البدائل الفلسطينية والردود الاسرائيلية !! بقلم:أ.محمد خليل مصلح
اذا فقدت القيادة قيمة الانسان وقيمة الوطن نفقد الدافع الوطني للم الشمل بين مكونات الوطن بين الانسان والأرض " الجغرافيا " ؛ فقيمة الوطن من قيمة الانسان والعكس صحيح لذلك الوطنية حب الانسان والوطن معا وإلا فهو حب زائف.ما يجري اليوم بخصوص المصالحة وتوجه الوفود والشخصيات لا يكفي لتعزيز القناعة الوطنية لدينا بالقيادة وصدقها ؛ حيث انها ليست المرة الاولى واخشى انها لن تكون الاخيرة في لعبة الغميضة او لعبة شد الحبل وإلقاء المسؤولية على الطرف الاخر ؛ دون الاعتراف بأن المصلحة العليا مغيبة في جوانب كثيرة من التفكير الاستراتيجي وان المناورات لتحقيق مكاسب للأطراف المتناحرة يتغلب على المصالح الوطنية للقضية الفلسطينية .
لماذا عندما نكون مأزومين نكثر الحديث عن المصالحة ؛ والبعض منا يكون جزء من صناعة الازمة للطرف الاخر مع الدول الصديقة او المجاورة ؛ وفي اغلب الاحيان الطرف الاخر يوظف المصالحة لخلق مقاربات جديدة للتغلب على فشل استراتيجيته مع الاحتلال او يستخدم ادوات الاحتلال في ابتزاز الطرف الفلسطيني الاخر .
المصالحة واجب
وهي كذلك ويجب ألا تكون وسيلة أو مطية للوصول لأهداف غير مشروعة كالاستمرار في سلام ميئوس منه ومفاوضات فاشلة او من اجل الانتخابات لإقصاء الطرف الاخر في اطار حسابات غير وطنية تتعدي حدود الجغرافيا الفلسطينية ؛ لعبة المحاور للدول المجاورة ؛ قد تسمح للغالب ان يحقق بعض الانجازات لكنها ستكون بالتأكيد وقتية وخادعة وعلى حساب الحق والقضية الفلسطينية ؛ قد اتفهم وبشكل كبير ان المصالحة اصبحت للأطراف مكون استراتيجي في خطته للتغلب على المأزق الذي يعيشه اليوم ؛ فالاحتلال يرى في المصالحة تهديد مباشر لعملية السلام ؛ اذ يدرك مدى اهميتها في ادارة الصراع ؛ فالاحتلال يرفض ان يفاوض و مسدس حل الدولة مصوب الى رأسه كما صرح بينت زعيم البيت اليهودي او كما يرى نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال في المصالحة ويخير السيد ابا مازن ؛ ما اذا كانت ترغب في حل نفسها او التوحد مع حماس او السلام من جهة اخرى .
الارباك تكتيك لكنه قصير المدى في التأثير على اسرائيل ؛ اذ تدرك ان نفس السلطة في هذه اللعبة قصير لأسباب داخلية او خارجية ؛ فبعد ان كشفت مصادر بان دائرة شؤون المفاوضات شرعت قبل وقت قريب بالبحث عن كيفية حل السلطة وما هو المطلوب بعد حلها وما يترتب عليه .. وان خيار حل السلطة ليس تهديدا او مناورة , "لان التهديد اذا ما استجيب له سيصبح حقيقة وكل تهديد يجب ان يكون قابل للتحقيق , والموضوع ليس مجرد كلام بل هو مطروح بقوة على طاولة البحث لدى القيادة الفلسطينية".
هذا الطرح داخليا غير متفق عليه من مؤسسات السلطة ولم يطرح بعض على الكل الفلسطيني اذ ترى فيه حل مقتطع يجب ألا يشمل كل مناطق السلطة كغزة مثلا اذ وضعيتها تختلف عن الضفة ؛ وان الاولى وقف التنسيق الامني مع الاحتلال وتصعيد المقاومة بكل اشكالها وان من الخطأ تسليم السلطة للاحتلال .
كثر في الآونة الاخير الحديث عن البدائل ؛ حل الدولة الواحدة او النضال الشعبي السلمي والتحرك على الصعيد الدولي في آن واحد والانضمام الى المؤسسات الدولية هذا كان دون التطرق الى خيار حل السلطة لأنه يبقى خيار جماعي يحتاج الى الوحدة الوطنية وإستراتيجية وطنية متوافق عليها من كل الفصائل سواء من هم تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية او من هم خارجها ؛ ما يستدعى المصالحة والتوافق على جميع الملفات او ما يسمى حل الرزمة الواحدة ، وان الموافقة من قبل ابو مازن على ذلك اقصر الطرق للوصول الى الحقيقة و الخروج من الازمة او الوضع السياسي المأزوم للقضية الفلسطينية والفصائل ؛ قد يكون فكفة العقد الفلسطينية جملة واحدة طريق عصير على البعض لكننا بالإمكان ان نعطي لكل عقدة وقت محدد دون ان نضع الحصان خلف العربة فاشتراط الانتخابات اولا لا يعني إلا ذلك المثل .
مواجهة التهديدات
ليست اسرائيل هي المنزعجة من تصريح ابو مازن عن السلطة الفلسطينية على أنها "سلطة تحت الاحتلال " بموجب ميثاق جنيف ، ما يعني أن إسرائيل وكبار المسئولين في أجهزتها الأمنية سيكونون معرضين لدعاوى دولي ؛ بل الولايات المتحدة ترى في ذلك تهديد لمصالحها في المنطقة ، فالولايات المتحدة حذرت بأن ذلك سيستدعي ردا قاسيا من جانبها ، و من ضمن ذلك وقف المساعدات الاقتصادية.
مصداقية كل الاطراف الفلسطينية على المحك حذار ان تسقط اليوم امام اختبار الثقة للشعب الفلسطيني ؛ من نجح سابقا ان يخرج باتفاقيات مع العدو خلف الابواب المغلقة قادر اليوم ان يفعلها لمصلحة الوطن ويخرج غدا باتفاق تاريخي مصيري في حق الشعب الفلسطيني يمكننا من مواجهة عواقب التهديدات الاسرائيلية والأمريكية .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء