بين حانا ومانا - بقلم: فراس نصار

03.04.2014 12:37 PM

هل كُتب علينا أن نبقى دائماً بهذا بالوسط ؟؟  هو ليس الوسط المطلوب دينياً أو فكرياً أو حياتياً لا .. بل إنه الوسط المجبول بالتعب والشقاء والألم، الوسط المعبئ بالمعاناة وقلة راحة البال، وسط القهر والإستياء، وسط الفقر والحاجة، وسط التبعية الحضارية والثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والمالية ...

لن يقنعني أحد بأن أجناس البشر تختلف بذكائها وطاقتها عن بعضها البعض!!  فلماذا نحن من يلعن حظنا ونلوم بعضنا ونحسد غيرنا من شعوب الارض؟  ولماذا نرتضي لإنفسنا العيش في ظلمة الوادي والجبال التي تجاور سقوفها نوافذ القمرعلى مرمى عيوننا؟ تتصاعد أرجل الجميع نحو قممها إلا نحن لا نكاد نبرح مكاننا، قد تكن العلة في قلوبنا أو بأرجلنا التي لا تقوى على الإرتقاء، او أننا نختار البقعة الأكثر إنحداراً لنبدأ منها سيرنا نحو الأعالي فتتساقط حجارتها من بين أقدامنا، لتعيدنا الى سابق مكاننا، أو أننا ننتظر طائراً أسطورياً ليحملنا ويضعنا على القمة الأعلى دون أن نُتعب عضلات أجسامنا أو خلايا أفكارنا التي بدأت بالانحسار حسب قانون قلة الإستعمال لنُسلم بعدها بواقع الحال، فنتراكم على بعضنا، ونتنافس على ما بقي من فسحة في قعر وادينا، يأخذ قوينا مكان ضعيفنا، ونسحق فقيرنا، ونتبع تعاليم أيادينا، وفِقه الخيال والأنانية فينا، نُقايض تجار الجبال ما فاض من ناتج زرعهم بفرح أطفالٍ لنا ولا نسقي روابينا،  نبني سدوداً بين أجزائنا ولا نرجو الخلاص من عقدةٍ تدق ماضينا.

قد نصحو يوماً لنجد بأن كل الأمكنة فوق الجبال قد إزدحمت بساكنيها ولم يعد لنا موقعاً لقدم !! ولا حتى إنعكاساً لحلم !! من أحلام أطفالنا، عندها ليس بأسهل من أن يُسقط سكان الجبال صخورهم على رؤوسنا يوم يزعجهم صوت شخيرنا،  ولن تميز حينها دحرجة صخورهم بين كبيرٍ لنا وبين صغيرنا، وقبل ان يأتي يومنا لا بد لنا أن نكون لبعضنا كالبنيان المرصوص، نُعليه معاً وليأخذ كلٌ منا دوره وينجزعمله ويحرك أفكاره وينشط عضلاته لنرتفع بنتائج أعمالنا بتشييد جبلٍ أساسه وادينا وسقفه يُطل على قمم جبالهم ولنبدأ بدعم صغارنا وزرع الطاقة في قلوب أطفالنا وليقدم كل قوي فينا ما يشد من عضد ضعيفنا، قبل ان ينطبق المثل فينا، والقائل بين حانا ومانا ... وأقول ضاعت امانينا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير