عبد الستار قاسم يرد على النائب العام احمد المغني..

04.01.2012 08:45 PM
كتب الدكتور عبد الستار قاسم مقالا تناول فيه ما جاء في المقابلة التي اجراها تلفزيون "وطن" مع النائب العام المستشار احمد المغني ضمن برنامج "ساعة رمل" الذي تقدمه الزميلة وفاء عبد الرحمن .

ردا على النائب العام - عبد الستار قاسم

"استمعت جيدا لمقابلة السيد المستشار أحمد المغني المدعي العام مع تلفزيون "وطن"، والتي جرت بتاريخ 2/كانون ثاني/2012، وهي مسجلة لدي كوثيقة يمكن إبرازها في أي موقع أو محكمة. لقد تحدث السيد المغني حول عدد من القضايا، وكان في الغالب تبريريا، ولم ينجح في دفاعه في عدد من النقاط منها ما يتعلق ببرنامج "وطن ع وتر"، وترقيات موظفي النيابة العامة، واستدعاء الناس للتحقيق يوم الخميس.

سألته الإعلامية وفاء عن قرار توقيفي الأخير فأجابها عن قرار توقيفي عام 2009. هل هو يحاول الهروب، أم أنه لا يعرف؟ لا أعلم. قال السيد المغني إنه تم توقيف الدكتور عبد الستار قاسم بسبب شكاوى تم تقديمها ضده من قبل أجهزة أمنية وأشخاص اتهمهم بأنهم عملاء وجواسيس. لقد تم استدعاؤه واعترف.

يا حضرة المستشار:

1- أنا لم يتم استدعائي، أنا ذهبت إلى شرطة نابلس لأشتكي أشخاصا عرفوا على أنفسهم هاتفيا كالوا لي الشتائم والسباب بعد مقابلة لي مع تلفزيون الأقصى حول إطلاق النار على الشيخ حامد البيتاوي. وقد نشرت نص المقابلة مع الصورة مرارا على الملأ. أنا لم أتهم أحدا بالعمالة، وفقط ذكرت ما قاله أفي ديكتر الصهيوني عن قادة فلسطينيين (وليس أشخاصا عاديين يعملون في أجهزة أمنية) يعملون مع المخابرات الصهيونية. لم أذكر أي اسم على الإطلاق.

2- لم يستدعني أحد، أنا ذهبت لأشتكي، وقلت للشرطة إن الأمن الوقائي بعث لي برسالة للحضور إلى مقره غدا، أي بتاريخ 21/نيسان/2009. ما قلت ذلك للشرطي الذي من المفروض أن يسمع شكواي وهو وضاح الشاعر حتى فز من على كرسيه وخرج من الغرفة. عاد بعد حوالي ربع ساعة ليقول لي إن هناك شكاوى ضدي. فجأة ويا سبحان الله، تراكمت ضدي الشكاوى، ووجدت نفسي موقوفا. وعلمت بعد ذلك أن مدعي عام نابلس السيد بهاء الأحمد قد وقع قرارا بتوقيفي.

3- أين هو اعترافي يا حضرة المدعي العام؟ إذا أتيتني بالاعتراف فأنا أعاهدك على أن ألجم لساني وقلمي إلى الأبد. وإذا ثبت أنك قلت ما قلت على غير علم أو تجني، فماذا ستفعل؟

4- وإذا كنت قد اعترفت، فلماذا تصدر المحكمة قرارا بتبرئتي من كل التهم؟ وقد استأنفتم ضدي، وفشلتم.

5- قرار التوقيف الأخير الصادر في 25/آب/2011 كان بخصوص مقال كتبته حول جامعة النجاح. حضرتك لم تتحدث عنه بتاتا. لقد تم توقيفي بصورة تثير الشكوك. تم استدعائي يوم الخميس الموافق 25/آب/2011، ولم اكن أشك للحظة بأنني سأعود للبيت بسبب تقييمي لوضع العدالة في فلسطين. كنت على وعي أنه سيتم توقيفي. تم التحقيق معي من قبل السيد خالد الخفش، وحاول جاهدا البحث عن كلمة قد تضعني في دائرة الإدانة، لكنني كنت حريصا جدا من الناحية القانونية في صياغة كلماتي.

6- تم الطلب من القاضي عماد ثابت توقيفي لمدة خمسة عشر يوما، فوافق. الغريب في الأمر أن ملفي أمام القاضي لم يحتو على توكيلي للمحامي. جرى المحامي إلى مكتب الادعاء بنابلس للبحث عن التوكيل، وعاد مسرعا. وصل المحكمة الساعة 2:30 تقريبا، لكن القاضي أجل البت في الإفراج عني بكفالة حتى الأحد الموافق 28/آب/2011. لم تظهر إفادتي في ملف القضية يوم الأحد، فأجل القاضي البت لليوم التالي. تطور لدي إحساس بأن الهدف هو إبقائي في المعتقل حتى يمر عيد الأضحى. ولم يكن غريبا أن تدخل الدكتور سلام فياض والسيد أبو مازن لوقف هذا الأمر.

7- خرجت من السجن يا حضرة المستشار الساعة 23:40 قبل منتصف الليل بتاريخ 28/آب/2011، وعندما قرر القاضي الإفراج عني بكفالة يوم 29/آب/2011 كنت أنا على قمة جبل نابلس أنظر إلى فلسطين التي يلف أبناؤها الحبل على رقبتها. وطبعا قمت بتقديم بلاغ ضد القاضي لمجلس القضاء الأعلى، ولا أعلم ماذا جرى حتى الآن.

8- إذا كنتم تطبقون القانون الخاص بالشكاوى، فلماذا لم توقفوا الذين قمت بتقديم شكوى ضدهم بتاريخ 25/آب/2011. نحن تصالحنا في الجامعة، وكل طرف أسقط قضيته بعد ذلك وانتهت الأزمة، لكن من الضروري أن أقول لحضرتك إنكم قمتم باستدعائي عقب تقديم شكوى ضدي، لكنكم لم تستدعوا من قدمت شكوى ضدهم، علما أن البيان الذي كتبوه ضدي يدينهم بصورة مطلقة. وأنا مستعد لإرسال نسخة منه لحضرتكم لتتيقنوا.

9- أصدرت محكمة الصلح بنابلس بتاريخ 10/10/2011 قرارا بتبرئتي من تهم الحق العام.

10- توقيفي كان اعتداء على حريتي في الكتابة والنشر، واعتداء على أسرتي التي عانت. أنا لا يهمني التوقيف، فحقيبة السجن دائما جاهزة لتكون على كتفي، لكن هذا وطن مغتصب لا يحتمل مزيدا من الهوان.

حضرة السيد المستشار:

أطالبك باعتذار علني. وإذا كان هذا صعبا عليك فإنني سأتوجه بشكوى ضدك لله أولا، ولمجلس القضاء الأعلى ثانيا. حضرتك مسؤول عن إقامة العدالة، وليس من مقام منصبك أن تقول ما لا تعلم، أو أن تخلط بين الوهم والحقيقة، أو أن تتجنى.
تصميم وتطوير