اسرائيل بسبيل انتحار..بقلم: نحاميا شترسلر/ هارتس
03.01.2012 02:51 PM
ليُبارك الرجل المتدين الذي أخاف البنت الصغيرة في طريقها الى المدرسة. وليُبارك ايضا ذاك الذي بصق ولعن سائرات على الأقدام، بل ليُبارك حتى ذلك الحريدي الذي نعت الجندية بقوله "زانية"، وليُبارك ايضا اولئك الذين ارتدوا ثياب سجناء مخططة وألصقوا خرقا صفراء بملابسهم.
ربما ينجح كل هؤلاء معا في ان يزعزعوا في نهاية الامر الأكثرية العلمانية الصامتة. وربما يجعل كل هؤلاء 90 في المائة من الجمهور يدركون انه لا داعي للتنديد بالباصق ولا جدوى من محاكمة الشاتم. فكل هذه أعراض مرض شديد فقط. ومن يعالج الأعراض يضيع وقته بل يزيد المرض حدة.
ان المرض هو التربية الحريدية. فهي تربية تجعل الشباب الحريديين يجري عليهم غسل دماغ أساسي يؤمنون مع انقضائه بأن الديمقراطية سلطة شر وأن مساواة حقوق النساء أمر قذر خالص وان الحرية والانسانية جيدتان للأغيار فقط وان دراسة الرياضيات والانجليزية والتاريخ عبادة أوثان وان الخروج للارتزاق من عمل اليدين شتيمة كبيرة وان الخدمة العسكرية عمل مهين لا يناسب سوى الحمار العلماني – الذي هو أحمق بقدر كاف ليضحي بحياته من اجل "الوطن".
يُربى الشباب الحريديون على الشعور بالاحتقار المطلق لقيم الدولة العلمانية، ولهذا فليست عندهم أية مشكلة في اخافة بنت صغيرة أو تسمية رجال الشرطة "نازيين". ولزعمائهم هدف واضح هو ان يمنحوا جمهور ناخبيهم ظروف عيش جيد على حساب الحمار العلماني الذي يعمل عملا صعبا ويدفع الضرائب ويضحي بحياته في الجيش. وهكذا يستطيعون الاستمرار في التهرب من الخدمة العسكرية من جهة، وفي الابتزاز من جهة اخرى.
ان الجزء المغضب والمتناقض في هذا المسار هو ان الأكثرية العلمانية بغبائها الكبير تنفق على من سيفضون الى نهايتها. وهي تحول ميزانيات ضخمة الى جهاز التربية المستقل للحريديين. وهي تمنح الرجال المتدينين مخصصات وهبات أكبر كثيرا مما يحصل عليه جندي بالخدمة الالزامية أو طالب جامعي يدرس الطب أو الهندسة لأن الجمهور العلماني جمهور منتحر، فهو يقضي على نفسه بيديه، ببطء لكن بيقين.
ها هو ذا رئيس الحكومة بازاء الأحداث في بيت شيمش عرض حلا هو تقسيم بيت شيمش الى اثنتين: مدينة علمانية – دينية، واخرى حريدية. وعارض ذلك فورا زعيم شاس ايلي يشاي. فقد أدرك يشاي ان المدينة الحريدية لا حق لها في الوجود لأنها ستكون "بلا ايرادات وبلا ضريبة مسقفات وبلا صناعة"، أي أنه من غير الحمار العلماني – المتدين الذي يحمل العبء لن يكون هناك ما يُعطى للعائلات الحريدية الكثيرة الاولاد، ولن يمكن الانفاق على تربيتهم وعلى الصحة والرفاه وأحواض الطهارة والكنس والمدارس الدينية والعامة.
يخططون في بيت شيمش الآن لانشاء حي جديد فيه 25 ألف شقة. غير ان الحكومة تُفرد جميع الشقق للحريديين بطريقة "سعر للساكن". أي أنه برغم توصيات لجنة تريختنبرغ فان الحريديين هم الذين سيحصلون على الارض بنصف السعر، ويضاف الى كل ذلك تسهيلات كبيرة اخرى بالضرائب والأعباء، وكل ذلك على حساب دافع الضرائب العلماني – المتدين. في الاسبوع الماضي فقط اقترح يشاي تغيير قائمة تخفيضات ضريبة المسقفات بحيث يُعطى تخفيض أكبر لعائلات كثيرة الاولاد ذوات ايرادات منخفضة وشقق صغيرة. الابتزاز مستمر.
لهذا يجب الكف عن الاشتغال بالأعراض وينبغي الاتجاه الى علاج المرض، أي الغاء جميع تيارات التربية المستقلة لشاس وأغودات يسرائيل واجبار جميع اولاد اسرائيل على تعلم خطة دراسية عامة واحدة كما في فرنسا. ومن شاء استطاع ان يعلم أبناءه وبناته المشناة والتلمود بعد الظهر.
كذلك ينبغي تجنيد جميع المتهربين الحريديين للجيش الاسرائيلي لثلاث سنين مثل كل مواطن آخر. يجب على الجميع الدفاع عن الدولة، وينبغي الغاء الدعم الميزاني للمدارس الدينية والعامة الغاءا تاما واجبار الحريديين على الخروج للعمل. حتى ان اليهود لم يحلموا في اماكن الجلاء البعيدة في بولندة وفي المغرب بالعيش طفيليين على حساب الجمهور.
