المصالحة والتحديات الداخلية والخارجية !! بقلم:أ.محمد خليل مصلح
ما بين التوقيع والتنفيذ خطوات تحتاج الى الشجاعة والجراءة والفدائية من قبل الجميع بون شاسع بين التوقيع والتنفيذ في دولة الاحتلال يقولوا ان الفلسطينيين يمتلكوا خبرة كبيرة جدا في التوقيع على الاتفاقيات لكنهم يفتقرون الى الخبرة التنفيذ وترجمتها الى واقع وحال وهذا للأسف ؛ لذلك المطلوب أولا من الجميع دون استثناء أن يسقطوا الحسابات الشخصية و الفصائلية لتتغلب على هذا الواقع المرير المصالح الوطنية العليا للشعب والقضية وثانيا الاعتراف بالمسؤولية مهمة جدا للبدايات الصحيحة من الجميع وثالثا إلجام كل طرف لأبواقه الاعلامية ومنع بعض الوجوه التي سمنت وامتطت هذا الوضع لتثبت الولاء للجهات الداعمة للانقسام ورابعا على البعض الكف عن وضع تفسيرات غير متضمنة في الاتفاق تسبق المرحلة او تحاول ان تشوه وطنية الاتفاق على غرار ما قاله جبريل الرجوب "بأن حكومة الوحدة الفلسطينية المخطط لها ستعترف بإسرائيل طبقاً لحل الدولتين , وأن حماس ستقبل بشروط المجتمع الدولي " هذا التصريح تزامن مع ما نشره موقع ynet الإسرائيلي على لسان مسئول امريكي أنّ "كلّ حكومة فلسطينية يجب أن تكون ملتزمة - بشكل لا لبس فيه - بنبذ العنف ، والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات السابقة ".
يبدو ان بعض الجهات والأشخاص تبحث من اليوم لوضع قدم لها في المرحلة الجدية اذ يعرض افكاره ، و قناعته دون ادراك منه لطبيعة الاتفاق ، ومضامينه الوطنية او كلية الاتفاق وملفاته ؛ اذ قد تغير استراتيجية ادارة الصراع مع الاحتلال .
اما فيما يتعلق بالجانب الاسرائيلي ؛ الردود مشتتة ولا تعبر عن موقف رسمي وأكاديمي متماسك بل متضاربة ، والتضارب عند البعض نابع من أي الطرفين سيجلب الاخر الى مربعه حماس ام فتح وعلى ذلك سيترتب ردود افعال سواء من قبل اسرائيل او الولايات المتحدة لذلك الايام القادمة او الاشهر ستكشف وجه الاتفاق بالنسبة الى اسرائيل ، ومع ذلك سبق نتنياهو الجميع و أوعز لوزيرة العدل والمسئولة عن ملفّ المفاوضات تسيبي ليفني ؛ عدم عقد اجتماع المفاوضات مع الفلسطينيين وأصدر بيانًا يدين فيه رئيس السلطة محمود عباس : " في الوقت الذي ما زالت تجري فيه محادثات لتمديد المفاوضات ، اختار أبو مازن حماس وليس السلام ؛ من يختار حماس فهو لا يريد السلام " ، وما صدر بينيت " اتفاق المصالحة يجعل السلطة الوطنيّة الفلسطينية هيئة "إرهابيّة ضخمة "وانها "تحوّلت إلى الهيئة الإرهابية الأكبر في العالم ، تبعد عشرين دقيقة عن تل أبيب "، هذا البيان وما صدر عن بينت يعكس عمق المشكلة في التصور الاسرائيلي لحدث المصالحة ، وما تمثله من خطر على ما يسمى بعملية السلام والمفاوضات .
أما الموقف الامريكي عبر عن خيبة امله ؛ نقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جين ساكي" قولها "التوقيت مثير للمشاكل ونشعر بالتأكيد بخيبة أمل ازاء الاعلان"، مضيفة "يمكن أن يعقد ذلك جهودنا بشكل خطير، ليس فقط جهودنا وإنما جهود كل الأطراف لمواصلة مفاوضاتها" ؛ حيث اعتبر الاتفاق الفلسطيني بإنهاء الانقسام تقويض للمساعي الامريكية وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ؛ أن الاتفاق قد لا يقوض مساعي واشنطن فحسب , بل ايضاً جهود الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني لتمديد فترة المفاوضات بينهما . وأكدت وجوب التزام أي حكومة فلسطينية بشكل واضح بمبدئيْ نبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل . حسب أقواله : "إذا تمّ تشكيل حكومة فلسطينية جديدة ، فسنقيّمها على أساس تمسّكها بهذه المبادئ ، وسياستها وأعمالها ، وسنتّخذ قرارًا بخصوص آثارها على مساعداتنا وفقا للقانون الأمريكي ".
جبل التحديات غير محصن امام الارادة الفلسطينية ؛ لذلك الايام القادمة ستشهد للقيادة الفلسطينية بشجاعتها ووطنيتها ، ونسقط الوضع الفلسطيني الجديد على حالة الصراع بكل مكوناتها وعناصرها سواء المقاومة والسياسية نهج المفاوضات والمقاومة والجمع بينها دون خسائر ؛ بإمكان القيادة الفلسطينية ان توقف التآكل الخطير في الموقف الفلسطيني والحق التاريخي والمصالح العليا للقضية الفلسطينية .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء