بيريز يكشف عن مفاوضات سرية أجراها مع الرئيس عباس

05.05.2014 09:07 PM

رام الله - وطنقال رئيس دولة الاحتلال "شيمعون بيريز"، في مقابلة صحافية أجراها عشية ما يسمى "عيد الاستقلال" مع القناة الثانية العبرية: "إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منع قبل ثلاث سنوات التوقيع على اتفاق توصل إليه مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن بعد مفاوضات سرية استغرقت تسعة أِشهر، بتنسيق مع نتنياهو".

وقال بيريز إنه أجرى المفاوضات مع أبو مازن في لندن والأردن "وكانت لقاءات مكثفة تم خلالها تحقيق تقدم ملموس".

وأضاف أنه "كان من المفروض في حينه أن يسافر إلى عمان لتلخيص المفاوضات وتحقيق انطلاقة، وكان أبو مازن ينتظره في القصر الملكي كي يتم التوقيع على الاتفاق، ولكن قبل ساعة من سفر بيريز إلى عمان اتصل به رئيس الحكومة نتنياهو وطلب منه تأجيل ذلك إلى عدة أيام".

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ذلك التأجيل مصيريا، قال بيريز: "لا يمكن معرفة كيف كانت ستتطور الأمور، ربما كان يجب عمل شيء لم يتم عمله، وربما فكر نتنياهو أن هناك فرصة أخرى. أما أنا فاعتقدت أنه يجب وضع نقطة وإنهاء الموضوع. لقد قلت له كل ذلك. وأنا لا انتقد نتانياهو، فهو رئيس الحكومة ويملك حق التصرف حسب رأيه، كما أملك حق الادلاء برأيي".

أزمة المفاوضات

وتحدث بيريز في اللقاء عن أزمة المفاوضات الحالية، وقال إنه "لا يعتبر المفاوضات انتهت بشكل تام، ولكنه بالنسبة لإسرائيل لا يمكن حمل بندقيتين، بندقية واحدة لمكافحة الإرهاب وبندقية ثانية للمحاربة باسم الإرهاب".

وأضاف: "لا يمكن الحديث عن السلام بينما تتواجد في الجانب الثاني صواريخ حماس في غزة، وبشكل أساسي لا يمكن التحدث مع حماس إلا إذا وافقت على شروط الرباعي الدولي، لقد آن الأوان كي يفعلوا ذلك، لا يوجد أي مبرر لحيازة الصواريخ ضدنا ونحن خارج قطاع غزة".

ورفض بيريز الرد على تساؤل حول ما إذا كانت إسرائيل قد ساهمت أيضا بفشل المفاوضات بسبب ما راكمته من مصاعب كالبناء في المستوطنات ومطالبة الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية لليهود، وقال: "ليس هذا هو الوقت لمناقشة ذلك، وإنما يجب التفكير الآن كيف يتم التغلب على المصاعب، حكومة إسرائيل هي التي تحدد السياسة ورئيس الحكومة يقول بشكل واضح إن حكومته ستكبح بناء مستوطنات جديدة".

وأضاف "أحد الامور التي أدت إلى فشل المفاوضات كان علانيتها، يجب إجراء المفاوضات السياسية في أكثر ما يمكن من السرية كما فعلنا مع المصريين والأردنيين، هنا حدث كل شيء عبر العناوين، والمشكلة هي أن القادة يعتقدون أنه حين لا يجري الحديث عن ذلك في الصحف فإن المفاوضات ليست قائمة، وعندما يتم الانشغال في الجدال العلني يتوجه كل طرف إلى شعبه بدل التوجه إلى الطرف الآخر".

مشكلة صلاحيات!

وادعى بيريز أنه حاول خلال مسيرته بذل أكثر ما يمكن من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين، واعتبر تفويت اتفاق لندن الذي عرقله يتسحاق شمير في حينه "أكبر تضييع للفرصة"، لكنه يقول إنه "لا يمكنه تجاهل وجود آراء أخرى لدى الشعب وأنه ليس دكتاتورا".

وأضاف: "لو توفرت لدي كل الصلاحيات لكنت قد فعلت ذلك، ولكننا في حينه لم نكن دولة ديموقراطية".

ورأى بيريز أنه "يمكن تحقيق السلام" في حياته، ولا يشكك بأن "السلام سيتحقق لأن الرؤية تحققت بشكل جزئي".

وقال: "اتذكر الأيام التي قالوا فيها أنه لا توجد أي فرصة لتحقيق السلام مع مصر والأردن، وقد تحقق السلام معهما، وكان لي دور في ذلك. لم يتحقق كل شيء كما أردت، ولكن بالتأكيد ليس كما توقع غيري. وبالذات عندما فكر آخرون بأنه يجب تحقيق السلام مع سوريا، قلت أنا أنه يجب أن يتم قبل ذلك تحقيق السلام مع الأردن".

نقلا عن "قدس نيوز"

تصميم وتطوير