لكن لما كان معلوما أين نعيش وما هو المهم عند بنيامين نتنياهو فانه لا احتمال لأن تقع هذه الدعوة على آذان صاغية. ولهذا سنستمر جميعا في التدهور في مسار بطيء لكنه مؤكد الى الانتحار.
ربما ينجح كل هؤلاء معا في ان يزعزعوا في نهاية الامر الأكثرية العلمانية الصامتة. وربما يجعل كل هؤلاء 90 في المائة من الجمهور يدركون انه لا داعي للتنديد بالباصق ولا جدوى من محاكمة الشاتم. فكل هذه أعراض مرض شديد فقط. ومن يعالج الأعراض يضيع وقته بل يزيد المرض حدة.
ان المرض هو التربية الحريدية. فهي تربية تجعل الشباب الحريديين يجري عليهم غسل دماغ أساسي يؤمنون مع انقضائه بأن الديمقراطية سلطة شر وأن مساواة حقوق النساء أمر قذر خالص وان الحرية والانسانية جيدتان للأغيار فقط وان دراسة الرياضيات والانجليزية والتاريخ عبادة أوثان وان الخروج للارتزاق من عمل اليدين شتيمة كبيرة وان الخدمة العسكرية عمل مهين لا يناسب سوى الحمار العلماني – الذي هو أحمق بقدر كاف ليضحي بحياته من اجل "الوطن".
يُربى الشباب الحريديون على الشعور بالاحتقار المطلق لقيم الدولة العلمانية، ولهذا فليست عندهم أية مشكلة في اخافة بنت صغيرة أو تسمية رجال الشرطة "نازيين". ولزعمائهم هدف واضح هو ان يمنحوا جمهور ناخبيهم ظروف عيش جيد على حساب الحمار العلماني الذي يعمل عملا صعبا ويدفع الضرائب ويضحي بحياته في الجيش. وهكذا يستطيعون الاستمرار في التهرب من الخدمة العسكرية من جهة، وفي الابتزاز من جهة اخرى.
ان الجزء المغضب والمتناقض في هذا المسار هو ان الأكثرية العلمانية بغبائها الكبير تنفق على من سيفضون الى نهايتها. وهي تحول ميزانيات ضخمة الى جهاز التربية المستقل للحريديين. وهي تمنح الرجال المتدينين مخصصات وهبات أكبر كثيرا مما يحصل عليه جندي بالخدمة الالزامية أو طالب جامعي يدرس الطب أو الهندسة لأن الجمهور العلماني جمهور منتحر، فهو يقضي على نفسه بيديه، ببطء لكن بيقين.
ها هو ذا رئيس الحكومة بازاء الأحداث في بيت شيمش عرض حلا هو تقسيم بيت شيمش الى اثنتين: مدينة علمانية – دينية، واخرى حريدية. وعارض ذلك فورا زعيم شاس ايلي يشاي. فقد أدرك يشاي ان المدينة الحريدية لا حق لها في الوجود لأنها ستكون "بلا ايرادات وبلا ضريبة مسقفات وبلا صناعة"، أي أنه من غير الحمار العلماني – المتدين الذي يحمل العبء لن يكون هناك ما يُعطى للعائلات الحريدية الكثيرة الاولاد، ولن يمكن الانفاق على تربيتهم وعلى الصحة والرفاه وأحواض الطهارة والكنس والمدارس الدينية والعامة.
يخططون في بيت شيمش الآن لانشاء حي جديد فيه 25 ألف شقة. غير ان الحكومة تُفرد جميع الشقق للحريديين بطريقة "سعر للساكن". أي أنه برغم توصيات لجنة تريختنبرغ فان الحريديين هم الذين سيحصلون على الارض بنصف السعر، ويضاف الى كل ذلك تسهيلات كبيرة اخرى بالضرائب والأعباء، وكل ذلك على حساب دافع الضرائب العلماني – المتدين. في الاسبوع الماضي فقط اقترح يشاي تغيير قائمة تخفيضات ضريبة المسقفات بحيث يُعطى تخفيض أكبر لعائلات كثيرة الاولاد ذوات ايرادات منخفضة وشقق صغيرة. الابتزاز مستمر.
لهذا يجب الكف عن الاشتغال بالأعراض وينبغي الاتجاه الى علاج المرض، أي الغاء جميع تيارات التربية المستقلة لشاس وأغودات يسرائيل واجبار جميع اولاد اسرائيل على تعلم خطة دراسية عامة واحدة كما في فرنسا. ومن شاء استطاع ان يعلم أبناءه وبناته المشناة والتلمود بعد الظهر.
كذلك ينبغي تجنيد جميع المتهربين الحريديين للجيش الاسرائيلي لثلاث سنين مثل كل مواطن آخر. يجب على الجميع الدفاع عن الدولة، وينبغي الغاء الدعم الميزاني للمدارس الدينية والعامة الغاءا تاما واجبار الحريديين على الخروج للعمل. حتى ان اليهود لم يحلموا في اماكن الجلاء البعيدة في بولندة وفي المغرب بالعيش طفيليين على حساب الجمهور.
لكن لما كان معلوما أين نعيش وما هو المهم عند بنيامين نتنياهو فانه لا احتمال لأن تقع هذه الدعوة على آذان صاغية. ولهذا سنستمر جميعا في التدهور في مسار بطيء لكنه مؤكد الى الانتحار.