نصيحة لخالد مشعل...بقلم: زكريا محمد
08.01.2012 06:44 PM
ولسخرية الزمن فقد انشق خدام عن نظامه. قال له بشار أيضا: دمشق ليست فندقا. أي عليك ان تقبل بموقف النظام إذا اردت ان تبقى في دمشق، فغادر دمشق وتحول من قومي بعثي إلى سني سعودي.
على كل حال، الفكرة هي أن وجود حماس في دمشق لم يكن منة من النظام السوري. كانت هناك مصالح مشتركة، رغم الخلاف اليديولوجي الجذري. ومع ذلك، فلم يكن النظام يتورع عن أن يقول لحماس: دمشق ليست فندقا. وكانت حماس مضطرة لدفع ثمن الإقامة في دمشق. وقد دفعته حد أن مشعل في مرة حاول أن يعقد مؤتمرا صحفيا قبيل وصول الرئيس محمود عباس إلى دمشق فأرسلوا له إشارات (إنه بلاش يا زلمه). وحين لم يفهم اتصل به موظف وأخبره: ممنوع، فألغي المؤتمر الصحفي.
هكذا هي الأمور. لكن الدوحة وأنقرة أيضا ليستا فندقين. فهما يطلبان من حماس ومن مشعل ثمنا مقابل نقل مقرها ومقره من دمشق، في ما يشبه عملية إنزال جوي، على مكان آمل. ويقال أن قطر ستدفع للأردن مئات الملايين كي تجهز مقرا لمشعل في عمان. ومقابل هذا على مشعل ان يفك تحالفه مع طهران ودمشق، بل وحتى مع حزب الله. وهذه الأيام صرت أسمع بعض المرتبطين بحماس يتحدثون عن (الروافض). أي والله عن الروافض الشيعة!!
ليس ذلك فحسب، بل على أن يغير موقفه من العمل العسكري. فالعمل العسكري محرج للأردن ولتركيا ولقطر. غير أن هذا أزعج محمود الزهار. فالزهار على أرضه، وليس مضطرا أن يدفع أثمانا غالية من الذهاب إلى عمان. لذا هو مصر على الكفاح المسلح.
يعني: الله يرحم ياسر عرفات. فهو رغم كل أخطائه لم يكن يقبل أن يكون تابعا لأحد، لا لأمير قطر ولا لملك السعودية ولا لرئيس سوريا أو مصر، ولا للسوفيات ولا الأميركان.
رحمة الله عليه، لم يكن شحنة بضاعة ينقلها أمير قطر أو أمير موسكو.
نصيحتي لمشعل: أعبر إلى غزة، وخليك هناك. مين حيمنعك؟!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء