معادلة ..الدفعة الرابعة الدفعة الاخيرة ..حمدي فراج

05.04.2014 12:06 PM

كأن الذي فجر المفاوضات هو الجاسوس الاسرائيلي المسجون في امريكا منذ حوالي ثلاثين سنة ، ولكن ، ما شأن الفلسطينيين بهذا الجاسوس ؟

  الماكينة الاعلامية تسوق السيناريو بأن نتنياهو لكي يقنع معارضيه في الحكومة بالمصادقة على اطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى ان تقوم امريكا بإطلاق بولارد ، ورغم ان لا علاقة بين الموضوعين لا من قريب ولا من بعيد ، لا في الشكل ولا في الجوهر ، حتى في التهم المنسوبة لكلا الجانبين ، من ان ذاك جاسوس في عرفي المتجسس لهم والمتجسس عليهم ، فإن هؤلاء مقاتلون من اجل الحرية ، حتى لو لم يقر لهم بذلك آسروهم "دولة اسرائيل" ، وهي دولة تحتلهم وتحتل ارضهم وشعبهم ، ناهيك انهم اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية السلام ، وكان يجب ان يعودوا الى من منازلهم قبل احدى وعشرين سنة عندما تم توقيع الاتفاقية في البيت الابيض .

  وصمدوا وصبروا احدى وعشرين سنة اضافية ، الى أن لاحت طاقة الفرج ، مقابل ان توافق السلطة على تمديد المفاوضات تسعة اشهر اخرى تنتهي اواخر نيسان الجاري ، وتم تحديد مواعيد الافراج على اربع دفعات  بالاسم الرباعي لكل اسير ، والشهر واليوم خوفا من التحايل او التملص ، والتزمت اسرائيل بالدفعات الثلاث الاولى ، لكنها احجمت في الدفعة الاخيرة .

  ان طرح اطلاق بولارد مقابل الالتزام باطلاق الدفعة الرابعة ، مسألة تشوبها الغرابة حد الاندهاش والانبهار ، خاصة لدى الجانب الامريكي المتضرر من هذا الجاسوس ، كونه كان يتجسس على وطنه وأسرار امن بلاده ، ولكنا لم نلحظ اي شيء يذكر من هذه الدهشة  او الاستنكار في السلوك الامريكي ، بل بالعكس ، رأينا ان الادارة الامريكية بدأت اجراءتها لاطلاق الجاسوس ، فتذهب هذه الادارة المشرفة على عملية التفاوض المستمرة منذ عقدين ، بإلزام اسرائيل اطلاق الدفعة المتفق عليها اولا وقبل اي شيء ، ثم لتسأل  اسرائيل عن علاقة بولارد بقدماء الاسرى الفلسطينيين ، كان يمكن بحث الطلب لو كانو اسرى امريكيين ، او لو كان بولارد مسجونا في سجن السلطة بأريحا ، او حتى في سجن حماس بغزة .

  هل نبالغ حين نقول ان بولارد مجرد جاسوس تجسس لصالح اسرائيل ، فهل كان يتجسس لها بدون موافقتها وبدون علمها ، هل هي التي ابلغت امريكا عنه وعن تجسساته ، ولهذا تمت معاقبته دون اتخاذ اي اجراء عقابي ضدها ، ومن اجل ذلك تنزل امريكا عند طلبها اطلاق سراحه . وهل هناك من ساذج في العالم يصدق ان السلطة تملك الحق او القدرة في اطلاقه ، وهي التي ظل مقاتلوها رهن السجن عشرين عاما حتى بعد توقيع اتفاقيات السلام .
   كان يجب ادراك ان ابقاء اسرى الداخل ضمن الدفعة الاخيرة اشارة اسرائيلية كافية للتنصل منها .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير