الشكاوى المكتوبة للقنصلية البريطانية لا يتم التجاوب معها ..بقلم: وفاء عبد الرحمن

31.03.2014 03:52 PM

عزيزي د. الاستير مكفيل

القنصل العام- قنصلية المملكة المتحدة

القدس

أرسلت لكم شكوى بتاريخ 18 آذار من هذا العام بخصوص اجراءات فيزا الدخول للمملكة المتحدة ، وصعوبة الوصول للملعومات حولها، ووجود معلومات مغلوطة على روابط الكترونية متعددة. للأسف لم يصلني أي رد "بعلم الوصول" ولا أي اشعار بأنه سيتم التحقق من الشكوى ومدى صحتها- وهو اجراء متبع لدى كل الجهات التي تعلن عن ترحيبها في تلقي الشكاوي!

ولاحقاً علمت من مصدر- خاص وقريب من القنصلية- أن لا احد يقرأ الشكاوى في القنصلية، وبالتالي لا يتم الرد عليها، ولا يتم التعاطي معها، وهي عادة من مواطنين بريطانيين، اما الفلسطينيون، فلا يكتبون، يفضلون الشكوى الشفاهية، اما الكتابة فليست من طبعهم!

ويبدو أنني "فلسطينية"، "غريبة الأطوار" صدقت ما علمتنا اياه الديمقراطيات الغربية، وكنت طالبة نجيبة استفادت من كل ساعات التدريب والورشات الممولة من جهات متعددة ومنها الوكالة البريطانية للتنمية، وهي داعم أساسي لائتلاف النزاهة والمساءلة، ومؤخراً لبرنامج "تجاوب" الذي يحث على تجاوب هيئات صنع القرار مع حق الجمهور في المعرفة وبالتالي حقه في المساءلة.

ولأنني طالبة نجيبة، فقد فحصت صفحتكم الالكترونية وتنقلت بين صفحات سفارتكم في عمان وفي تل أبيب، وبحثت في صفحات حكومية أخرى مرتبطة مثل الوكالة البريطانية للحدود، عسى ان أفهم أين تكمن المشكلة، وما هي مهمات/ وظيفة القنصلية في القدس؟

ولنبدا بمهمات القنصل العام (موجودة على صفحة التعريف بكم وبعد ملخص سيرتكم الذاتية- اقتبس هنا وبترجمتي الخاصة) "يمثل حكومة المملكة المتحدة وبالتالي هو مسؤول الشؤون القنصلية والفيزا والتجارة في المدينة أو المنطقة التي تتواجد فيها القنصلية"

وعليه أفهم اشرافكم على برامج الدعم المتعلقة بتنمية القطاع الخاص، وبالتنمية وبرامج الإغاثة بشكل عام إلى جانب القضايا السياسية، وأيضاً أفهم أن أي فلسطيني يرغب في الحصول على فيزا فعنوانه هو القنصلية العامة في القدس، والصفحة الالكترونية هي بوابته ومدخله، وهو ما فعلته!

دخلت للصفحة الرسمية للقنصلية، ومنها انطلقت لصفحة أخرى تتعلق بالفيزا، كي أجيب على سؤال "هل تحتاج لفيزا"؟ إذن ابحث عن جنسيتك في القائمة التالية، وضغطت القائمة، وللأسف لا يوجد بها لا فلسطين، ولا سلطة فلسطينية، ولا أرض محتلة- يعني لا وجود لنا نحن الفلسطينيين وعليه لا أستطيع استكمال الطلب من هنا!

أعدت البحث مرة اخرى وبطريقة عشوائية، فوصلت مصادفة، لصفحة تتحدث عن متطلبات الفيزا لحملة الجوازات الفلسطينية في الضفة والقطاع، وفي زاوية على اليسار مكتوب انه تم تحديث الصفحة في شباط 2014- اذن هي المعلومات الاحدث وسأثق بها.

أهم ما في الاجراءات، ان فلسطيني الضفة، يدفعون رسوم الفيزا نقداً "كاش" في يوم المقابلة في المركز الثقافي البريطاني في رام الله، وبجانب المعلومة رابط للمركز البريطاني!

في النهاية وصلت لرابط طلب التقدم للفيزا، عبأته، وحان وقت الطباعة، لأفاجأ، لا يمكن طباعة الطلب بدون دفع online، ما العمل ومن أصدق؟

الحل هو البحث عن رقم هاتف يمكن التواصل عبره مع موظف/ة يجيب على تساؤلاتي، وبعد بحث مضن عن رقم غير مرتبط بجهاز "رد آلي" ردت سيدة لطيفة ولكنها لم تكن لطيفة في الاجابة على الأسئلة، ولم تخف انزعاجها من الاتصال!

دفعنا عبر فيزا كارد، طبعنا الطلب، وأرسلناه للقنصلية مع رسالة الشكوى.

وبعد أسبوع تم تحديد موعد أخذ البصمات، وهناك فوجئت بالمسؤول يقول أن الفيزا تحتاج لعشرة أيام أخرى لأن الطلبات تذهب إلى السفارة البريطانية في عمان ليتم وضع الفيزا عليها- القنصلية في القدس لا تصدر أي فيزا-!

إذن ما معنى وجود قنصلية، وقنصل عام في مدينة القدس (وكما اسلفت فواحدة من مهمات القنصل العام موضوع الفيزا)؟ ولماذا لا تصدر فيزا لحملة الجواز الفلسطيني- كما في السابق؟

أفهم أن الدول التي لا توجد فيها سفارة أو قنصلية، ينصح مواطنوها بالتقدم لأقرب سفارة أو قنصلية في بلد مجاور، ولكن نحن لدينا قنصلية في القدس؟ هل يعني هذا عدم اعتراف المملكة المتحدة بالقدس مدينة محتلة كباقي مدن الضفة الغربية؟ هل سحب صلاحية اصدار الفيزا مسألة سياسية تتنصل فيها بريطانيا مقدماً من الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية؟

ولماذا نقل المعاملات لعمان؟ وليس تل أبيب مثلا كما تفعل استراليا؟ وسؤالي هنا نابع من أن صفحة المملكة المتحدة والفلسطينيين لا زالت تسمينا الأراضي المحتلة- واوافق جداً على هذه التسمية التوصيفية للواقع-؟

وهل كنت سأختصر الوقت لة تقدمت بطلبي للسفارة بعمان مباشرة- وبجوازي الفلسطيني؟

وبما ان القيادة الفلسطينية تتفهم سلوك واجراءات أي دولة صديقة أو شقيقة او غيره تجاه المواطنين الفلسطينيين، اخترت التوجه لكم وليس للقيادة للسؤال عن المغزى السياسي أو الاجرائي لنقل اصدار الفيزا للمملكة الأردنية.

آمل أن تجد رسالتي/ شكواي/ أسئلتي "تجاوباً" من طرفكم، أولاً لنشر معلومات صحيحة وكاملة حول اجراءات الفيزا، وثانياً تقديم تفسير بسيط للاجراءات المعقدة واصدار الفيزا في عمان وليس القدس.

أخيراً شكراً على وقتكم

 

ملاحظة: روابط الصفحات المشار إليها، قد زودتكم ببعضها في شكواي المرسلة لكم باللغة الانجليزية

*رئيس التحرير

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير