقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لكنه على ارض الواقع مغاير تماما لما يجب ان يكون عليه فالاحتلال موجود والاعتقال والقتل والاستيطان والابتزار الاسرائيلي متواصل في كل كبيرة وصغيرة الامر الذي جعل من اوسلو ميتا على الارض وان كانت الاوراق تظهره وكانه قد جلب لنا حالة من الاتفاق مع الطرف الاخر على عدم المواجهة وان كل ما حدث ويحدث على الارض يظل تحت اطار اتفاق فلسطيني اسرائيلي والمفارقة هنا فقط في الحالة وليست في الاطراف وحتى لا تكون المصالحة اوسلو علينا ان نقف عند كل نقطة وان لا نسمح بحدوثها او تجاوزها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير