لماذا لا يستغل الفلسطينيون الفرص النادره !؟ - بقلم: بلال الحكيم

30.03.2014 10:52 PM

لا يحق لنا ان نملي عليكم ايها الفلسطينيون ولكن لا بأس بان ننصحكم بان تستغلوا الفرصة الذهبية المواتية لكم اليوم , ليس لديكم خيارات كثيره في المفاوضات , ولكن سيبقى لكم دوما خياركم المبدأي والبديهي بالمقاومة .

ولكن هل لدينا ما نقدمة لكم من نصائح فيما يخص المفاوضات ؟

نعم خطرت لنا بعضا من تلك النصائح ونحن نراقب التحولات الدولية الخطيرة والمفصلية الحاصلة في العالم وقلنا في انفسنا هل يمكن للقضية الفلسطينية ان تكون جزء من تلك التحولات خاصة وان ما يحصل هو بوادر بل ودلائل على تقهقر الحلف الذي يمثل الخصم التاريخي للقضية الفلسطينية والمتمثلة زعامته طبعا بامريكا .

في البداية ستقولون بانكم مضطرون لخوض مفاوضات برعاية امريكية تستطيعون من خلالها تحقيق انجازات ولو جزئية فيما يخص الاسرى والاستيطان وما الى ذلك من امور ثانوية وخاصة في ضل الوضع العربي المتراخي والذي لا يقف في صفكم من اجل الضغط  على امركيا والمجتمع الدولي في الحصول على مكاسب اكبر تمكنكم من اعادة ارضكم على الاقل في بناء دولة قائمة على حدود 67 وتكون عاصمتها القدس الشريف .

ولكن لماذا لم تفكروا الى الان في تجاوز العرب وربما في معاقبتم وذلك من خلال ايجاد تحالفات جديدة اوسع ؟
وان كان ذلك وبشكل مبدأي من خلال التلويح والايحاء وارسال الاشارات فقط .

اقصد لماذا لم تحاولوا ادخال روسيا ( مثلا ) كطرف دولي راعي للمفاوضات الا تعتقدون بان ذلك من شانه ان يغير الموازين ويغير المواقع ويثير كثير من الارباك لدى الامريكان وكذلك الكيان الاسرائيلي .

لماذا لم لاتخطوا نفس الخطوة التي اعتمدها النظام السوري في ايجاد تحالفات دولية كبيرة , لعلكم قد راقبتم ما الذي احرزته تلك التحالفات للنظام السوري بغض النظر عن اللغط الذي قد يثيره البعض حول طبيعة النظام السوري , دعونا فقط نتكلم الان في السياسة .

وبغض النظر عن طبيعة القيادة الفلسطينية لعلني اتحدث الان عن آمال اكثر من كونها وقائع موضوعية توجه الخطاب مباشرة للرئيس ابو عباس بصفته على رئاسة السلطة الفلسطينية والمعني اليوم باجراء تلك المفاوضات .

سيكون امر مغاير جدا , لو انكم اشترطتم دخول طرف دولي اخر بجوار امريكا لرعاية المفاوضات بينكم وبين الكيان الصهيوني .

فالقيادة الامريكية لا تتوانى للحظة في التلميح والتصريح في احيان كثيرة بانها منحازة بالكامل الى اسرائيل !
حيث سمعنا كبار قيادة الادارة الامريكية وفي فترات متفاوتة يعبرون عن صهيونيتهم , وهذا لا يدلل فقط على الانحياز وانما يؤكد الاندماج الكلي .

اذن ؟
لابد من خطوات نوعية تحرك المفاوضات وتعجلها وتجعلها اكثر تكافئا واكثر حيوية .
تعلمون ان روسيا تحلم بان تلعب دور اكبر من دورها الحالي في المنطقه العربية وتعلمون انها تريد ان تترجم انتصاراتها الجلية في مناطق متعددة على الهيمنية الامريكية , وان هذا الدور الروسي لن يتعاظم الى منتهاه الى من خلال قضية عالمية وتاريخية ومعقدة كما هو حال القضية الفلسطينية , بل ان الحافز الابرز الذي سيدفعها للاستجابة لهكذا دور هو ادراكها بعدالة القضية الفلسطينية , وبان اي دور يكون في مقابل الدور الامريكي الداعم للكيان الصهيوني سيجعل من امريكا في موقف اكثر احراجا . بل وسيظهر حقيقتها جلية امام العالم باعتبارها الراعي الدائم لحكومات الهيمنية والاحتكار والتسلط والاستعمار .

ما رأيكم في تغيير شكل المفاوضات . وفي ان تصبحوا الطرف الذي يمتلك الشروط .؟ جربوا ذلك مع روسيا ( بوتن ) .

بلال الحكيم: كاتب يمني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير