نتفة زهزهة - بقلم: فراس نصار
في الكتابات السابقة أُثقلت على مسامع القارئين الأفاضل بتناول بعض المواضيع التي تقهر النفس مع انها في صميم الواقع الأليم .. لكن في هذه المرة – إنسوكم منها شوي- وليس لمدة طويلة لأن مثل تلك المواضيع لا نستطيع ان نُبعدها عن بالنا،،، بس بدنا نغيِّر ..
لنتجرد من واقع الحياة وهمومها اليومية ولنبحث في كل واحدٍ منّا عن الشخص السعيد الذي يعيش بداخله ... بَحكي جد !! وكل واحد فينا يستطيع ان يلاحظ وجود هذا الشخص الآخر في لحظات الصفاء والاسترخاء وبلمة تجمع الأحِباء، بس لازم يفتش عليه في داخله جيداً ويكثرمن مخاطبة هذا السعيد المكبوت المكبل .. صحيح بدها شوية تعب وتركيز بس ما دام كل واحد سيبدأ بتذكر أسباب الفرح والسعادة ، سيستكشف عندها بأنه يعزز وبشكل متلاحق المؤثرات الإيجابية المنعكسة من مرآة ذكرياته السعيدة في مسيرة حياته العادية ..... لا تسمحوا للمواطن الظاهر فيكم أن يغرر بكم وأنتم تقرأون هذه الكلمات، فقط إستذكروا بأن هناك أوقاتاً نستمتع بها في حياتنا .. نضحك ونتعاون ونساعد ونداعب ، نلهو ونفرح ونترك للخيال أن ينقلنا الى كل أنواع العجائب، نجتمع في جلسات الأصدقاء والأهل نلعب بكلماتنا وتصرفاتنا وحركاتنا نُلملم ذكريات الماضي البعيدة منها والقريبة، نقلد بعضنا بعضاً، ونشاهد الزمان يجمعنا بكمشة من الصورالعجيبة فنستذكر المواقف الجميلة، والأحلى من كل ذلك بأن الشخص المخبئ داخل كل واحد فينا عندما نُطلق له العنان .... بيعرفش يكذب او يتصنع، وفي تلك اللحظات التي نتركه على طبيعته، نراه يمارس بساطة التعبير وفرحة التلاقي بتجرد المشاعر والأحاسيس والتفكير، وعند إستبصار حقيقته يتساوى جميع الحاضرين من كبيرٍ و صغير او غنيٍ وفقير لأن هذه اللحظات طاقتها أعظم من المقامات والألقاب والمسميات، وتملئ البطون والعقول بألذ المشهيات وأصفى الذكريات .
دعونا جميعاً ولبرهة نُسقط وبمشهدٍ سريعٍ جميع المواقف والأوقات الجميلة بحياتنا لنرانا أيام كنّا أطفالاً صغار، نلهو بحفنةٍ من تراب نلاحق بعضنا بعضاً لا نرجو للشمس من غياب، نملك الوقت الكافي لرواية تاريخ الكون في أسطر لكتاب، وفي غمرة تلك الساعات التي قضيناها بكل روعةٍ مع الأصحاب، حتى هذه اللحظة فنحن لا نستطيع تغييب أحداث مفرحة نعيشها بكل أناقتها بماضيها أو بحاضرها برونقها وبهاء أسرارها، فهذه الأوقات سنقرأ ترانيمها يوماً في عيون بعضنا البعض ونسمع ألحانها كالنسيم العليل في خلايا أجسادنا بجلسة جديدة ستأتي بعد حين، فلا ينكرن أحدكم بان تلك اللحظات تزوره كثيراً لتُخرجه حتى لو لوهلة من أهوال ما نحياه، وقساوة ما نعيشه وما عانيناه ، ولا يقولن أحدكم أيضاً بأنه لم يمارس مثل تلك الطقوس من قبل، والتي كانت وما تزال عند حضورها توقد الأفكار فينا، وتبعث روح الإبداع والإقدام والتصميم والمحبة في أمانينا، ألا تتفقون معي بأن إنبعاث تلك الأفراح داخل كل واحدٍ منّا كفيلة بتغييب هموم أيامنا ؟ وبأنها تمنحنا تجدداً في أعمارنا ؟ فلماذا إذاً لا نوقظ الإنسان السعيد في مكنوننا ذوالطاقة الممتلئة ليشاركنا في كل ما نحياه، ألا تعتقدون بأن بسمةً صادقة كفيلة بشحن الهمم نحو النجاة، ولأننا نملك بأيدينا إستخراج المخبئ في أروقة الحياة، لا بد لنا من ترويض ظاهرنا لنعيد رسم صورتنا بأزهى ما نتمناه.
فالفرحُ والتَنَورُ والإقتدارمن أهم أركان الإرتقاء، وها هو مضمار الحياة أمامنا، يركض فيه الجميع منهم من يسجن إنسانه السعيد بداخله فيزيد من ثقل جسمه وصعوبة حركته ومنهم من يحرره فيتقافز بسرعة في خطوط مضمار حياته .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء