طبول الحرب تقرع بسبب قلة المياه.. بقلم: معروف خطيب

بدا العد التنازلي ليصبح الماء هو السلعة الأسمن من الذهب الأسود والأصفر
حسب ما نشر في موقع ويكيبيديا وفق معطيات لإحصائيات جمعية الصحة العالمية في الامم المتحدة "الموارد المائية العالمية في تأزم، اكثر من نصف دول العالم تعاني انخفاض في منسوب المياه التدريجي ومن المتوقع حتى غاية 2025 ستشهد هذه الدول جفاف وان جاز التعبير قحط! ,وكما ورد 1.1 من 6.6 مليار شخص في العالم لا يملك طريقة الوصول إلى المياه حتى يروي بها ظمأه، أي سدس سكان العالم يعانون من هذا النقص في معنى اخر شخص من بين ستة اشخاص في خطر ، وهذا العدد في تزايد سنوي". وبما انا إسرائيل هي جزء من هذا العالم ايضا ستطالها عوارض هذا الجفاف او ربما هي الضحية الرئيسية ؟
وفقا للنتيجة المغلقة التي توصل اليها البروفيسور هندريك برونيس من معهد ابحاث الصحراء في سدية بوكر التابع لجامعة بن غوريون. تشير نتيجة المعطيات الى توجهات واضحة حيث سجل ارتفاع في الحرارة في جميع ارجاء البلاد وطرا الارتفاع الكبير بالحرارة في بئر السبع وتل ابيب اذ ارتفعت درجة الحرارة 1,5 درجة خلال العقود الثلاثة الاخيرة . وقد يبدو المعدل منخفضا لكن يجب ان نأخذ بالاعتبار ان الارتفاع العام لدرجة حرارة الارض خلال القرن الاخير كان حوالي 0,8درجة يعني هذا ان معدل الارتفاع في اسرائيل يبلغ حوالي ضعف المعدل العالمي لارتفاع درجة الحرارة.
ضحية هذا الاحتباس الحراري هي بحيرة طبريا التي تعد قلب اسرائيل الحيوي النابض لمياه الشرب ومع كل سم مكعب ينخفض من منسوبها يؤدي الى تأثير مباشر على محفظة المواطن الإسرائيلي ودخله وذلك من ارتفاع في اسعار المياه اولا مما يؤدي الى انخفاض في المنتجات الزراعية التي تعد العامود الفقري لغذاء اسرائيل التي بدورها تؤثر سلبيا على اسعار السلع الغذائية وذلك بالازدياد وهذه السلسلة ستستمر إلى ان تلتف حول عنق الإسرائيلي الذي لا يملك إلا أمل موافقة البنوك على طلبات القروض لكي يتمكن من دفع فواتير الطائلة من اجل حصوله على المياه والتغذية.
الماء يستمر في التناقص تدريجيا وإمكانية البنوك في استرداد هذه القروض ايضا في تناقص مما قد يتسبب في ازمة داخلية في الوسط الاسرائيلي قد تلحظ خزينة الدولة عدم دفع الضرائب المستحقة من المواطن للدولة وبدور مثل هذا السيناريو سيطال خزينة الدولة وهنا يكمن الخطر الاستراتيجي وهذا ما سيؤدي الى حرب اقليميه على الموارد المائية في الشرق الاوسط كما في الحروب السابقة.
وبما ان موارد المياه في اسرائيل هي من أنهر الدول المجاورة هذا سيؤدي إلى وضع اسرائيل في حالة تأهب مستمرة لشن حرب مستقبلية متوقعه من اجل توسيع رقعة موارد الماء ، لكن الحرب القائمة الان هي لنفس الغاية ولكن بمصطلحات اعلامية مختلفة كالربيع العربي او الحريات ونشر الديمقراطية وهذا لإلهاء الشعوب وحكامها عن الجوهر الأثمن الذي هو ترياق الحياة وهذا هو امل إسرائيل في إحكام دولة إسرائيل الكبرى كما موضح على العشرة اغوروت.
. وايضا رسمت اسرائيل هدفها على علمها في الخطين الأزرقين اللذين يحدان نجمة داوود التي هي رمز الدولة والأزرقين هما رمز لحدودها وهما النيل والفرات .
نتيجة لذلك الشكوك تحوم حول مستقبل اسرائيل المائي . هل سيعاني المواطن الإسرائيلي مشكلة بحث ماء الشرب ؟ او حرب قادمة تغير جغرافية المنطقة أم ستنقذه غيوم المستقبل .؟!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء