كل البيض عند الأتراك- زكريا محمد

09.01.2012 08:54 PM
طيب، لننس لحظة نوع النظام الذي يحكم سوريا. ولا جدال على أنه نظام قمعي رهيب.
لكن في غياب مصر وفي ظل الموت السريري للسعودية، وحيث تتشكل منطقة فراغ عربي، تتصارع تركيا وإيران على ملئها، يكون السؤال هو ما يلي:
- ما هي السياسة الممكنة لسوريا في مثل هذا الوضع؟
الجواب: السياسة الممكنة الوحيدة هي اللعب على الطرفين لتحقيق قدر من الاستقلال عن عنهما. والحق أن هذا ما كانت تفعله سوريا. كانت تقيم علاقات جيدة جدا مع إيران وعلاقات جيدة مع تركيا. يعني لم يكن هناك جنون في هذه السياسة.
وأي نظام مقبل في سوريا لا يتابع هذه اللعبة ذاتها سينتهي إلى أن يجعل نفسه تابعا لواحد من الطرفين. والمؤشرات كلها تدل على أن النظام المقبل، إن أتى، سيكون لعبة بيد تركيا.
وهو إذا أراد لاحقا أن يستقل عن تركيا- وهذا هو الخيار المنطقي- فسيحتاج إلى عدة سنوات لفعل ذلك. وليس له من مفر، إذا أراد أن يستقل فعلا، من أن يستعيد لعبة النظام الحالي ذاتها: أي أن يقف بين تركيا وإيران، وأن يقيم معهما علاقات جيدة، وأن يلعب على الصراع بينهما.
أنا أتحدث هنا عن إدارة السياسات مع الجوار، ولا أتحدث عن السياسات الداخلية. يعني لا أتحدث عن شرعية الخروج عن النظام أو عدم شرعيته. أنا أتحدث فقط عن عدم عقلانية رمي البيض في السلة التركية لا غير.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير