يبدو القادم أفضل ! - بقلم:فراس نصار

26.04.2014 04:01 PM

 مقولة تُسمع باستمرار فهل الإصرار على تكرارها يندرج في سبيل بث التفاؤل المفرط؟  أم في سبيل الهروب من الواقع والاستسلام لما هو آتٍ مهما كان ؟! بصراحة ... غير معروف ! لكن ما هو معروف بأن القصة وما فيها ان هذه الجملة تلازم العقول والألسنة منذ القدم   
عندما جاء الأتراك .. قيلت وعندما رحل الأتراك عن البلاد كانت تُقال، كذلك أبان حكم الإنجليز .. لما جاؤوا ولما ذهبوا، ونسمعها كذلك إذا ما إشتعلت الحرب في مقديشو  .. وإذا ما ذاب بعض الجليد بالقطب الشمالي .. واذا ما تبدلت حكومة ما في جنوب شرق آسيا  وإذا ما إستولت قبيلة الغساسنة على أملاك قبيلة الحضارمة .. فاذا ما عاد الحضارمة واسترجعوا املاكهم من الغساسنة .. فإنها أيضاً تقال !!  وعند إقرار سياسات إقتصادية جديدة أو شطب تلك السياسات بعد حين، وحينما تزوج إبن الباشا من إبنة البيك قال الناس القادم افضل، ولما عزم ابن الباشا على ان يطلق إبنة البيك قالوا يبدو أن الأفضل لا محالة سيأتي،  لما حصل أطفال الحي على شهادات التفوق المدرسية هتف الجميع الأفضل قادم وبعد سنة لما جاء تلاميذ الحي نهاية العام بأصفار حمراء في شهاداتهم المدرسية قال الناس قد يكون لهم إبداعات في مجالات اخرى .....  فيبدو بان الآتي أفضل.

بحضور المفاوضات وبغيابها .. تقال،  بتعيين رئيس جديد للحكومة او بإقالته .. تقال عند التشرذم تقال وعند التوحد .. تقال، في خطب المساجد وعلى المسارح وفي الشوارع تقال،  حتى عند سماع خبر جديد أوبعد نفيه تقال ...........  أفهكذا يكون التفاؤل ؟

إن مفهوم "حالة التفاؤل" نابعة بالأساس من العمل الفاعل والهادف، المحسوبة نتائجه بدقة عالية فالحديث النبوي الشريف " تفائلوا بالخير تجدوه" يوجِب البحث والعمل والتفكير،  فالفِعل وأصله - وجد - الذي ورد بالحديث يحض على الحركة ومن أهم الشروط لتحقيق الغاية المرجوة من معناه هي ضرورة بذل الجهد سواء العقلي او البدني بمرافقة الشعور بالإطمئنان كعامل نفسي مساند، وليس الأنتظار والتوقع فحسب فمن يجلس ويتنتظر لن يجد شيئاً .

أما مفهوم الهروب والغياب عن الواقع يواكبه التراخي والاتكال وإضاعة الوقت بإنتظار ما يسمى بالحظ .. وما الحظ بالحقيقه إلا نتيجةً حتميةً للعمل الجاد والمستمر.

وإذا ما بقيت هذه الجملة (غيرالمفيدة) تنتقل بِحِرفية متناهية من جيل الى جيل لترفرف خفاقة كالراية تغطي عيون من إختار أن يركن الدماغ في مواقف الانتظار ويكدس الأفعال في مشافي الاحتضار فإن القادم ولا قدر الله ..... من الصعب أن يكون أفضل .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير